احتفالا باليوم العالمي للمسرح

احتفالا باليوم العالمي للمسرح

مقتطفات من رسائل اليوم العالمي للمسرح

ألوان. الدار البيضاء

إعداد: لحسن وريغ

منذ سنة 1962، والعالم يحتفل باليوم العالمي للمسرح، حيث تم اختيار تاريخ 27 مارس  من كل سنة لتخليد هذه المناسبة بجميع اللغات التي يتحدث بها الإنسان. وجاءت هذه المبادرة المسرحية من قبل المعهد الدولي للمسرح بداية من ستينيات القرن الماضي، حيث يتم اختيار شخصية عالمية لكتابة رسالة هذا اليوم العالمي وترجمتها إلى جميع اللألسنة البشرية؛ ومن بين الأسماء التي لبت نداء المعهد الدولي للمسرح، نشير إلى كل من
هيلين ميرين من إنجلترا(2021)، شهيد نديم من الباكستان(2020)، كارلوس سيلدرن من كوبا(2019)، إيزابيل هيبوبرت من فرنسا(2017)، اناتولي فاسيلييف من روسيا(2016)، كريستوف فارليكوفسكي من بولندا(2015)، بريت بيلي من جنوب إفريقيا(2014)، داريو فو من إيطاليا(2013)، جيسيكا أ. كاهوا من أوغاندا(2011)، جودي دينج من بريطانيا(2010)  روبير لوباج من كندا(2008)… ومن العالم العربي تم اختيار كل من: الشيخ سلطان القاسمي من الإمارات(2007)، الممثلة المصرية سميحة أيوب ثم مواطنتها فتحية العسال(2004) ثم الفنان السوري الراحل سعد الله ونوس(1996)

:وتتلخص أهداف هذا اليوم في الجمل التالية
«الترويج للمسرح عبر العالم»

