الشعر والهوية:دراسة في شعرية القصيدة المغربية
العلاقة بين الثقافة والهوية ضمن مساحات اللغة وامتدادات القصيدة
صدر حديثا عن مؤسسة الموجة الثقافية (2024) كتاب نقدي جديد لعبد الفتاح شهيد بعنوان “الشعر والهوية دراسة في شعرية القصيدة المغربية”. يتهيأ هذا السفر بحسب المنطلقات والرؤى التي يؤكدها الباحث ، ترسم معالم هذا الكتاب الذي يندرج ضمن مشروع نقدي للكاتب، يسعى خلاله إلى مساءلة المنجز الشعري ضمن مناطق الظل في تاريخ الشعرية العربية، ويدشن خلاله أسئلة العلاقة بين الثقافة والهوية ضمن مساحات اللغة وامتدادات القصيدة”. ويواصل الباحث مزيد توضيح عن عمله هذا بقوله أن “هذا الكتاب يقدم نفسه باعتباره خطوة نوعية في دراسة شعر عربي ينتمي إلى بنية تاريخية وجغرافية مختلفة، لها خصوصياتها الثقافية والجمالية (المغرب خلال القرن الحادي عشر الهجري)، يرنو خلالها الباحث إلى اختلاق معايير موضوعية لاستكشاف هوية متميزة في الشعر والثقافة والحياة، ويستمر من خلالها الإبداع والثقافة المنبعين الصافيين المتجددين، والأمل الذي يحمل في أنفاسه مبررات وجوده”
ويسعى الكاتب في المدخل التفاعلي لهذا المنجز النقدي “تنظيم الأسئلة المؤسِّسة لعمله وهيكلة الأطر العامة لمجال اشتغاله، من خلال مؤسسين محوريين؛ أولهما الصراع الذي يتمظهر في معركة الإقناع والاقتناع وتضارب المواقف السياسية، وثانيهما “العلوم والفكر” اللذان يشكلان امتدادا فكريا وإيديولوجيا للصراع السياسي المميز للمرحلة”. ويركز الباحث “تبين الجهاز النظري للإبداع الشعري في الفترة من خلال “بنيات المفهوم” و”تحولات الوظيفة”، حيث تجميع الإشارات المتوارية والتنظيرات المتناثرة من أجل نسج خيوط منهجية دقيقة تسمح ببناء صرح نظري قابل لتسييج القراءة واجتناب مزالق التأويل، ليباشر بعد تبين الهوية الإيقاعية للقصيدة المغربية، مسترسلا في تتبع اشتغال البحور وتطويع الأوزان، ثم تشاكلات القوافي في حركيتها الأفقية والعمودية”. وفي حديثه عن أنساق “المعاني والدلالات” منخلال أبنية القصيد وترصيفاتها الجمالية، يفكك الكاتب أكثر هذه البنيات تواريا ودقةً، ليصادف “ملامح تميز وإبداع يعكس هوية ثقافية وجمالية متميزة في النظر إلى المعنى ثم في توظيفه الشعري”. وفي تطورات البناء اللغوي وتحولات العبارة الشعرية في التجارب الإبداعية المختلفة، يروم “الكشف عن المساحات التي تتحرك فيها الثوابت والمتغيرات، والظواهر والمضمرات، ثم الانتقال باللغة من مستوياتها السطحية إلى أعماقها المسكونة بالمؤتلفات والمختلفات المترسّبة في الكون الشعري في امتداداته في الذات الشاعرة ولدى كل الذوات المتعاقبة على فعل القراءة المؤرّق والشاق”
بشغف كبير انخرط الكاتب في رحلته النقدية سبرا لأغوار شعرية القصيدة المغربية وهو يسائل الشعر والهوية في كتابه الجديد هذا من أجل “التأسيس لتحليل متعدد للشعر يستضمر أسئلة الثقافة واللغة والهوية مراهَنَتهُ على “القصيدة المغربية” لاختراق آفاق الشعرية العربية دون التخلي عن مقوماتها الثقافية وأسسها الجمالية المُمَيّزة والمتميّزة
:وحري بالذكر أن الأكاديمي د. عبد الفتاح شهيد يشتغل حاليا أستاذا للأدب المغربي والأندلسي بجامعة السلطان مولاي سليمان، كما أن له العديد من الإصدارات ومنها
:كتاب الاشتغال الجمالي للمعنى الأخلاقي (الأردن 2015)
:الأنثروبولوجيا الثقافية والثقافة الرقمية (الأردن 2023)