قصيدة للشاعر المغربي محمد شنوف
أمان… مِنْ صَيْفِ عُمْرٍ
☆شعر: محمد شنوف ☆
مَا لِلْفُؤَادِ سِوَى أمَانٍ أبْتَغِي
مِنْ جَنَّةٍ لي فِي الْهَوَى فَيْحَاءِ
وَلَقَدْ حَبَتْهُ بِمَنِّها… سلوائِها
تَمْتاحُ مِن نَبْضِي وَطَلْقِ هَوَائي
مِنْ نَظْرَةٍ أُوْلَى حَنَتْ فَتَغَنَّجَتْ
وَتَرَوَّحَتْ كَالْغُصْنِ طَوْعَ صَبَائِي
تَلْتَذُّ فِي خَلَدِي، فَقُلْتُ سَحَابَةٌ
فِي صَيْفِ عُمْرٍ نَادِرِ الْأَفْيَـــاءِ
أَوْ ظَـبْيَةٌ مَـرَّتْ عَلَـيَّ بِمَـيْعَةٍ
تَسْلُو عَلَى الرَّبَوَاتِ فِي إِغْوَاءِ
مَوْزُونَةٌ خُطْوَاتُهَا مِنْ كَــامِلٍ
حَرَكَــاتُهَا رَقْصٌ عَلَى أَهْوَائِي
وَالشَّعْرُ كَاللَّيْلِ الْبَهِيمِ تَمَوُّجاً
مِنْ حَوْلِ وَجْهٍ كَالضُّحَى وَضَّاءِ
وَبَيَــاضُهَا ثَلْجُ الذُّرَى مُتَلَأْلِئٌ
وَالْخَدُّ لَوْنَ الْوَرْدِ فَرْطَ حَيَـاءِ
مِنْ سَحْنَةِ الْأَسْحَارِ لَوْنُ جُفُونِهَا
وَمَضَتْ كَسَيْفٍ رَامَ سَفْكَ دِمَائِي
مِنْ هُدْأَةِ الْأَمْوَاجِ سِحْرُ لِحَاظِهَا
أَبْلَيْتُ غَـوْصاً فِـيهِ كَـــانَ بَلَائِي
فَتَسَلَّلَتْ تَطْوِي الْفُؤَادَ تَمَلُّكاً
حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهَا بُعَيْدَ عَنَـــاءِ
وَتَوَرَّدَتْ مِنْهَا الشِّفَاهُ طَلَاوَةً
فَـــاحَتْ بِهَمْسٍ نَـــافِذٍ غَنَّـــاءِ
أَنْفَـــاسُهَا خَـمْرِيَّةٌ فِـي هَـمْسِهَا
تَسْبِي النُّهَى، تُذْكِي لَظَى أَحْشَاءِ
فِي رَشْفِهَا تُحْيِي الْعِظَامَ رَمِيمَةً
يَا حَبَّ مَا انْفَكَّتْ، فَدَامَ بَقَائِي
صُوفِيَّةُ الأهْوَاءِ فَيْضَ جُنُونٍهَا
أذكارُهَا سَبْحٌ بِعَرضِ جِوَائِي
مِعْطَـاءَةٌ مِلْحَــاحَةٌ فِي وَصْلِهَا
مِغْيَـــارَةٌ فِـي رِقَّةٍ وَذَكَــــاءِ
وَالْحُبُّ خُلْقٌ عِنْدَهَا وَعَقِــــيدَةٌ
وُثْقَى بِصِدْقٍ فِي النَّوَى وَوَفَاءِ
هِيَ جَنَّتِي وَأَنَا الضَّمِينُ بِسَقْيِهَا
يَبْقَـى بِشِعْرِي ذِكْرُهَا وَثَنَــــائِي
مكناس 14 فبراير