               بيتر سيلرز

«نشر المعرفة بين الناس حول قيمة النموذج الفني»
«تمكين المسرحيين من الترويج لمسرحياتهم على نطاق واسع»
«الاستمتاع بفن المسرح في حد ذاته»
وفي هذه الورقة المقتضبة، نتوقف عند أهم الأفكار
والآراء التي تضمنتها بعض رسائل اليوم العالمي للمسرح التي صاغتها أسماء من مختلف الثقافات واللغات ولا سيما الأسماء العربية
:في السنة الماضية 2023، تم اختيار الفنانة المصرية سميحة أيوب لتدوين رسالة بهذه المناسبة
وكتبت الفنانة المصرية قائلة: «إن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي ألا وهو الحياة. وعلى حد قول الرائد العظيم قسطنطين ستناسلافسكي «لا تدخل المسرح والوحل على قدميك. اترك الغبار والأوساخ في الخارج. تحقق من ترك مخاوفك الصغيرة والمشاحنات والصعوبات البسيطة مع ملابسك الخارجية – كل الأشياء التي تدمر حياتك وتلفت انتباهك بعيدًا عن فنك عند الباب
وأضافت سميحة أيوب مشيرة إلى أن مهمة المنتسبين إلى المسرح تتلخص في «فعل خلق حياة لم تكن موجودة من قبل أن نعتلي خشبة المسرح. هذه الحياة تستحق يداً حانية تتعهدها وصدراً حنوناً يحتضنها وقلباً حانياً يأتلف معها وعقلاً رزيناً يوفر لهاما تحتاجه من أسباب الاستمرار والبقاء»
ودعت س.أيوب في رسالتها جميع المسرحيين إلى «البحث عن الجوهر المفقود للإنسان.. الإنسان الحر السمح المحب المتعاطف الرقيق المتقبل للآخر ولتنبذوا هذه الصورة القميئة للوحشية والعنصرية والصراعات الدموية والأحادية في التفكير والتطرف والغلو…». كما شددت الفنانة المصرية على أن رسالة «حملة مشعل التنوير» تتجلى في «مواجهة كل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني، نواجهه بكل ما هو جميل ونقي وإنساني.. نحن ولا أحد غيرنا.. نمتلك القدرة على بث الحياة.. فلنبثها معناً من أجل عالم واحد وإنسانية واحدة»
وفي سنة 2022، تم اختيار المسرحي الأمريكي بيتر سيلرز للمشاركة في هذا الاحتفال العالمي بأبي الفنون. وكتب سيلرز رسالة تحدث فيها عن المسرح باعتباره خالق لـ«تلك المساحة على الأرض التي يكون فيها الكل متساوياً، سواءً البشر، أو الآلهة، أو النباتات، أو الحيوانات أو قطرات المطر أو الدموع أو عملية التجديد. إن فضاء المساواة والاستماع بعمق مضاءٌ بالجمال الخفي ويبقى نابضاً بالحياة من خلال التفاعل العميق للخطر ورباطة الجأش والحكمة والعمل الدؤوب والصبر»
وتابع كاتب الرسالة قائلا: «حان الوقت للانتعاش العميق لعقولنا، لحواسنا، لتخيلاتنا، لتاريخنا، ومستقبلنا. ولا يمكن القيام بهذا العمل من قبل أشخاص معزولين يعملون بمفردهم، يتعين علينا القيام بهذا العمل معاً، والمسرح هو الدعوة لنا للقيام بهذا العمل معا»
أما في سنة 2021 التي كانت استثنائية بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة «كوفيد»، فأسندت مهمة صياغة الرسالة إلى الكاتبة هلين ميرين التي تعتبر ألمع من الوجوه المسرحية في العالم
وتضمنت رسالة الممثلة الإنجليزية المقتضبة إشارة إلى أن الظرفية الصعبة التي مرت منها الإنسانية جعلت الفنون الأدائية الحية تبقى قائمة ومستمرة بفضل كفاح أبناء وبنات أبي الفنون. وقالت هلين ميرين في رسالتها: «كان هذا وقتا صعبا للغاية بالنسبة للفنون الأدائية الحية، كافح فيه العديد من الفنانين، والفنيين، والحرفيين، والنساء في مهنة هي في الأصل محفوفة بانعدام الأمن»
وتابعت ميرين «ولربما كان انعدام الأمن الذي ارتبط دائما بهذه المهنة، هو ما مكن هؤلاء الفنانين من النجاة في ظل جائحة كورونا، متسلحين بالكثير من الذكاء والشجاعة، ففي ظل هذه الظروف الجديدة، حول الفنانون خيالهم إلى طرق إبداعية وترفيهية ومؤثرة ليتمكنوا من التواصل مع العالم، ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير بالطبع إلى شبكة الإنترنت»
وفي ختام نص رسالتها، قالت الفنانة الإنجليزية: «لن تختنق أبدا الرغبة الإبداعية للكتاب، والمصممين، والراقصين، والمغنين، والممثلين، والموسيقيين، والمخرجين، وفي المستقبل القريب ستزهر تلك الرغبة مرة أخرى تدفعها طاقة جديدة وفهم جديد للعالم الذي نتشاركه جميعا، وكم أتحرق شوقا لذلك»
ومن الأسماء العربية الأخرى التي ساهمت في هذه المبادرة المسرحية، نتوقف عند الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة الذي كتب رسالة اليوم العالمي للمسرح سنة 2007. وجاء في نص الرسالة: «المسرح حياة، فما أحوجنا اليوم إلى نبذ كل أنواع الحروب العبثية والاختلافات العقائدية التي تؤجج من دون وازع من ضمير حي، ومشاهد العنف والقتل العشوائي تكاد تغلف المعمورة بأسرها، مصحوبة بهذه الفوارق الشاسعة بين غنى فاحش وفقر مدقع، بين أجزاء من العالم المنكوبة بأوبئة لا تتضافر قوى الخير من أجل القضاء عليها… »وقال الفنان الإماراتي في رسالته المسرحية: “يا أهل المسرح، إن عاصفة قد حلت بساحاتنا من شدة ما يثار حولنا من غبار الشك والريبة، حتى كادت تحجب وضوح الرؤية لدينا ، وأصواتنا لا تصل آذان كل منا من كثرة الصراخ والفرقة التي تباعد بين الشعوب، وتكاد العاصفة تطوح بنا لتبعدنا عن بعضنا لولا إيماننا الراسخ بدور المسرح القائم على الحوار أصلا»

                      وفي سنة 2004، انضمت الكاتبة المصرية فتحية العسال إلى قائمة كاتبات وكتاب رسالة هذا اليوم الاحتفالي بأبي الفنون

:وجاء في نص رسالة فتحية العسال

»لقد آمنت بأن أهم ما يميز الكاتب المسرحي هو امتلاء روحه برسالة إنسانية سامية ينشرها بين الناس من أجل الارتقاء بحياتهم وتحريرهم من كل عوامل القهر والاستغلال وانتهاك الكرامات، ولكي يبلغ الكاتب رسالته ويؤثر في حياة الناس لا بد له من اتقان صنعته والسيطرة على أساليب التعبير الفني، وألا تتبدد رسالته أدراج الرياح دون أن تخلف وراءها أثراً أو تحقق هدفا»
و ختمت العسال رسالتها بالإشارة إلى أنها فنانة تؤمن بأن» المسرح هو الضوء الذي ينير للإنسان الطريق. ويؤمن التواصل مع المشاهد الذي يولد الدفء بيننا سواء كنا أمام النص المسرحي أو أمام خشبة المسرح»
وفي ختام هذه الورقة عن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، لا بد من إدراج مقتطفات من نص الرسالة التي ساهم بها المسرحي السوري سعد الله ونوس سنة 1996
في هذه الرسالة التي ترجمت إلى مختلف اللغات وقرأت على خشبات أكبر المسارح العالمية ،كتب الراحل سعد الله ونوس قائلا: »

