مسرحية “مكانش على البال” بمسرح محمد الخامس

… بين التراجيديا والكوميديا
في عرضها ما قبل الأول، قدمت فرقة “مسرح زووم للفنون” عرضها المسرحي “مكانش على البال” قبل أيام بمسرح محمد الخامس بالرباط، أمام جمهور كبير تفاعل مع فصولها الكوميدية بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين.
“مكانش على البال” التي ألفها وأخرجها عزيز العبدوني، بشراكة مع مسرح محمد الخامس، تدور أحداثها في قالب كوميدي يسلط الضوء على العديد من المواضيع الاجتماعية المغربية راهنة، وقام بتقديم أدوارها نخبة من الوجوه الفنية المغربية:
سكينة درابيل، عبد الحق بلمجاهد، حسن مكيات، محمد الحوضي،
المخرج المساعد: أحمد الحبابي، سينوغرافيا: خالد أعريش– العلاقات العامة: سهام الزعيم – إدارة الخشبة: حسين أبناين– المحافظة العامة: سميرة العسري.
المسرحية تتضمن أبعادا روحية وفلسفية، ونفسية معقدة، وتعكس الصراع بين الحب.. الغيرة.. الذاكرة.. والواقع الاجتماعي والسياسي ، من خلال الجمع بين التراجيديا والكوميديا في قالب مثير.
وقد استطاع الكاتب أن يجعل من المسرحية ساحة لتصادم تحديات مستمرة بين الحب والخيبة، في خضم من الهموم الروحية والحاجيات الإنسانية كالأمن العاطفي والاستقرار في العلاقات.
زوجة الزوجين في المسرحية تتعامل مع غيرتها بطريقة قهرية، لأنها تشعر بعدم الأمان العاطفي، وهو ما يؤدي بها إلى محاولات لتأمين نفسها بشكل مفرط على حساب راحة زوجها، مما يخلق نوعا من الضغط على العلاقة. هذه المبالغة في الغيرة يمكن أن تعتبر تمثيلا للرغبة في السيطرة على مصير العلاقات البشرية في عالم لا يقين فيه.
من جانب آخر، عودة الزوج الأول بعد سنوات طويلة من الغياب تمنح المسرحية بعدا روحيا آخر، وهو البحث عن الهوية والماضي الضائع في سياق علاقة تم تحطيمها بسبب الزمن، الزوج العائد الذي يعود ليكتشف أنه تم تطليقه غيابيا، يواجه مأساة عدم التعرف على مكانه في هذا العالم، مما يعكس القلق الوجودي الذي يعاني منه..
المسرحية قدمت تفاعلا بين الكوميديا والدراما من خلال خلط الفكاهة مع التعقيدات النفسية والفلسفية للعلاقات الإنسانية في ظل الأزمات الاجتماعية والسياسية، استطاعت ان تعكس مادتها على الجمهور الذي تفاعل معها بشكل كبير.
المسرحية هي دعوة للتفكير في معنى الحب والهوية والغيرة في عالم مليء بالتغيرات.