سقطت الأقنعة بعدما أصبحت الخيانة وجهة نظر
الحق يعلو ولا يعلى عليه
هكذا أصبحت العلاقة الشرعية بالوطن الأرض الأم مربط الرأسمال البشري بالذاكرة الإرث الثقافي والحضاري المتنوع، جزء من الألم بسلبياته والفرح بإيجابياته، من كرامة، شهامة وعفة ترثها الأجيال و تتباها بإنجازات شرفاءها على مر الأزمنة.
عاش ويعيش الشعب المغربي جنبا إلى جنب مع توارث ملوكه على العرش عبر التاريخ تحت راية النضال والدفاع عن حوزة الوطن بالغالي والنفيس ضد الأطماع الغاشمة.
إذ ساهمت العمليات الفدائية والانتصارات التي حققتها المقاومة المغربية ضد المستعمر الفرنسي وإرغامه على الخروج وخاصة بعد نفي العائلة الملكية.
هكذا تحققت آمال المغاربة في الحرية، ما دفع بالمقاومة المغربية إلى إرسال أبرز المجاهدين استماتة في ساحة القتال إلى جانب الشعب الجزائري مدججين بالأسلحة والذخيرة من اجل طرد الاستعمار من الأراضي الجزائرية، فأبانت على قوتها وخططها المدروسة في طرد الفرنسيين من الجزائر.
فبعد حصول الجزائر على استقلالها ومن اجل رد جميل المقاومة المغربية، سارعت الحكومات الجزائرية المتعاقبة في تكوين عصابة البوليساريو التي مقرها تندوف مدينة جزائرية في الهجوم على المدن الصحراوية المغربية بعد تنظيم مسيرة خضراء أمر بها المغفور له الملك الحسن الثاني التي شارك فيها 350 ألف متطوع ، ما زاد من قلق و استفزاز الإسبان فانسحبوا من الصحراء المغربية دون إراقة الدماء.
حينها ومنذ 1975 والقوات المسلحة الملكية مرابطة على ثخوم الصحراء المغربية تتصدى للهجمات البائسة التي تقوم بها عصابات البوليساريو ، إلى أن تمكنوا من إنجاز حزام أمني بحنكة ودهاء.
بعدها انطلقت مسيرة التنمية من تدشينات للمرافق العمومية والبنية التحتية وتهيئة الطرق المعبدة التي تربط مدن الصحراء المغربية وخلق المشاريع الإستثمارية، هذا ما زاد من ثقة المستثمرين المغاربة والأجانب في انشاء وحدات صناعية ضخمة.
أما في المجال الدبلوماسي فقد تم تدشين مجموعة من القنصليات من اجل تقريب الإدارة من المواطن. ليبقى المغرب في صحراءه وتظل الصحراء في مغربها باعتبارها خطا أحمرا لدى المغاربة.
د.محمد جستي
الدكتور محمد جستي: الأمين العام للإتحاد الدولي للكتاب العرب