حصريا ، الإعلامي المغربي عتيق بن شيكَر في ضيافة ألوان

على ضفاف الأنهار”.. أفضل برامجي بدون مساحيق وبدون زيف”
ضمن سلسلة الحوارات الحصرية ل “ألوان” مع وجوه من عالم االسلطة الرابعة والإعلام المسموع والمرئي، نواصل في هذا العدد لقاء متميزا مع الإعلامي المغربي عتيق بن شيكَر، الوجه التلفزيوني الألمعي، والأيقونة الإعلامية الذي بدأ حياته المهنية أستاذا بمدينة بوزنيقة ، ليلتحق بعد ذلك بوزارة الإعلام عن طريق انضمامه إلى الإذاعة الوطنية ، ومنها عرج عام 1984على التلفزة الوطنية ، ثم التحق بعد ذلك سنة 1989 بالقناة الثانية لينتهي به المطاف في المحطة التلفزيونية شذى تيفي
في تتبع منا للحوارات السابقة للأستاذ عتيق ، حول ما يمطرنا به التلفزيون المغربي – بكل قنواته – نجده قد صرح قائلا : لا تتصوروا كم حجم الإهانة
والاستهتار الذي أحس به كلما وجدت أمامي طريقا مسدودا ، وحين أريد النجاة بنفسي وبعقلي وبهويتي وبأهلي وعشيرتي من قنواتنا التلفزيونية الوطنية ساعة الافطارفي رمضان، أين المفر ؟ إلى المشرق حيث منسوب الإحترام أعلى ، لكن ينقصها شيء من بلدي . أم إلى الغرب حيث الانبهار ووفرة الإختيار؟ لكن لا أجد وجداني هناك، ولا أفراحي وأحزاني، لم يبق شيء أمامي أهرب فيه من قنوات وطني إلا الرياضة أو النت
إنه الأمر الذي دفعنا إلى أن نسأل عن الأوضاع الإعلامية: فهل لازالت على ما كانت عليه أم أنها عرفت بعضا من التغيير، وأن شاشاتنا لازالت غير ماتعة ؟
فما الذي يمكنك قوله في هذا الإطار وأنت المرجع الإعلامي الأساس والذاكرة الإعلامية الحية ؟
: جاء رد عتيق كالتالي
في الحقيقة إن القنوات الرسمية التلفزيونية لا تلبي انتظارات المواطن المغربي المتعطش إلى الجودة وإلى المتعة وإلى الحقيقة ، والمتعطش إلى البناء وإلى الترفيه والتنفيس والأنس ، وهو مايدفعني إلى القول بأن المشهد السمعي البصري في المغرب يعيش في تيه وفي بحر لا يلامس شواطيء البلد ، فهو يعوم ويسبح في بحر من غير بحارنا . فالوضع في التلفزيون المغربي بقنواته ملتبس وتهيمن عليه الضبابية ولا يعطي الأولوية والأهمية القصوى للمواطن او المشاهد المغربي ، ولا يواكب همومه الاجتماعية الكثيرة والاستشهار، وهذا له تبعات خطيرة على المجتمع المغربي وعلى تربية وسلوك المغاربة ، وأيضا على استعارتهم لثقافات وعوالم اجتماعية أخرى تناقض وتدفع بالوطن إلى الهامش مع الأسف

وفي سؤالنا له عن مرحلة اشتغاله المتوهج بمحطة دوزيم وإشرافه على العديد من البرامج المتعلقة باكتشاف المواهب والعمل على فتح بوابة الشهرة والتألق أمامهم ، وحرصه على إعادة الاعتبار للكثير من الأسماء التي كاد أن يطالها النسيان ، وهي برامج لا يمكن حصرها منها على سبيل المثال لا الحصر نتذكر : نغم عربي – نغم الشباب – مسار – قهوة ولا اتاي وغيرها . وهو ما دفعنا إلى أن نسأله أولا عن أقرب هذه البرامج إليه ؟ وثانيا عن اقتراحاته لإعادة الاعتبار لمختلف المبدعين الذين مروا معه وقاسموه كل التجارب ؟ وثالثا
هل هناك من حرج أو إحراج تسبب له فيه تنشيطه ذاك أو بعضا منه ؟
وجوابا على ذلك يقول : فيما يتعلق بالبرامج التي أعددت طوال مساري المتواضع ، هناك محطات مختلفة تجمع مابين لحظات انحناءة اجتماعية لرموز في مختلف المشارب من برنامج “تكريم” في بداية القناة الثانية ، وبعدها عرجت على برنامج لإستثمار طاقات الشباب عبر المملكة، ثم عدت أدراجي إلى مسار صيغة تكريم بشكل مختلف كبرنامج “سفر فني” ، و”شارع الأنس” ، و”نغم عربي” . وفيما يخص تأهيل الشباب للغناء واستثمار طاقاتهم الفنية والابداعية كانت هناك محطتان ، الأولى داخل أرض الوطن في برنامج ” نجوم الغد ” بجولاته عبر ربوع مدن وقرى المملكة لثلاث سنوات وبعدها غادرت الوطن إلى قناة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة …حيث قضيت بها حوالي سنة ونصف وبعدها ذهبت إلى أوربا لأعيش تجربة الاغتراب، سنة كاملة
