قصيدة للشاعر بنيحيى
(..سِينْ..عَينْ..ياءْ)
لَعَلَّني كُنْتُ الْقَرِينَ لِحَامِلِ سِرٍّ أَرهَقَ كَاهِلِي
أَوْ لَعَلَّهُ كَانَ حَامِلِي
فَلِمَاذَا حينَ زارَها لَمْ يُمْهِلْهَا حَتَّى تُطِلَّ مِنْ شُرفَةِ اشْتِيَاقِهَا عَلَى وَجَعِي
وَتَغْمِسَ في مَاءِ الْوَردِ لَهِيبَ رَسَائِلي..؟
وَهَلْ كَتَمَتْ في صَدْرِهَا شَهْقَتَهَا الأخيرةَ
كَيْ لا تَهْجُرَ فِراخُ الْيَمَامِ أَوْكَارَهَا قَبْلَ الأَوانْ..؟
لَعَلَّنِي كُنْتُ يَا أَنَا قَاتِلَكْ
أَوْ لَعَلَّكَ كُنْتَ قَاتِلِي
فَلَيْسَ يُجْدِي رِثَاؤُكَ لِي
وَلا رِثَائِي لَكَ يَا أَنَا يُجْدي
فَانْفَصِلْ عَنِّي تَجِدْنِي عِنْدَ مَرقَدِهَا
عُشْباً يَتَنَاسَلُ حَبَّاتِ يَاقُوتٍ
مِنْ شَرَايِينِ صَمْتِهَا الأبَدِي
****************
لن تراني عينُك يا مُريدي حتى تَعمَى
فإن التي انفصلتْ عن ذاتها
قد نَذَرَتْ لِرَبِّها صَوْمَا
فاخْرُج منك تَجِدني
وامنح ما تبقى مني
لامرأة أنجبتني..ولم تلدني
كي تتناسل من رميم رمادي
وتصيرَ كما شاء الرَّبُّ لي أن أكونْ
فراشةً تسعى إلى النور لِتَفْنَى
وانْفَصِلْ عن يقينكَ يا مُريدي
حتى يصيرَ يقينُك وَهْمَا
****************
تعبتُ مِنِّي
فَمَنْ تكونُ أنتَ يا أنا لِأحمِلكْ
ومَنْ دَلَّكَ يا غريبُ عَلَيّْ..؟
-أليس الغريبانِ في نهاية العمر يفترقان
وينفصلُ الظل عن صاحبِهِ
حين تجرفنا في مُنْحَدَرِ الأسَى أوراق الخريف..؟
– لقد خَلَّفْتُ منْ جَمَعَتْ شَظَايايَ في أقاصي صحرائها
وأتلفني حرف سينها عن رائها
ولم أجد -حين توهمتني اقتربتُ- يا أنا أثراً لها
(عبد اللطيف بنيحيى)
13 دجنبر 2022