الرواية تحمل الهم العروبي المشترك
قراءة تحليلية : “ تراتيل في سفر روزانا” للمؤلفة نزهة الرملاوي
نحن هنا في رواية تحمل الهم العروبي المشترك الكبير والهم الخاص بأهل فلسطين من النهر إلى البحر، والتي تعيش تحت الاحتلال العقيم، الذي يفرض سطوته منذ أوائل القرن العشرين على البلاد، ويتصرف بهمجية وعدوانية مع أبناء الأرض وأصحابها الشرعيين”. هكذا بدأت روايتها الكاتبة نزهة الرملاوي بقلم الشاعر والناشر ” أحمد الصمادي ” (ص ٨) ، في تقديمها للرواية في صفحاتها الأولى
تمثل هذه الرواية رمزية واقعية ووطنية واجتماعية، تصور الكاتبة نزهة الرملاوي من خلالها معاناة الشعب الفلسطيني،والتي سلطت الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، ووصف أهوال الحرب
رواية” تراتيل في سفر روزانا ” للكاتبة نزهة الرملاوي، تنسيق واصدار٢٠٢٣، دار نشر ابن رشيق للنشر والتوزيع / الأردن، تقع الرواية في١٣٣صفحة من الحجم المتوسط، جسدت الرملاوي الواقع والمعاناة للحصار، والحرب على قطاع غزة في سرد أحداث روايتها عبر نقل الواقع على لسان بطلة الرواية “روزانا ” ، لوصف الواقع المعيش، بين الواقع الموجود والدمار والحرب، وتطلعات وأحلام وأمل منشود مبتور للعيش بسلام، في جدلية محورية بين (الموجود والمنشود والمسلوب )، وذلك ضمن واقعية الرسائل الإنسانية التي احتوتها الرواية
تتسم روايات الرملاوي بالواقعيّة، وهي بذلك تنتمي للتيّار الواقعيّ في الأدب، محاولة تصوير الحياة تصويرًا واقعيّا. تعد الكاتبة نزهه الرملاوي كاتبة اجتماعية متميّزة؛ ذلك لأنها اهتمّت بالكتابة عن قضايا وطنية سياسيّة و مجتمعية ؛ فأبدعت في هذا المجال. الزمكان: يكاد لا يخفى على أحد: المكان قطاع غزة في فلسطين المحتلة، والزمان منذ ستة عشر عامًا. الشخصية الرئيسة : (روزانا) والتي سميت باسم جدتها روزانا، والتي كانت تعمل ممرضة في المشفى الذي ولدت فيه روزانا، والتي استشهدت يوم مولدها عندما ذهبت لتشتري الحلوى لتوزيعها بمناسبة ولادة حفيدتها “روزانا”، فكان تشاركًا في الاسم ولم يتشاركا في التواصل يومًا ما (يوم ميلاد أحداهما واستشهاد الأخرى )، قد يلتبس على القارئ ان كانت الشخصية المحورية والبطلة وهي الراوية للأحداث “روزنا ” الحفيدة ، ام يصارعها في البطولة بطولات اخرى ، تكاد لا تقل عن بسالة دورها في الرواية. تلك البطولات والقصص ذاتها روزنا بطلة الرواية من عايشت وسردت قصصهم، معاناتهم وفرحهم، أحزانهم وثباتهم وصمودهم، وحتى استشهاد بعض منهم. وأفضّل ترك الفصل في تلك الجدلية و القرار للقارئ ، فلكل عين قارئ روية ، قد تتفق او لا تتفق معنا. واختلاف الرأي لا يُفسِدُ لقراءة الرواية متعة. في روايتها “في سفر روزانا” سلّطت الرملاوي الضوء على عدّة قضايا ومحاور، منها : المعاناة بسبب الحصار
