ويل للعرب من شر قد اقترب…
الثقافة هي الحقيقة والمنفذ المغدي للفكر
أصبح تعميم الوعي ضروري من غرض إيقاف هذا النزيف الشعبوي الفاسد الذي أتى على الأخضر و اليابس.
هؤلاء من أفسدوا الرسالة و خانوا الأمانة و زرعوا الغمة و سمموا المحبة بين الأمة.
بالاشاعة والكلام قتلوا الرحمة و المودة لدى الإنسان، نشروا الفساد و نهبوا العباد و احتقروا الرجال و قهروا الأسياد، فباعوا الأوطان للأوغاد فعاشوا كالضباع في مجتمع تفاقمت به الأوضاع بشتى أشكال الخداع، من اجل البقاء في الوحل كالضفاضع.
غسلوا العقول بالأرقام، ينهمون كل شيء كالجياع، حتى التاريخ تبرأ من تدوين ما خلفه الرعاع، من افتراءات وإباحية وضياع.
هكذا عاشت ولا زالت الأمة شبيهة بقطيع من الغنم الضالة التي تبحث عن الكلأ، تارة تحت الصخور الضخمة وسط الأنهار الجافة والجبال الوعرة ، و تارة وسط المستنقعات المليئة بالأشباح، التي تحرسها مجموعة من الكلاب المدربة ممن تتقن فن النباح.
جل المثقفين العرب يقرؤون جميع اللغات بالعربية، لأن الثقافة هي الحقيقة والمنفذ المغدي للفكر الذي يطلق عليه فن الإستيعاب، في حين يعاني الوعي رمز الفوضى كما يدعون من تكميم الأفواه ليوفر للجهل والتخلف والخرافات مرتعا ومصداقية باعتبارهم المثل الأسمى للاستقرار و الاستمرارية و ديمومة المطرقة الفلاذية.
لأن العقل الأصولي لا يتقبل نقد رؤية الواقع بطريقة سليمة كما يرفض الخلاف.
إذ تكمن أخطاء التفكير في السيطرة على التحكم أثناء الوحدة…مع الناس…في الورطة… ثم عند تحقيق النجاح.
فالمنطق السامي الذي يضبط النوازل الفكرية و النواميس الكونية بحكمة وتبصر ورؤية تحليلية ثاقبة تنمي الذكاء هو جوهر الفكر الفلسفي.
فمن الطبيعي أن الإنسان خلق من روح وجسد، كما يحظى بسلوك و مشاعر ثم أفكار، في حين تبقى للسلوك دوافع كما أن المشاعر تتأثر بمجموعة من الأفكار دون تبرير امتداد المشروع السلوكي في إجبارية التفاعل اللاإرادي.
هكذا تقع الطيور على أشكالها في مرمى أنظمة التفاهة والهراء. إذ من المخجل أن يظل المرء رهين المعارف الضالة و أسير هزيمة هفوة التفكير المبالغ في الأهداف.
و بما أن العجز المطلق بداية المصير الصحيح، فأساسيات المتابعة والتقييم وكيفية تطبيقها على أي هدف واكتشاف المفاهيم الرئيسة حول الإطار الهادف، بما في ذلك إعداد الدراسات وتطوير مؤشرات أداء فعالة وتصميم افتراضات المشروع وتحديد المخاطر التي لا تخلو من متاعب الوعي الادراكي الذي يكمن في اكتشاف إمكانيات جديدة غايتها التصدي للإنكسار والإنفصال عن الواقع الذي سيهوي بالجميع إلى الصهيرة دون تردد أو استفسار.
فبما أننا نعيش بين الجاهل والمتحيز والانتهازي والعنيد، فلابد من استراتيجية متكاملة الأركان في تغيير جوهري لوجهات النظر من أجل السير قدما نحو النمو والتطور الشخصي و الجماعي، لأن الإهانة والكرامة تصنع ولا تورث.
هكذا أصبح الإنسان لقمة سائغة سريعة تورط في التهام الصورة والمعلومة دون التركيز على البعد الحقيقي وراء ذلك،
مما أدى إلى انحراف الأمور عن المألوف، حيث تواطأت الأقلية على الشعوب في جميع الظروف.
إذ أكدت الدراسات الأولية قوة الحصيلة الفردانية التي لا تقبل بالتوفيق والتسوية غايتها تقويم النتائج السلبية لضرب الكرامة والحرية بإسم الخيانة والمصداقية.
د.محمد جستي