المستحيل ليس امرأة
مقاولة
مغربية بكندا
نرجس الأزرق
المستحيل ليس امرأة
كل ما تطمح له المرأة يمكن أن يتحقق بإصرارها واجتهادها
أعددنا لقاء مع احدى المقاولات المغربيات النشيطات في مجال العقار بمنطقة الاونتاريو بمدينة تورونتو الكندية. السيدة نرجس الأزرق:مقاولة ومدرسة وأم وزوجة: امرأة عرفت كيف تؤسس مسارها المهني بذكاء وحذاقة معتمدة على الإصرار والثقة بالنفس والعمل على إنجاز مهامها وعملها بحنكة ومثابرة، فكان النجاح حليفا لها ولكل مشاريعها
:في بداية الحوار نتعرف على هذه المقاولة الطموحة في ورقة تعريفية
نرجس الأزرق من مواليد الدار البيضاء، درست في مدرسة التجارة شعبة الإيرادات والتصدير، هاجرت الى كندا عام 2003
حدثينا عن تجربتك المهنية كمقاولة وامرأة أعمال؟
اعتبرها تجربة مفيدة جدا وغنية بكل ما فيها. انها تجربة مكنتني من الانفتاح والتعرف على القوانين المحلية بكندا، وجعلتني أتعرف عن قرب بما يتعلق بالإمكانات المتاحة لكل من يريد الدخول إلى مجال العمل المستقل، فكل التسهيلات متاحة عبر الإنترنت، وبطريقة عملية منضبطًة ومنضمة، أما بالنسبة للعمل وإدارة الشركة فالأمر يعتمد على الكفاءات التي يمتلكها كل واحد والتعامل مع الزبناء أمر يقتضي الحنكة والجدية في التعامل كل حسب اختصاصه والمنتوج الذي يقدمه
بشأن عملي كمقاولة، تخصصنا في مقاولة للبيع والشراء الخاص بالشركات التي يريد مالكوها البيع لظروف قد تختلف من شخص لآخر، مثلا في حالة التقاعد أو حالة وفاة أو مرض أوما شابه ذلك
دورنا يأتي لمساعدة المالك في العثور على المشتري وبثمن يناسب القيمة المالية للشركة، ونعمل على مساعدة المالك الجديد في الاحتفاظ بالزبائن وتطوير الشركة للأفضل لتواصل مسارها بدون أية عراقيل
أما فيما يتعلق بالتسيير لشركتنا فهي بالطبع تخضع للإمكانيات المالية التي وضعت للتسيير و إنعاش المشروع ثم الاعتماد على القدرات المهنية، أهمها التمكن من إتقان اللغة و استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالمنتوج وتطويره من خلال الشبكة الاعلامية التي أضحت من أهم وسائل التواصل مع الآخر وفي كل المجالات للتعريف بالمنتوج أولا والبحث عن موارد أخرى تساهم في تطوير المضمون المهني على الوجه الأكمل
اريد من هذا المنبر أن أشير إلى جانب المساعدات المتاحة و التي تقدمها الدولة الكندية لكل من يتقدم بمشروع مهني، سواء منه الدعم الكامل ماديا ومعنويا. وهذا أمر جد مفيد لكل من يرغب في الاعتماد على قدراته المهنية ويريد الاستفادة من هذه العروض شريطة ان يدرس المشروع من كل الجوانب قبل الإقدام على هذه الخطوة
ترى هل كنت ستنجحين في مسارك المهني لو استمرت حياتك بالمغرب؟
النجاح مسألة شخصية حسب كل إنسان ، فالنجاح أمر يعود لكل واحد حسب أمور كثيرة، أذكر على سبيل المثال: مصداقية الشخص أولا و سمعته ، وكفاءاته في التعامل مع السوق المهني ، والعمل بجد واجتهاد لأن النجاح يعتمد على الإتقان والجودة ؛ بمعنى آخر أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك. وهذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى النجاح في أي مكان سواء في المغرب أوكندا أو أي مكان وزمان، مادام الإنسان يقدم منتوجا جيدا بأسلوب محترم ونزيه بالشكل الذي يرغب أن يقدم له المنتوج ، بالتأكيد سيكون في المسار السليم وبالطبع النتائج ستكون إيجابية المردود
مقارنة بين تجربة في المغرب مهنيا وفي كندا؟
