“ذِكرى رحيل “سيدة الإشارات
على مشارف ذِكرى رحيل “سيدة الإشارات”..
(3 /يناير 2017)
لا أشُكُّ أنَّكَ ستحزن على فراقي مثلما لم تحزن في حياتك، وسوف تتمنى لو كنتَ معي، لِنَعبُرَ هذا الجسر إلى سِدرةِ مُنتهانا معا، غير أن زائري لم يُمهلني في ذلك الصباح الرمادي، لأبعثَ إليك بما تضوَّعَ من أريج الياسمين على شرفة الوداع، وأعلم أنك
من دوني شبحٌ يقتات من وحشة الألمْ، وأنك عابرٌ إليَّ في أوج اشتياقك من مُؤَقَّتٍ إلى أَبَدْ، ومن موجِ بحرٍ شَرَّدنا وخلَّصنا من لُجَّةِ الزبدْ..
أنا الجناحُ يا مُريدي، وأنتَ سمائِي..
أنا غَيْمةٌ شَرَّدَتها الرِّياحُ
وأنت عَيْنُ مائي..
أنتَ يَا مُرِيدي دَاءُ دائي..
وَرَجْعُ صَدَى هَمْسي وَنِدائي
أنتَ يا أنَا حرفُ عِلَّتِي
وأنا رعشةُ روحكَ الَّتِي..
(عبد اللطيف بنيحيى)
18 دجنبر2022