تسلط الكاتبة الضوء على حجم المعاناه التي يتقاسمها شعب قطاع غزة منذ ستة عشر عامًا والتي اشتدّت شراستها في الحروب، وخاصة الحرب الأخيرة وما قبلها في الآونة الأخيرة،حرب التجويع. ومن اشد وأشرس أنواع المعاناة التي مارسها الاحتلال على الشعب، وما هو محرم دوليًا ضمن الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: حق (المأكل والملبس والمسكن والتعليم )،ابسط حقوق الإنسان بل ابسط مقومات الحياة، والتي أمعن الاحتلال في تحريمها على الشعب المحاصر وخاصة في حربه الأخيرة ، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وحتى تحت سقف دعم أسلحة اكبر دول العالم، لتفتك وتبيد ذلك الشعب المدني
بدأ الإمعان في تجويع الشعب بهدف إبادتة ، وهذا ما خطَّته انامل الكاتبة ساردة: ” الجوع كافر يدق أبواب الثكالى والمحرومين، وتبدو وحشيته في يوم المؤن، يوم المؤن يصبح العاطي إلهًا تركع له البطون، وتسجد له اوقاتًا طويلة في الانتظار”. (ص٣٣). ” المعابر مغلقة، المعونات لا تبرح مكانها” (ص٢٢١). معاناة الحرب والدمار والقذائف والصواريخ ومنها المحرمة دوليًا،” حرب مباغتة كافرة لا دين لها، قذائف فسفورية محرمة صنعت لموتنا، من يكترث لبقائنا ؟” (ص٨٦) . انعدام الأمن والأمان فيي أثناء الحرب في كل ارجاء القطاع، للمدنيين العزل والنساء والمسنين والأطفال، حتى الأماكن الآمنة دوليًا تحت بند حقوق الإنسان التي تتمثل في مرافق “الأونروا”، وحتى المرافق التابعة للأمم المتحدة لم تسلم من القصف، وكذلك المدارس والمشافي والكنائس، والتي أكدت على واقعية انعدام حقوق الإنسان في القطاع، حيث جاء بالسرد على لسان الراوية “
روزانا” : امي تصيح للمرة المائة: غارة، غارة، اركضي، اركضي لمدرسة الوكالة، اختبئي هناك”
“المدرسة؟ أما قصفوا المدارس والعوائل النازحين؟” –
أما قصفوا المساجد على رؤوس المؤمنين؟ –
أما قصفوا المشفى وقتلوا أطفالًا بساحته آمنين؟ –
أما قصفوا الكنيسة على رؤوس العابدين؟ –
اين نذهب إذن”(ص١١٥)
ضمن المعاناة والتي رسمت معالمها بريشة كاتبة فنانة مزجت ألوان وجع الواقع في سرد الرواية، لننّظر للصورة بوضوح بالوانها الطبيعية، والتي نُشِرت ثبوتياتها بتوثيق عدسات التصوير الصحفية. ولنكون موضوعيين، و من خلال الحبكة وعنصر المفاجاة اللذان لم يتوفرا في الرواية لطبيعة مواكبة الوضع في قطاع غزة على نشرات الأخبار، والتي ترصدها عدسات الأخبار من خلال الصحفيين ، والتي كشفت قصصا لآلاف الضحايا والمآسي، والتي اعتادت عين المتلقي رؤيتها وسماعها