ولما عدت كلفت بإعداد برنامج “نجوم ونجوم” كاستكمال للبرنامج السابق ولكن بشكل أدق وأوثق، وبعده جاءت محطة “مسار” التي دامت زهاء 11 سنة كاملة ، استنفذ خلالها كل إمكانياته الإنسانية تفي على الأقل بما كانوا عليه ، تفي بعطاءاتهم ، ونستكمل ماكانوا قد أسسوا له قواعد البداية ، عوض القطيعة الفجة التي ساهم فيها التلفزيون المغربي مع الأسف ، بقطعه حبال الوصال بينه وبين المواطن المغربي من جهة ، وبين الأجيال من جهة أخرى ، فلا الشباب عرفوا ماكان عليه أباؤهم وأجدادهم ، ولا الأجداد والأباء ممن بقوا على قيد الحياة – أطال الله في أعمارهم – يعرفون مايروج في عالم الشباب وابداعاتهم، فهناك تمزق
وتشقق في جدران البيت الإبداعي المغربي
ويضيف قائلا : أما عن اشتياقي أو حنيني إلى إحدى اللحظات التي قدمتها في الماضي ، فأنا أحن أكثر إلى البرامج التي أخرج فيها من الاستوديو وأكون في الطبيعة والجبال والسهول والصحاري والشواطيء المغربية كبرنامج “على ضفاف الأنهار” أو “مسالك الأطلس” ، وهما المقدمين في القناة الأولى . ويبقى هذا هو الإشتياق الذي أحلم به . وأتمنى أن أنهي مساري الإعلامي ببرامج دائمة وعميقة ، وبرامج حقيقية صادقة تنقل مايروج في الشارع المغربي ، والبادية والريف المغربيين، والطبيعة المغربية ، والإنسان المغربي البسيط… في أكواخهم وبيوتهم وأسواقهم للغوص في مكامن وكنه المواطن المغربي، كيف يفكر ، وكيف يدبر وكيف يؤطر، وكيف يعبر … أشياء كثيرة تكاد تختلف عن منظومة العيش لدى مغاربة المدن ، لأن الأصل هو القرية
وفي سؤالنا له عن تعليقه باعتباره كان بمثابة اللبنة الأساس في نشأة القناة الثانية ، من الرأي القائل بأن المتتبع لمسيرة البث التلفزي الخاص بهذه المحطة في بدايتها ، يمكن أن يلاحظ وجود الكثير من الفراغات في البرامج ، وغياب القرآن الكريم ، وهيمنة اللغة الفرنسية واللوبي الفرنكفوني ، وهو الأمر الذي دفعبالكثير من الأقلام وعلى رأسهم المرحوم المهدي المنجرة ، إلى وصفها بالإذاعة “الصهيونية
: كان رده كما يلي
بصراحة متناهية أقول أنكم أول صوت ينبش في المكان الذي فيه النبع ، ووضعتم الأصبع على منبع سريان الحياة الراكدة ، وعليه أجدني ملزما بشكركم على هذا السؤال الموجه إلى شخصي المتواضع ، فموضوع بث برامج قرآنية أو فيديو لقراءة القرآن الكريم في إفتتاح إرسال برامج القناة الثانية لم يكن مبرمجا ولا حتى مفكرا فيه من طرف اي مسؤول وقتها بتلك القناة ، فالصورة تبدو لي أنها كانت خفية في البداية، كانت توجها خافتا مقيدا بغلاف علمي تكنولوجي في ذاك الحين ظاهره متابعة التطور التلفزيوني في العالم ومن إحدى أكبر العواصم العالمية ، وفي بلد من البلدان التي كان لها السبق في تطوير التلفزيون على المستوى العالمي، وتطوير السينما مع الأخوين لوميير، لقد تم اختيار عينة شبابية تقارب المائة شاب وشابة ، ومن حملة الشهادات العليا (الباك زائد أربعة)، واختيار صحفيين ومقدميبن من ذوي الخبرة والتجربة والتميز أمثال: أنيس الحجام ، وبعض المخرجيين الذين جاؤوا من القناة الأولى عام 1988
