قصيدة للشاعرالتونسي عادل المعيزي

عواء القصيدة في مزارع الإسكيمو

عادل المعيزي – تونس

لَمْ يَكُنْ عُوَاءً

كَانَتْ أَثْدَاءُ السَمَاء تَدُرُّ غزيرةً

وَبَيْنَمَا صِرْتُ مِكْنَسَةً مُسْتَبْسِلَةً

أَطْرُدُ مِنَ الفِيرَانْدَا

ضَفَادِعَ خَضْرَاءَ كانَتْ تَتَهَاطَلُ مع الأمْطار

وبينما كانت الأشلاء تتدلى من راحة السماء

في هَيْئَةِ مَلاَكِ الإسْكِيمُو

في الحديقةِ

سَقَطَ

شَيْخٌ

مُثَلَّثُ الضلُوع رأسُهُ الأَصْلعُ

مِنْخَرَا فُرنٍ عَيْنَاهُ

مِنْهُ تَفُوحُ رَائِحَةُ الظُّهْر

في مَا تَسْتَسِيغُهُ الأَيَّام

من وراء السدّة العالية، مِن خَلَلِ شُقُوقِ الذاكرة

لَمْ أَنْتَبِهْ لِجَنَاحِهِ المَكْسُور

أو لِرِيشِهِ المُتَيَبِّسِ

ولاَ لِشَتَاتِ الجُوع

في فَمِهِ الأَدْرَد

مِنْ فَرْطِ الرُّعْبِ نَبَتَتْ لِصَرَخَاتِي أَجْنِحَةٌ

ثمّ طَارَتْ إِلَى المَدِينَة

ظلّتْ تُحَلّقُ فوقَ عِراكٍ

مِنْ أَسْفَارِ الجُثَثِ

وتُعَالِجُ صَوْتًا يَنْسَلُّ مِنْ نَافذةِ التخوم المجهولة

لكنَّ الطائِرَ بِأَسْمَالِهِ البَالِيَة

جَرْوٌ فَزِعٌ يَرْتَدِي خِرَقَ دروس الجَامِعة

تَكَوَّمَ في سُبات الوَحْلِ

وكانَ يُغَمْغِمُ بِأَصْوَاتٍ

تُشْبِهُ لُغَةَ قِطَطِ الجَانْ في شرارات تفرزها الأمواج

بِمُرُورِ

الوَقْتِ

تَصَالَحْتُ

مَعَ المَلاَكِ العَاجِزِ

وهيّأتُ لَهُ منبرًا فِي قُنِّ الدَّجَاجِ لِيَسْتَجْلي حُطَامَ مَسَاره

وجَعَلْتُ الزَّائِرِينَ ضِفَافًا مزوّدة بحشدٍ من الأساطير

لِتَلَقِّي البَرَكَات

***************

في الرَّبِيعِ الَّذِي تَلاَ

عِنْدَمَا كُنْتُ أُهَيِّءُ الحَدِيقَةَ لاسْتِقْبَالِ مصطبة الحُبِّ

القلب المرشّحَ لطعنة الخذلان

فتيلة الروح مكسورة الخاطر

ومثلَ كيانٍ مُضِيءٍ عيلَ صبرُهُ

أَزْهَرَ جَنَاحَاهُ مِنْ جَدِيدٍ

وبِرَفْرَفَتِهِ الخَرْقَاء بانخطافةٍ تُغالبُ حَشدًا من الرياح

حَلَّقَ عَالِيًا

عنْدَمَا كَانَتْ القَصِيدَةُ

تُوَاصِلُ هَذَا العُوَاء