المفاجأة هي أداة مهمة من أدوات السرد القصصي و الروائي، و تستخدم في السعي لإرباك القارئ، حيث تسمح بزيادة التوتر الدرامي وإضافة المزيد من التشويق وعادة ما يميل القارئ إلى عامل المفاجأة عند قراءة القصة أو الرواية، فالكاتب بحاجة إلى ابتكار حبكة ذات مفاجأة لا يتوقع حدوثها القارئ. وبمحاكاة مع رَاوية القصة وبطلتها زوزنا : ” يالهي، اشعر بخوف عميق، صاروخ واحد سيهدم الحيطان المتبقية، عادت الطائرات، أسقطت من بطنها صواريخ كثيرة أكثر قوة انهار الحائط على درج المكتب (مكان اختبائي) تدمرت الأشياء من حولي، الغبار يملأ الغرفة، أكاد اختنق، لثمت وجهي بقطعة حجابي رفعتها على وجهي حتى تهدأ ثورة الغبار، غرقت تحت زحمة الكتب والغبار، لا أعلم شيئًا عما يجري في الخارج، وأظن لا احد يعلم شيئا عن مكان وجودي إلا أمي التي استأذنتها للذهاب إلى بيت خالتي؛ لتنظيف المكتبة وجلب بعض الكتب”. (ص٨٨) ومما لا شك فيه ان الحياة ستستمر لشعب يحب الحياة ويستحق الحياة ويشق الأمل، يستخرجه من بطن اليأس . فسردت الرملاوي جوانب عاطفية لحياة ذلك الشعب في سرد قصص بعضهم العاطفية ، وان كانت لها الجانب المقتضب ، إلا ان لها تاثيرا في عمق الرواية وقد تجلى الجانب العاطفي في الرواية من خلال قصة بطلتها روزانا التي احبت عاهد و الذي ظل مجهول المصير في الرواية : “في الطريق البعيد، وانا ماضية إلى بيت صديقتي بيسان، كنت افتش في زواياها على عابد، وعلى حيطان البيوت، كنت ارسم ظله، كنت اتخيله في كل حالاته، واقفًا متكئًا مبتسمًا، ويوشوش قلبي بحبه ويمضي، ارتعدت فرائصي، وتاهت افكاري ما بين الحب والحلم، وتسارعت دقاته بلا توقف”(ص٤٢)، وكذلك قصة خالة روزانا لطيفة، ومن ضمن الجانب العاطفي وله دلالة ضمنية ايضًا ثائر اخو روزنا الذي ظل مصيره هو وعائد مجهولا في الرواية دون باقي الشخصيات التي اختفت، ومع سرد الرواية كشف الستار عن مصيرهم، لربما تقصد الكاتبة هنا في اختفاء اخو روزانا ثائر، مشيرة لدور الدول العربية الشقيقة الصامتة الغائبة عن المشهد: “ثائر يعني لي الحب في زمن الكره، والأمان في زمن الخوف، من يأتيني باخي ثائر؟”(ص١٥٣). ومن القضايا الأخرى التي تطرقت لها الكاتبة في الرواية قضية الصمود وآمال وتطلعات الشعب والأطفال في قطاع غزة المحاصر ، والذي جاء في السرد، ” اقتلونا اذبحونا هينا صامدين، من تحت الركام منطلع”(ص٢١٨)، :” معلش، بنتقموا منا ومن أولادنا، بدهم يهجرونا، وين نروح، مش راح نطلع، على الركام قاعدين”(٢١٧). ومن المشاعر المتضاربة والتي تأخذنا في جبروت صمود هذا الشعب عند تشييع أم لابنها فلذة كبدها، والتي جاءت على لسان روزنا حين قالت: “عرس شهادة ممزوج بأصدق المشاعر، يا الهي: هل اصدق زغرودة أم شهيد تخبئ خلفها جبالًا من الاحزان” (ص٣٤). ومن الجدليات المهمة التي تطرقت لها وعرت آلامها وتبعياتها وابعادها، حق العودة المسلوب والذي يقاسمه آلاف اللاجئين وذووهم في كل بقاع الأرض، مشتتين مهجّرين اثر ألم سلب حق العودة، يتجرعون الألم حتى يومنا هذا فتطرقت مستنكرة الكاتبة على لسان حالهم: ” قبل ست وسبعين سنة قتلوا اجدادنا وسلبوا بلادنا هجروهم، قالوا: يومين وبنرجع، وما رجعوا، ولا حتى المعاهدات نادت برجوعنا”(٢١٩). كما غزلت الكاتبة بإتقان امنيات وتطلعات شعب هذا القطاع