اللغة بين التحري… والاكتفاء بالسماع
التمكن من اللغة يتطلب الإصغاء الجيد…
يسود اليوم لدى كثير من المدرسين والمتعلمين تعامل سريع مع اللغة إلى حل يكاد يقتصر على ما يصل عن طريق الحكي والسماع دون الحرص على التحري والتدقيق، مما يساعد على انتشار اللحن وتناقل الأخطاء.
ويكاد يغيب التثبت من صحة ما يسمع أو يقرأ ويتداول، فيصير ما يتناهى إلى الأسماع عن طريق أستاذ أو مصدر إعلام عمدة ومرجعية.
ورحم الله أستاذاً متمكنا من لغته، كان إذا سئل أجاب، وإذا تردد قال: سأحقق في الموضوع، ثم يأتي بالجواب موثقاً معللا.
وإنما صان العربية وضمن لها الخلود والصمود ، والبحث عنها في مظانها ومصادرها، ورواية معلقاتها وخير أشعارها، وحفظ القرآن الكريم، وأحاديث خاتم الأنبياء المتناقلة بها، ثم البحث المضفي والجاد لاستقراء ضوابطها واستخلاص قواعدها.
وعادة ما تتآزر في اكتساب اللغة حواس وأدوات مختلفة يتصدرها السمع ، يعضده النطق والبصر وتحريك الأنامل بالرسم والكتابة، ثم الحفظ والاستظهار، واعتماد التحري والتثبت باستمرار، يأتي ذلك منسجماً مع توجيه نفسي يقول: ما نسي شيء اشتركت في تحصيله حاستان فأكثر.
ولعل خير سبيل للتمكن من لغة، إصغاء جيد للناطقين والمتمرسين بها، وإلمام بقواعدها وتوظيف لها، وتعؤد على النطق السليم بها إبرازاً لمخارج حروفها، وفي العربية ممايزة بين المتقارب والمتشابه منها كالتاء والثاء، والضهاد والظاء، والدال المهملة والذال المعجمة،
وما أحوجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أكاديمية ومعاهد تصون اللغة، ولا تترخص في تداولها واستعمالها.