برنامج رمضان مميز بالقناة الأمازيغية
القناة الأمازيغية بين إكراهات السلطة المالية وتأخر الإعلان عن نتائج طلبات عروض رمضان 2024
أعتقد بأن برامج رمضان 2024 جاءت منسجمة تماما مع التصور العام للخط التحريري لهذه القناة
قناة لها طبعا إكراهاتها المالية والبشرية.. وحتى نتائج طلبات عروض هذا الشهر الفضيل التي جاءت متأخرة لم تسعفها، ومع ذلك فإن شبكة برامج رمضان التي اشتغل عليها مدير القناة السي عبد الله الطالب علي وباقي فريق العمل من شأنها أن تثير اهتمام المشاهد وفضول الإعلام وخاصة الأمازيغي
والأجمل أن فريق العمل داخل هذه القناة اشتغل في صمت وقام بتدبير منتوجه الخارجي على قلته، ومنتوجه الداخلي لخلق ذلك التوازن الذي يهدف لتحقيق التأثير الإيجابي لدى المشاهد وجذب اهتمامه
والمتتبع لفقرات برامج رمضان التي تقترحها القناة سيكتشف تنوع مضامينها ومحتوياتها
.. بموازنة (على قد الحال)، وكوادر إعلامية محدودة، ولكن بطموح جارف أكبر لمدير القناة وهو يبصم على ثاني شبكة برامج يشرف على تحضيرها منذ تعيينه
.. نلمس في ذلك الرغبة في التحديث والتغيير، وهو أمر ليس بالسهل ويحتاج وقتا كافيا وإمكانيات مالية وبشرية، وتحتاج الإنصاف على مستوى طلبات العروض مقارنة مع القناتين الأولى والثانية.فالقناة الأمازيغية والتي نريد بأن يكون بثها على مدار الساعة (24/24)ساعة تحتاج لالتفاتة أكبر
وأعتقد بأن المرحلة الحالية التي تعيشها هذه القناة تحت إدارة الصحفي والإعلامي عبد الله الطالب علي هي الأنسب حاليا لاستثمار طموح هذا الرجل، وباقي فريق العمل… والذين يومنون بالبناء، ويومنون بأسلوب التطوير والتغيير
… وهنا لا أتحدث بالطبع عن الفئة التي تتصيد كبوات الجياد ويمتهنون التشفي في الغير.. بل أتحدث عن القلوب الكبيرة التي تنظر للاختلاف في الرأي كثقافة وكأمر طبيعي، لأن الرأي هو نتاج تجارب وأفكار وثقافة، ويمكن أن يثري أفكارنا.. لأن الكارثي في القضية هو عندما لا نؤمن بثقافة الاختلاف، ونصد كل تغيير، ونركن للماضي، لأن هذا البعض عاجز على مسايرة هذا التغيير.. الذي تمليه الأمانة والمسؤولية… والتاريخ بالتأكيد لا يرحم
سلطة المال وخذلان نتائج طلبات العروض
وبالرغم من الموازنة المالية المرصودة للقناة الأمازيغية وقلة مواردها البشرية، وبالرغم من الإعلان المتأخر لنتائج طلبات عروض رمضان 2024، فإن شبكة برامج رمضان 2024 تتضمن فقرات قاسمها المشترك كونها فقرات تنهل من الثقافة الأمازيغية وتصون الهوية الأمازيغية ببرامجها المتنوعة من: وثائقيات ودراما والخدماتية، والتفاعلية
الخطوط العريضة لبرامج رمضان 2024
:وحسب بلاغ الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فإن القناة الثامنة تقترح على مستوى
:الأعمال الدرامية
مسلسل “بابا علي” في موسمه الرابع برافد (تشلحيت) تدور أحداثه في فضاءات جديدة من التراث المعماري العريق للمغرب، ويقدم مواقف تجمع بين الكوميديا والدراما والخيال، في حقبة زمنية قديمة، تدور أحداثها في البادية بكل ما تحمله من تقاليد، وأعراف طبعت المجتمع الأمازيغي
وفي فئة المسلسلات، تقدم “تمازيغت”، حسب البلاغ نفسه، برافد (تمازيغت)، مسلسل “أفذار” (الصبار)، الذي يحكي قصة مجازة عاطلة عن العمل تعيش في إحدى القرى بالريف، وترغب في إنشاء تعاونية نسائية تحارب بها البطالة بين نساء القرية، وتصطدم برفض والدها ذي الذهنية المحافظة، لتتوالى أحداث المسلسل مع مواجهة عراقيل وشخصيات تحاول إفشال المشروع، لما ترى فيه من مس بمصالحهما الشخصية وسيطرتها على سكان القرية