تجربتي في المغرب خولت لي العمل في مجال رجالي ، كانت تجربة صعبة بعض الشيء ، تجربة فتحت عيوني على أمور كثيرة، علمتني الكثير ، أما تجربتي هنا بكندا فكانت تجربة من نوع جديد، بحيث بدأت من نقطة الصفر، وجعلتني أتأقلم مع البيئة وأتعرف على الناس والقوانين والمتطلبات التي يريدها المجتمع من المواطن، و الحقوق والواجبات المتوجبة على كل مواطن. هاتان التجربتان في بلدي الأصل وفي بلد الإقامة استطاعت أن تنحت شخصيتي و جعلتني أمرأة قوية الإرادة ، جعلتني أعطي كل جهدي وباجتهاد لا حد له و استخلصت هذه التجربة كل طاقاتي الفكرية والمهنية للمشروع وللحياة هنا بشك ٍل إيجابي للغاية
أؤمن أن كل منا لابد أن ينمي قدراته في المجال الذي يشتغل فيه وباستمرار، لأن هذا الأمر يساعد إلى حد كبير في تنمية الإنسان فكريا ومهنيا، فالمعرفة عموما بلا حدود وهذا أهم شيء في الحياة
لديك علاقات مهنية مع نساء مقاولات في مجالات عديدة ، كيف تتم أواصر التعاون معهن؟
بالفعل لدي معرفة بالمقاولات المغربيات والعربيات ذوات شخصيات قوية ، نساء يضعن كل الخدمات حسب كل واحدة و مهنتها أو مشروعها لمساعدة بعضهن البعض وهذا التواصل بينهن يوضع أيضا لخدمة الجاليات العربية وكل المهاجرين الجدد الذين يحتاجون المساعدات الأولية مثلا البحث عن السكن أو التوجه الى الطبيب أو الرغبة في الاستشارات القانونية ، يعني المحامي أو البحث عن المدارس، فكل هذه السيدات يضعن خدماتهن رهن إشارة القادمين الجدد كما أسلفت ، وكل الحاجيات المطلوبة لمساعدتهم على التأقلم مع بلد جديد وحتى نخفف عنهم وطأة الغربة و حتى يشعروا بأننا نساندهم قدر المستطاع ، بإلاضافة إلى التعاون فيما بيننا وتسديد الخدمات لبعضنا في إطار ما تحتاج كل واحدة. نقوم بالاجتماعات شهريا لنتحاور ونطلع على جديد كل منا ونعمل على تنمية مشاريعنا بدعم بعضنا البعض
أعرف أنك فاعلة جمعوية نشيطة في مجالات موازية في الوسط الفرونكفوني بالخصوص والعربي عمو ًما : حدثينا عن توفيقك بين هذه الاهتمامات كربة أسرة مقاولة ، كيف توفقين بين كل هذه المسؤوليات؟
حضور الجاليات في المجتمع المدني في كندا يخول من خلال العمل التطوعي إثبات وجودنا كجاليات لها حضور حسي ومعنوي من خلال الفعاليات المجتمعية والحقوقية إلى جانب كل هذا يعطيني هذا التطوع شخصيا ارتياحا نفسيا، يحسسني بأنني أساهم في مساعدة الجالية ولو بقسط قليل من وقتي وأساهم برأيي إلى جانب سيدات أخريات لهن نفس الأهداف للتعريف بقدراتنا ومهاراتنا كمغربيات كنديات. حضوري في المجال التطوعي يكون في الوقت الذي يناسبني دون أن يؤثر هذا على اهتماماتي الأسرية، لأن العائلة دائما تأتي في المرتبة الأولى
أريد ان أوجه كلمة إلى كل امرأة مغربية مقيمة بكندا ، وأقول لها أن تتشجع وتقوم بتحقيق كل ما تتطلع إليه ، وعليها أن تجتهد وتقوم بمحاولات لإثبات الذات حتى تحقق كل حلم لديها. أريد أن أنهي إلى كل امرأة أن أية امرأة هي قادرة على أن تصل إلى كل ما تريد بالعزيمة والاجتهاد والمثابرة. و أعلن أن كندا بها جمعيات ومؤسسات تساند وتدعم كل النساء اللواتي لهن مشاريع تخدم الصالح العام ، والمساعدات تكون بالتعليم والتوجيه والدعم المادي والمعنوي، فقط تبقى
العزيمة والإرادة في النجاح رهينة بالنساء أنفسهن
أقول لكل سيدة أن تركض وراء أحلامها وتعمل على تحقيقها ، فان لم تتفوق لسبب ما، تكون قد استفادت من التجربة، ثم تحاول مرة أخرى حتى تصل إلى الهدف والمبتغى. المستحيل ليس امرأة مغربية