الفنانة فاطمة حركات تفتح قلبها لألوان حصريا
المسرح حبي الكبير
في حوار هذا الاسبوع ارتاينا ان نحط الرحال عند فنانة مغربية شغوفة بالعطاء الفني ، انها الفنانة فاطمة حركات أو “أيقونة الشاشة” كما يحلو للكثيرين تسميتها، لها ريبيرتوار مليء بالعمال الفنية سواء الخاصة بالمسرح، أو التلفزيون، أو السينما وبعض الأعمال مع فناين أجانب في أعمال فنية مصورة بالمغرب. وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة حركات تتميز بصوت جهوري رخيم وهي تجود القرآن الكريم على الطريقة المغربية. إنها بالفعل ملهمة وموهوبة في مجالات شتى، وهذا مايتطلبه الفن في الممثل الحق
لنترك القارئ يكتشف عالم الممثلة المقتدرة فاطمة حركات من خلال تجربة عقود في الميدان الفني
شاركت فاطمة حركات في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية الناجحة على مدار سنوات طوال ، واشتهرت بادوارها المتنوعة والمميزة ، وكيف لا، وهي الحريصة على اختيار أدوار ذات قيمة فنية مميزة ، نستحضرمنها مايلي: القلب المجروح 2016 – نوارة 2018 – باب البحر 2021 – الزطاط 2022 – االرحاليات 2023 وغيرها كثير
تتميز هذه الفنانة بأسلوب خاص ، يقوم على التلقائية ويستند إلى البساطة في تجسيد مايسند إليها من أدوار، الشيء الذي يضفي على أدائها تنوعا كبيرا من الصدق والواقعية ، وهي دائمة الحرص على تقديم الأعمال المميزة ، بحيث تتفرغ للشخصية التي تجسدها وتركز على ملامحها ، الأمر يمكنها من أداء الأدوار المسندة إليها بشكلها الحقيقي والكامل، وفي نفس الوقت هي ميالة بطبعها إلى الإبتعاد عن الأضواء ، مقابل اهتمامها بحياتها الأسرية، وعادة لا تشارك الكثير من التفاصيل الخاصة بها مع الجمهور، ومع ذلك استجابت – مشكورة – لدعوة وجهتها لها الجريدة الالكترونية “ ألوان ” ، إذ فتحت لنا قلبها لنخلص للحوار التالي
سؤالنا الاستهلالي حول بداياتها الأولى في المجال الفني ، ومن كان وراء دخولها هذا العالم ؟
تقول فاطمة حركات أن الفضل في ذلك يعود الى زوجها الفنان “أحمد مزوزي” فهو من ساعدها وساندها منذ بدايات الاحتراف ، عندما اكتشف فيها عشق الفن الذي آمنت و تشبعت به منذ أن كانت صغيرة
كانت أسرتي مولعة بالموسيقى، ومن عشاق الطرب الشرقي ( محمد عبد الوهاب – فريد الاطرش – ام كلثوم ) ، وحتى المغربي (احمد البيضاوي – الحسين السلاوي ) وغيرهم ، هذا بالإضافة إلى شغفي وتتبعي لمختلف التمثيليات التي كانت تشدني إليها عن طريق الاستماع إلى الراديو ، لدرجة أني كنت أرغب في الدخول إلى المذياع حتى أتعرف على الشخصيات التي تؤدي تلك الأدوار وانا طفلة صغيرة . بالاضافة إلى ذلك، فقد تأثرت كثيرا بالحكواتي في تجمعات (الحلقة) المنتشرة بالحي الذي أسكنه ” درب السلطان ” وهكذا انطبعت في ذاكرتي ومخيالي الكثير من المشاهد . وبعد التحاقي بالمدرسة بدأت أشارك في مختلف الأنشطة الفنية المدرسية – (المسرح والأغاني وتجويد القرآن الكريم وما إلى ذلك ) – التي كانت تقام بمناسبة الأعياد الوطنية والدينية، واذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن اول مسرحية شاركت في تشخيصها كانت تحت عنوان ” سينمار بين الحصار والنار ” في 1984، في