أعتقد  أن المسرح ، ورغم كل الثورات التكنولوجية، سيظل ذلك المكان النموذجي، الذي يتأمل فيه الإنسان شرطه التاريخي والوجودي معا وميزة المسرح التي تجعله مكانا لا يضاهى، هي أن المتفرج يكسر فيه محارته، كي يتأمل الشرط الإنساني في سياق جماعي يوقظ انتماءه إلى الجماعة، ويعلمه غنى الحوار وتعدد مستوياته»
دافع سعد الله ونوس عن المسرح باعتباره فنا ضروريا للحياة، وقال المسرحي السوري في هذه الرسالة المسرحية: “مهما بدا الحصار شديدا، والواقع محبطا، فإني متقين أن تظافر الإرادات الطيبة، وعلى مستوى العالم، سيحمي الثقافة، ويعيد للمسرح ألقه ومكانته»
وفي الأخير، لابد أن نقول لكل أهل المسرح: كل سنة ونحن في انتظار رسائلكم المسرحية.. وفي انتظار أعمالكم المسرحية سواء كانت نصوصا على الأوراق أو عروضا على الخشبات
يا أهل المسرح.. كل عام وأنتم بألف خير

******************************

                            جون فوس

كتاب رسالة اليوم العالمي للمسرح

في نفس السياق، يسعد الصحيفة الإلكترونية “ألوان” أن تقدم لقرائها الأعزاء اللائحة الكاملة للكتاب الذين ساهموا في الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بعد اختيارهم من طرف المعهد العالمي للمسرح لكتابة رسالة اليوم التي يتم ترجمتها بكل لغات العالم

2024: جون فوس، النرويج
2023: سميحة أيوب، مصر
2022: بيتر سيلارس، الولايات المتحدة الأمريكية
2021: هيلين ميرين، بريطانيا
2020: شهيد نديم، باكستان
2019: كارلوس سيلدران، كوبا
2018 :رام جوبال باجاج، الهند؛ مايا زبيب، لبنان؛ سيمون ماكبرني، بريطانيا ؛ سبينا بيرمان، المكسيك؛ ويريويرـ ليكينغ غنيبو ، كوت ديفوار
2017: إيزابيل هوبرت، فرنسا
2016: أناتولي فاسيلييف، روسيا
2015: كرزيستوف فارليكوفسكي، بولونيا
2014 : بريت بيلي، جنوب إفريقيا
2013 : داريو فو، إيطاليا
2012 :جون مالكوفيتش، انجلترا
2011 :جيسيكا أ. كاهوا، أوغندا
2010 :جودي دينش، انجلترا
2009 :أوغوستو بوال، البرازيل
2008 :روبرت ليباج، كندا
2007 :سلطان بن محمد القاسمي، الإمارات العربية المتحدة
2006 :فيكتور هوغوـ راسكون باندا، المكسيك
2005 :أريان منوشكين، فرنسا
2004 :فتحية العسال، مصر
2003 :تانكرد دورست، ألمانيا
2002 :جيريش كارناد، الهند
2001 :ياكوفوس كامبانيليس، اليونان
2000 :ميشيل تريمبلاي، كندا
1999 :فيجديس فينبوجادوتير، إسلندا
1998 :الذكرى الخمسون للمعهد العالمي للمسرح– رسالة خاصة
1997: جيونج أوك كيم، جنوب إفريقيا
1996: سعد الله ونوس، سوريا
1995 :أومبرتو أورسيني، فنزويلا
1994 :فاتسلاف هافيل، جمهورية التشيك
1993 :إدوارد ألبي، الولايات المتحدة الأمريكية
1992 :خورخي لافيلي، الأرجنتين/فرنسا – أرتورو أوسلار بيتري، فنزويلا
1991 :فيديريكو مايور، المدير العام لليونسكو، فرنسا
1990 :كيريل لافروف، روسيا
1989: مارتن إيسلين، هنغاريا/ انجلترا
1988 :بيتر بروك، انجلترا
1987: أنطونيو غالا، إسبانيا
1986 :وول سوينكا، نيجيريا
1985 :أندريه لويس بيرينيتي، فرنسا
1984 :ميخائيل تساريف، روسيا
1983 : أمادو مهتار مباو، السنغال
1982: لارس أف مالمبورج، السويد
1981 رسائل وطنية
1973 :لوتشينو فيسكونتي، إيطاليا
1972: موريس بيجارت، فرنسا
1971: بابلو نيرودا، تشيلي
1970 : ديميتري شوستاكوفيتش، روسيا
1969: بيتر بروك، انجلترا
1968 :ميغيل أنخيل أستورياس، غواتيمالا
1967 :هيلين فيجل، ألمانيا
1966 :رينيه ماهيو،فرنسا
1965: غير معروف
1964: لورانس أوليفييه، انجلترا – جان لويس بارولت، فرنسا
1963 آرثر ميلر، الولايات المتحدة الأمريكية
1962 جان كوكتو، فرنسا

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com