مراجعة مدونة الأسرة : وجهة نظر
لجنة مراجعة نصوص مدونة الأسرة لم ترق لتلطعات المختصين في المجال الحقوقي والقانوني
ذة. ايزة الكبير/ محامية بهيئة الرباط.
أمام هذا الجدال الدائر حول “مراجعة مدونة الأسرة” اريد ان افتح القوس حول مجموعة من النقط . أظن أننا تجاوز نا ما سمي آنذاك* بالطابو* عند فتح المجال لتغيير مجموعة من النصوص المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية ، اذ انخرط المغرب من الانفتاح على المصادقة على مجموعة من الاتفاقيات الدولية ، الى رفع التحفظات عن كل أشكال التمييز ضد المرأة… وانشاء هيئة الانصاف و المصالحة وفتح ما سمي “بورش إصلاح منظومة العدالة” التي انتجت مسارات جديدة ومفاهيم تجعل الكل يظن أننا تقدمنا بخطوات الى الأمام ، خاصة مع دستور 2011
والحديث في كل المناسبات عن دولة الحق والقانون والحفاظ والتشبث بالمكتبسات …. وما راكمته مكونات المجتمع المدني و الحقوقي والتي اعتبرها البعض مؤشرات ايجابية ، لكن الضجة التي اثيرت عند سماع ما جاءت به مقترحات اللجنة التي اشرفت على مراجعة بعض نصوص مدونة الأسرة والتي لم ترق لتلطعات المختصين في المجال الحقوقي والقانوني، بل انصبت على جزء بسيط جدا لم ولن يحل المشاكل التي تتخبط فيها مجموعة من الأسر المغربية والتي تعيش التهميش والفقر، خاصة المناطق النائية والغارقة في مشاكل لا يفهمها ولا يستوعبها لا المجلس العلمي ولا الفاتحون اعينهم على المشاريع المذرة لهم الكسب؛ والنعيم فيها…. هذه كلها نقط متداخلة مع بعضها البعض: وما يجب ان يقف عنده اصحاب الفتوى عن ان الدين سقط والأسرة تتهاوى مع كل قيم الأخلاق الرائجة في اذهان هذا الشعب.
عندما مست تلك المقترحات الحق في الولاية على ابناء الحاضنة بعد الطلاق وتحديد سن الزواج …وان لا يشمل التعصيب * بيت الزوجية* لكي لا يضيع حق البنات وتلك المرأة التي نسي البعض انها نصفه الاخر.. وحق المرأة في حضانة الأبناء حتى وان ارتبطت بشخص اخر ..وحصر التعدد…
هل هذه النقط تهز عقيدة الشخص وتخرجه عن جادة صوابه؟ يعني ان اعطاء الحق لا بنتك واختك وعمتك وخالتك …وووو …يهدد مسارك وأخلاقك وقيمك ان كانت.. * يارجل * ؟!
وماذا عن النهب وعدم توزيع الثروات بالتساوي .. والرشوة والفساد.. والسياحة الجنسية.. والاتجار في البشر… وتهريب اموال البلد الى مناطق تنعم بالامان والطمأنينة.. والزج باحرار و حرائر هذا الوطن في السجون، وقمع الصحفيين والنزهاء والغيورين على سمعة بلدهم والمناداة بتحقيق العدالة للجميع وبناء الصرح لضمان الإستمرارية واعطاء العبر لاجيال الغد . والتضييق على كل نشطاء حقوق الانسان…لا يهدد العقيدة ولا يضرب القيم ؟
الا تخجلون؟
اتظنون ان هذا الشعب بليد الى حد ان توهموه انكم حقا صادقون في حب الدين الذي هو بعيد بعدكم عن قيم الحق والسلم الاجتماعي والعدالة الحقيقية لبناء الانسان والانسانية؟
الاوطان صرح يقام بحماية كل ابناءه وبناته اللدين/اللواتي يجب أن ينشأوا/ينشأن في بيئة تمنح لهم/لهن كل متطلبات العيش الكريم …. المتمثل في السكن اللائق والصحة والتعليم داخل أسرة.. متوازنة في مجتمع متوازن …) ليغلق القوس على هؤلاء العاجزين عن فك قيود واغلال افكارهم البائدة والغارقة في الظلام….