اعدادية الحسنى بعين الشق ، وهي من تأليف الفنان ” محمد فراح ” ، وقد ألح علي بعدها أستاذ للغة العربية في تنمية مهاراتي وقدراتي الفنية ، فانخرطت في” نادي الشرف ” بدار الشباب ، فوجدت طريقي إلى المشاركات الفنية بدء بعمل شعبي كوميدي ومن بعده تعرف علي جمهور مقاطعة درب السلطان في مسرحية “نيرون يتسنغرف مرتين ” ، وهو ماسيدفعني إلى الانتماء والتسجيل في المعهد البلدي للدار البيضاء ، ولسوء الحظ لم تستغرق مسيرتي التكوينية به غير ثلاث سنوات فقط ، وبعدها بدأت أشتغل مع الأخوة في فرقة ” العروبة ” بدار الشباب سيدي معروف ، وقد توجت تلك المرحلة بالاشتغال مع زوجي في أول عمل سينمائي تحت عنوان “ثقب في رأس رجل ” من تأليفه واخراجه ، وحتى لا أنسى، أشير إلى اني شاركت بعمل آخر لحدو يامنة ضمن مهرجان مسرح الهواة
وبعد كل ذلك جاءت مرحلة الاحتراف ، وكان اول أعمالي خلالها تحت عنوان ” دار الكراية ” وهو عمل شعبي كوميدي ، لقي اقبالا كبيرا لدرجة انه سجل للتلفزة الوطنية . اما عن اشتغالي في التلفزيون فقد كان مع الاستاذ ” مصطفى الخياط ” في سيتكوم تحت عنوان ” يوم ما يشبه يوم ” وللحقيقة والاعتراف أقول أن مشاركتي كانت بسيطة في البدايات . وقد بقي المسرح دوما يشدني اليه ، فاشتغلت مع المخرج ” علي الطاهري ” في مسلسل ” الأبرياء ” وبعده جاءت مشاركتي مع المخرجة ” فاطمة علي بومكَدي ” في ” رمانة وبرطال ” ، وبذلك اكون قد انفتحت على جمهور واسع من المتلقيين لإيصال الرسالة التي أومن بها
:وفي سؤال عن الفرق الذي تشعر به وهي تؤدي أدوارها في الأعمال الفنية المسرحية والتلفزيونية والسينمائية تقول
أن حضورها في السينما يبقى قليلا دون أن تعرف السبب الحقيقي الكامن وراء ذلك ، رغم أنها تمتلك ثقة كبيرة في نفسها وتحس أنها قادرة على لعب اي دور يمكن أن يسند إليها ، وبذلك فإن المسرح هو الذي أعطاها الكثير من الفرص، وفيه تجد ذاتها وتحققها ، فهو الوحيد الذي يمثل الحياة التي تعيشها ، وتعترف على أنه الحب الكبير ، والمجال الرحب الذي تستطيع أن تبدع فيه ، بكل ماتحمله كلمة إبداع من معاني
:عن العمل الفني الذي تفتخر به ، أو الأقرب إليها، تقول فاطمة حركات
أن العمل الذي تحس أنه أنصفها ، كان من ورائه الحاج أحمد بوعروة و جميلة البورجي وهو “نوارة”و” القلب المجروح” إلى جانب برنامج ” الحبيبة امي ” الذي جسدت فيه الكثير من الأدوار المهمة ، ثم هناك مسلسل ” بنات العساس ” للمخرج ” ادريس الروخ” ، رغم أنها لم تشتغل في كل حلقاته ، حسب ما كان يفترضه السيناريو . كل هذا بالإضافة إلى عمل جديد يعرض عبر القناة الاولى المغربية تحت عنوان “الجنَِيْن” . تضيف أيضا أنها في كل تلك الأعمال تحس أنها تشتغل فقط ، ولا تشخص الأدوار التي كانت ولازالت تحلم بها ، وتضيف قيمة معينة لحضورها الفني
أتمنى أن أكتب السيناريو وأقف خلف الكاميرا مستقبلا
:أما بشأن مستقبل التمثيل في المغرب
ترى بأن التجارب وحدها الكفيلة بخلق التراكم المعرفي وتطوير الحس الفني وتوفير المتعة ، نحن سائرون في طريقه بفضل ظهور جيل الشباب من خريجي المعهد العالي للمسرح