المحاصر ، آمال أطفالهم ونسائهم و شيوخهم، بحال لسان الراوية، روزنا” التي وصفت امنيات الأطفال في هدية العيد ان تكون:” لا تهدونا ألعابا، ولدنا كبارا، صرنا أسياد الصبر والكرامة، اهدونا أطرافا اصطناعيّة لنعمل، وخبراء وماء ودواء. ليعلم الظالمون أننا على قيد الحياة”. (ص٢٢٧)هذه اكبر أحلام أطفال ذلك الشعب المحاصر، مقارنة بأحلام أطفال الشعوب الأخرى التي تنعم بالطفوله بأمن وامان وتطلعات لمستقبل واعد، هكذا عبرت روزنا أقصى أحلامهم قائلة: “من يفتح المعابر وينهي حصارنا”(ص٢١١). ومن الإبداع الفني الأدبي الذي أجادته الكاتبة الرملاوي هو توظيف أدب السخرية والذي عكست من خلاله اوجاع الشعب، فأبدعت حين كتبت ذلك في السرد على لسان حالها روزانا بطلة الرواية متسائله بسخرية:” ، بإتقان في التطرق لها بمقارنة بذكاء رغم مرارتها، مقارنة من مذكرات بطلة روايتها “روزنا” الفلسطينية بقطاع غرة المحاصر وبين مذكرات “آنا فرانك” اليهودية التي عانت من إضطهاد اليهود في المعسكرات في الحرب العالم الثانية. كما جاء التساؤل على لسان روزانا: “سالت نفسي: لماذا شدتني قصة (آنا فرانك) رغم تفاصيلها القليلة وغير المهمة؟ لم أفكر طويلًا بالاجابة، ربما لأنها بمثل سني، أو لأنها كتبت مذكراتها أثناء الحرب العالمية، وأنا كذلك أدوّن واقع الحصار والحرب في القطاع، فكل أيامنا حروب. (آنا فرانك) روت اطضهاد اليهود في معسكرات الناريين، ترى هل ستنتشر مذكراتي ويقرأها العالم، كما مذكرات(آنا فرانك)؟ أم ستختفي بين ملايين الروايات والمذكرات ، وتضيع في زحمة التهميش وعدم الاكتراث؟”(ص٨٥). في استعراض جدلية المفارقة بينهما، بل وصف سخرية القدر، بوضع الكاتبة القارئ والمتلقي في تساؤل مع بطلة الرواية ” روزانا” لِمَ يبكِ العالم على موت(آنا فرانك) بفايروس وهي في معسكر الإبادة بعد اختبائها لعامين، ولم يبكِ على قطاع يسكن فيه مليونا إنسان محاصر منذ ستة عشر عامًا”. (ص ٨٥)، وأجادت في الإبداع حين روت الكاتبة في السرد على لسان حالة روزانا بطلة الرواية متسائلة بسخرية:” لوكنت مكاني (آنا فرانك) ماذا تكتبين؟ اتكتبين عن صغار المحتلين المرفهة في الملاجئ، أو كلابهم المدللة وخوفها من صواريخنا، بالله عليك اخبريني، هل تتأذى مشاعر العالم من صور أطفالنا وهم ينتشلون من تحت الركام أشلاء؟ هل تشعرين بالفرق بين النازية والصهيونية. بدأ هدف الإبادة عند كليهما واضحًا،اخبريني، بربك اخبريني، هل وجدت فرقًا بما يؤمنون؟ “(٨٩)”. كما عجنت السخرية بألم الواقع على لسان الصبيه الصغار وهم يلعبون : -” اكتب اسمي الرباعي على يدي ورجلي، إذا استشهدت يعرفوا أنا مين وابن مين” – خلص اكتبلك على يد واحدة أو رجل واحدة، راح يعرفوك. – لا يا حبيبي، بدي تكتب لي على إيدي ورجلي، علشان إذا انقطع جسمي يجمعوني، بلاش يحطوا ايديك بدل إيدي، او رجلك بدل رجلي، انت قصير وأنا طويل، ما بنفع بصير اعرج في الجنة” (ص٢١١). تطرقت الرملاوي في رواياتها للكثير من المفاصل المحورية لمعاناة الشعب في القطاع، وبالتطرق لعناوينها سأختزل أهمها : الحاجة ام الاختراع :وذلك في توصيف اختراعات مذهلة بديلة، لكل ما ينقص القطاع من اساسيات قام الاحتلال بمنع دخولها بسبب الحصار على القطاع ( كهرباء، غاز، أسمنت، حجارة للبناء اخترعوها بلاستيكية صديقة للبيئة، شبكات اتصال وانترنت ،مواد في السرد حول ذلك، “لنثبت للعالم أننا صنّاع الحياة، نبحث عما هو افضل، ونبتكر ما يبقينا بكرامة” (ص٢٨)
مكانة القدس : والمسجد الأقصى لدى شعب قطاع غزة (ص١٠٨)، (ص١١٠)
الهدنة: واهميتها لتنفس الصعداء، وما تعني للشعب المحاصر (ص١٤٩)، (ص٢٠٩)
التكاتف الاجتماعي لدى شعب قطاع غزة والالتفاف حول هدف الصمود (ص١٦٤)
الانقسام الداخلي (ص١٦٣) والجاسوسية (ص١٨٧) وتباين المواقف السياسية والدولية والعالمية والخذلان من الدول العربية والإسلامية(ص٣٣)،(ص١٩٧) (ص٢١٢)، (ص٢١٤)، والتطرق لمساندة بعض الفصائل والأحزاب والدول للقضية وحق الحرية (ص٢٠٨)
نزهه الرملاوي كاتبة اجتماعية متميّزة
اما النهاية، فجعلتها الكاتبة مفتوحه بين يدي خيال القارئ والمتلقي، ليفكر ويتفكر في هذا الواقع منذ ستة عشر عاما ، وله ان يتخيل النهاية كيفما يتصور
على لسان الراوية بطلت القصة “روزانا” : ” من فضلكم، لا تتعجلوا نهايات تراجيدية بائسة، اكتبوا نهايات اكثر سعادة، ادخلوا االفرح من واسع أبوابه، كأنه النصر بعد حرب تحرير قاس ، كما بقاء المهجرين في وجه رياح عاتية، قصوا للعالم واقعًا مرًا حليناه بصبرنا اليه ، زيناه بصمودنا المدهش، صفوا أحلامنا، وبهجة أيامنا، كفاحنا ومعجزات تحريرنا”(ص٢٢٢)
اما الخلاصة من القراءة التحليلية للرواية ومن جانب اللغة وجماليتها فأقول: الأدب في الحقيقه في أي من الأجناس الأدبية ، عبارة عن عملية إستقبال حسية تعقبها عملية إرسال نفسية بين الأديب و المتلقي/ القارئ و التفاعل المتبادل بينهما .أي أن النص الادبي سواء رواية، شعرا، نثرا وغيره في جوهره ليس فهما للحياة و الواقع يقف بالقارئ أو المتلقي عند حدود الرؤية المادية و الإثارة العقلية فحسب ، و إنما هو ( حركة في الوجود الخارجي تعقبها هزة في الوجود الداخلي يتبعها انفعال) . وهذا ما حاولت إتقانه الكاتبة نزهة الرملاوي ، وان مقدرة الكاتب في أن يمتلك موهبة الأداء النفسي و القدرة على التعبير الصادق ليبلغ هدفه المنشود ، حيث أن الأداء النفسي لا يكتمل معناه الا من خلال ( الصدق الشعوري و الصدق الفني ) ، والذي أمعنت في إتقانه الكاتبة بريشة فنانة رسمت صورة ضمن اطار الواقع بوضوح وجمال أدبي ، والذي تجلى ذلك التجاوب بين التجربة الحسية ومصدر الإثارة، أحدهما نفسي منطلق من اعماق الشعور لدى الكاتبة ، و الآخر حسي منطلق من آفاق الحياة و الواقع
وفاء داري: أكاديمية و كاتبة وباحثة من فلسطين