وبرافد “تمازيغت”، سيكون مشاهدو القناة نفسها، على موعد مع مسلسل “إبطاون زانين”، (دموع جافة)، الذي تدور حلقاته الشيقة حول مواضيع الخيانة والغدر والإيمان بالقدر. في قالب درامي تسير الأحداث فيه بشكل يصعب توقع مآلها ونهاتها، مع ثلة من نجوم الدراما الأمازيغية
وإلى جانب المسلسلات الثلاثة، تحضر في شبكة البرامج الرمضانية ل “تمازيغيت” سلسلات كوميدية جديدة تبث قبل الإفطار، ويتعلق الأمر بسلسلة “ايبوهاسن” التي تتناول في قالب ساخر، مواقف من رحلة لاعبين غير موهوبين ومدربهم نحو النجاح في مجال كرة القدم، بعد تطور الأحداث وبروز التحديات التي تظهر عزيمة الفريق ووحدته التي تنتهي بالانتصار والتفوق. ثم سلسلة “يا أنا يا هي”، التي تدور أحداثها في قالب درامي كوميدي طريف، حول قصة رجل بدوي بسيط يضطر بموافقة زوجته إلى الارتباط بابنة صاحب المزرعة التي يشتغلان فيها، تمهيدا للعودة إلى زوجها الأول بعد طلاقها الثالث منه، غير أن تطور الأحداث سيقود إلى عداوة ومواجهات لا نهاية لها بين زوجتي الرجل البسيط
أفلام تلفزية ومسابقة لصناع الأفلام القصيرة
ولا تغفل شبكة برامج رمضان للقناة الثامنة مواصلة الوفاء بالتزام “تمازيغت” في مجال بث الأعمال التلفزية والسينمائية من الإنتاج الوطني بالأمازيغية، فبرمجت لمشاهديها ثلاثة أعمال تدور أحداثها حول إشكالات وقضايا اجتماعية معاصرة
ويتعلق الأمر بفيلم “يليس ن هولندا” (ابنت هولندا)، الذي يتطرق لتنافس أبناء قرية حالمين بالهجرة للظفر بقلب فتاة من القرية عادت إلى أرض الوطن بغرض الزواج. وفيلم “قارب الحب”، الذي يتناول تفاصيل قصة حب قوية تجمع بين نبيلة ويوسف في أحضان شاطئ “تاغازوت” والصراع مع عبد الرحيم الذي يريد أن يظفر بها. لتتطور الأحداث وهزاتها العنيفة إلى أن تنتهي القصة بتجلي الحقيقة
أما الفيلم الثالث فهو فيلم “أسيكل” الذي ينطلق من قيمة المفتاح في المتخيل الأمازيغي كاشفا للغيب والمستقبل وضياعه الذي يعني فقدان السيطرة والسلطة كأساس لضباط الصراع بين أفراد المجتمع، لتحكي أحداث قصته السباق نحو العثور على المفتاح، الذي ضاع من حاكم القرية (أمغار) للفوز بالزواج من ابنته، في قالب من السخرية السوداء
وتعرض القناة في مجال السينما أيضا، برنامج “مقهى السينما” وهو مسابقة تفسح المجال لأول مرة أمام صناع الأفلام القصيرة الناطقة بالأمازيغية للتباري حول أفضل إبداع من حيث السيناريو والصورة والإخراج، بمشاركة متبارين متحدرين من مناطق الريف وسوس والأطلس والجنوب الشرقي، حول ألقابها وجوائزها المالية القيمة
وثائقيات يومية تغوص في مكنونات الثقافة الأمازيغية
وتعد شبكة برامج رمضان لقناة “تمازيغت” المشاهدين بعرض يومي يغوص بهم في مكونات الثقافة الأمازيغية، وغنى الموروث الثقافي المغربي، من خلال البرامج الوثائقي، ويتعلق الأمر ب “موروث حي”، و”فن وأصالة”، و”أسرار الطبيعة”، و”متاحف المغرب”، و”جواهر الصحراء”، و”مدن عتيقة”
وبالإضافة إلى النشرات الإخبارية، وتكييف مواضيع حلقات البرامج القارة للقناة مع مناسبة شهر رمضان، تقدم القناة عرضا جديدا من برنامج “روح الإسلام”، و”تيمسيزروين ن رمضان” الخاص بالإنشاد والمديح، و”نور القلوب” المتناول لتساؤلات المواطنين في المجال الديني
كما ستقدم القناة برنامج “إزري غ رمضان”، (حدث في رمضان)، الذي يعرف بأحداث تاريخية وقعت في رمضان، بأسلوب سردي روائي ومنهجية بيداغوجية، سعيا إلى إبراز عبقرية المغاربة عبر التاريخ، وجعل المعلومة التاريخية في متناول الجيل الجديد بلغة بسيطة أو مقاطع تمثيلية تقرب المعلومة التاريخية للناشئة