وعموما ، فالأمل كبير في أن يكون الغد اكثر عطاء وتعبيرا ، وبالنسبة لي شخصيا أحس أني لازلت لم أعبر عن كل ما أحس به ، ولم أستنفذ بعد كل طاقاتي الفنية والمعرفية لأنني من الذين يسعون دوما إلى تطوير ذواتهم وإغناء تجاربهم عن طريق الاحتكاك بتجارب ورؤى خريجي المعهد العالي امثال : ادريس الروخ – زكريا لحلو – سمية أقريو – سعيدة بعدي – ثريا العلوي – حفيظة بعدي – نوفل براوي، والحرص على الاستفادة من خبراتهم المتنوعة . و المشاركة في كل التكوينات الفنية المعلن عليها
هنا أتوجه بالشكر الجزيل والامتنان للعديد من الفنانين الكبار الذين استفدت فنيا من الأشتغال معهم أمثال : 【المسكيني الصغير – سعد الله عبد المجيد -،ميلود الحبشي – محمد الروداني 】
:وعن الأعمال الفنية التي في طور الإنجاز تقول فاطمة بفرح عارم بانها تشتغل حاليا في عمل مدعم من وزارة الثقافة تحت عنوان
” سوق الظلمة ” وهو من تأليف وإخراج ” ميلود الحبشي “مع فرقة” الضوء الاخضر ” تشتغل في مجموعة أعمال من إخراج ” محمد حراكة “وهي : العيطة جات – ايوى من بعد – زيرو ميكة – التماسيح . ومن تأليف “المسكيني الصغير” وإخراج
ميلود الحبشي” شاركت في عملين آخرين هما ” تسونامي” و ” سوق الدجايجية ” دون أن أنسى مسرحية ثقب في رأس رجل للمؤلف بلعيد كريديس، وإخراج أحمد مزوزي، وكذلك مسرحية الطنز العكري، ومسرحية احجر وطوب لفرقة ” تكَادة ” الفنية شاركت في عمل وطني تحت عنوان “انا المغرب” . وحاليا أشتغل في عمل جديد
“مامنك زوج” ، يشارك فيه كل من【 جواد السايح – سكينة درابيل – فتيحة فخفاخي – زكريا تمالدو – فاطمة بوجو 】وهو من إخراج “أحمد أحمد مزوزي ”
:اما عن مشاركاتها في المسلسلات المغربية
تضيف فاطمة حركات: فقد كانت في مجموعة من الأعمال أذكر منها ” السيدة الحرة ” للاستاذ ” انور المعتصم ” و ” الف ليلة وليلة “وفيلم ” الشاهدة” للأستاذ ” احمد بوعروة ” وحاليا هناك مسلسل ” ناس الملاٌَح ” من إخراج بوعروة أحمد وجميلة بورجي ، ومسلسل ” الرحاليات ” ومسلسل ” عنبر وياقوت ” لمحمد نصرات .وغير ذلك من الأعمال كثير منها على سبيل المثال لا الحصر : 【 العباسية – مرحبا بصاحبي- الزطاط – باب البحر…】
سألناها عن الرغبة التي تراودها في كتابة السيناريو وولوج عالم السينما ككاتبة ، والوقوف وراء الكاميرا ؟
قالت: بالنسبة لرغبتي في الكتابة ، لا اخفيكم سرا ان قلت بأني أتمنى صادقة أن نكون كلنا كتابا ، فكل إنسان يعيش حياة خاصة تختلف في مجرياتها وتلاوينها عن الاخرين ، الأمر الذي يستوجب منه أن يكتب عليها ، وانا شخصيا لذي الكثير من الأمور التي اريد الكتابة عنها ، ولا أعلم – بالضبط – ما الحائل بيني وبين فعل الكتابة، وانتظر بل اتمنى صادقة أن اتحدى كل المعيقات لإخراج كل تلك الأحاسيس إلى الوجود ، وفي هذا الأطار أشير إلى قد كتبت عملا مسرحيا للأطفال، غير أنه – وللأسف الشديد – لم يخرج للوجود ، أتمنى أن تسمح لي الظروف بإخراجه لأنه عمل يحمل الكثير من الرسائل والاشارات ، التي ما احوج ناشئتنا إليها
أما عن مسألة الوقوف وراء الكاميرا ، فأنا أحب ذلك ، وقد استفدت من تكوينات عديدة ، غير أني أحس على أن ثقافتي في هذا المجال لا زالت في أمس الحاجة إلى امتلاك الكثير من التقنيات المؤهلة للوقوف المهني الجاد والمشرف