احتفاء بالشعر والموسيقى المغاربية

“نبض مغاربي – حروف عابرة للحدود”
في مساء شعري فني لا يُنسى، نظّم منتدى الطعان الثقافي بكولن، يوم السبت 31 ماي 2025، أمسية استثنائية بعنوان: “نبض مغاربي – حروف عابرة للحدود“، جمعت بين الكلمة والموسيقى، بين المغرب والجزائر وفرنسا، وبين الوطن والمهجر، احتفاءً بالإبداع المغاربي في تنوعه وامتداداته الإنسانية.
افتُتحت الأمسية بكلمة ترحيبية باسم المنتدى، أكدت على أهمية الثقافة كجسر للتواصل بين الشعوب، وعلى الدور الذي يلعبه المنتدى في خلق فضاءات للتعبير والانفتاح. وكما جرت العادة، افتُتحت الليلة بأنغام موسيقية عذبة، تعبيرًا عن إيمان المنتدى بالموسيقى كروح مرافقة للكلمة.
قدم الفنان المغربي سعيد أوشريف وصلات موسيقية امتزج فيها صوت القيثارة بنبض آلة الهجهوج، فخلق لحظات روحية آسرة، مهّد بها الطريق للقصيدة.
الشاعر الجزائري عمار مرياش استهل الجزء الأدبي من الأمسية، حيث ألقى باقة من قصائده، في مرافقة شعرية راقية من الشاعر مفيد البلداوي، الذي تولّى تقديمه وإدارة فقرته، مضيفًا بُعدًا وجدانيًا للحضور.
تلت ذلك جلسة نقدية أدارها الشاعر محمد زادة، قدّم خلالها الناقد والشاعر المغربي إدريس زايدي قراءة معمّقة في ديوانين لاثنتين من الأصوات الشعرية النسائية المغاربية في المهجر:
“كم جرح في المدينة” للشاعرة أمال الصالحي (المغرب/فرنسا)
“حنين بلون الرماد” للشاعرة ليلى المليس (المغرب/فرنسا)
أضاءت القراءة النقدية المراحل المختلفة في تجربة الشاعرتين، حيث تجلت قضايا الهوية والمنفى والحنين في لغة شعرية محمّلة بالتوترات الوجدانية والأسئلة الوجودية.
الجمهور كان نوعيًا بامتياز، إذ ضم نُخبة من الأدباء والشعراء والموسيقيين والمهتمين بالفعل الثقافي، ما أضفى على اللقاء طابعًا حيًّا ومتفاعلاً. وقد فُتح في نهاية الأمسية قوس للنقاش المفتوح، حيث تبادل الحضور والضيوف وجهات النظر، في حوار ثري حول الشعر، والهوية، وتجربة الكتابة في المهجر.
واختُتمت الأمسية بلقاء ودي جمع الضيوف وأعضاء المنتدى وأصدقاءه في بيت هيثم وسميرة الطعان، حيث أقيم سمر احتفائي على شرف المشاركين، في أجواء عائلية حميمة تجسدت فيها قيم الضيافة والتكريم، التي لطالما ميّزت نشاطات المنتدى.
يؤكد منتدى الطعان الثقافي بكولن، بشخص هيثم الطعان وسميرة داعلي و أعضائه ، مرة أخرى على التزامه بالعمل الثقافي الجاد والملتزم، وعلى إصراره في خلق مساحات لقاء إنسانية، تتجاوز الجغرافيا واللغة، لتحتفي بالإنسان من خلال الكلمة، والموسيقى، والحوار.
فلتظل القصيدة ضوءًا يعبر بنا نحو ضفاف أجمل.