2 !جئتُ لا أعلم من أين، ولكني أتيتُ
!الاحتفالية حرية وتحرر
:تتمة مقال الأسبوع الماضي
أقنعني إن كنت تستطيع، هي كلمة قالها الاحتفالي وهو يمشي في طريقه الاحتفالي، ولقد كتبها على امتداد عقود طويلة جدا، لقد قالها لمن حاول أن يرهبه، وذلك عندما لم يعرف كيف يحاوره، وعندما لم يستطع أن يفهمه، وعندما لم يتمكن من أن يدرك فحوى خطابه الفكري والجمالي والأخلاقي، ولم يبق له سوى أن يواجه اليقين الاحتفالي بالشك وبالتشويش وبالاتهام وبالتخوين
يقول المثل الشامي ( شو بدك، تاكل العنب او تقتل الناطور؟)
اي ماذا تريد، أن تقتل حارس الحقل، أو ان تأكل العنب، ولقد اختار الاحتفالي اكل العنب، واختار خصومه قتل الحارس، واختاروا (فلسة الأرض المحروقة) وفضلوا أن يكون شعارهم الخفي هو نفس شعار شمشون ( علي وعلي اعدائي)
ولأن الاحتفالية طريق، ورفاق في الطريق، فقد كان ضروريا ان نؤكد دائما، على أن الاحتفالي، والذي هو صديق للحياة والأحياء، ليس عدوا لأي أحد، وقد يكون فقط خصما للجهل والفقر وللأمية والمرض، ولم يكن يهم الاحتفالي في فنه وفكره سوى أن يكون في خطابه الفكري مقنعا، وأن يكون في منجزه الجمالي ممتعا
ولهذا فقد قال (لهذه الكتابة الاحتفالية روح، وخلف هذا الروح سر، وداخلها سحر، وبين سطورها غموض يتحدى العقول، وهذا الجانب السري فيها أعطاها حياتها وحيويتها واعطاها سحرها، وبغير هذا الجانب الغامض فيها، ما كان ممكنا لهذه الاحتفالية ان تحيا وان تملأ الدنيا وان تشغل الناس، وان يستمر مفعول هذا السحر في النفوس والعقول والأرواح كل هذا الزمن) ورد هذا في كتاب للكاتب العراقي عبد الرزاق الربيعي والذي اعطاه اسم (الحكواتي الأخير عبد الكريم برشيد)
لا رهبانية في الاحتفالية ولا عدوانية فيها
لا رهبانية في الاحتفالية، ولا وثنية في الفكر الاحتفالي، ولا قدسية في التصور الاحتفالي، ولا تراتبية في شبكة العلاقات الاحتفالية، ولا وجود للإحساس بالدونية في عقل الفاعل الاحتفالي، ولا وجود فيها للمركز والهامش، ولا وجود للأبراج العاجية، وشخص الاحتفالي هو صاحب جسد انساني شفاف، يمكن ان تراه من جميع الجهات، وان ترى جلده، وما تحت الجلد ايضا، هو كائن حي يحب الحياة في الحياة، وهو مواطن في الأوطان الحقيقية، وهو يعشق الأشياء في حقيقتها الكائنة والممكنة، وليس في صورها الخادعة والمضللة، والتي قد يكون لها وجود في السينما او في العالم الافتراضي فقط
: وعن هذه الاحتفالية، في درجتها الحقيقية يقول المسرحي الوهراني عبد الكريم غريبي
(انها احتفالية وجودية فايسبوكية بوجه تتجدد ملامحه في مرايا افتراض الكائن والممكن وكتاب مفتوح في نهر العارف لمسالك الماء المتدفق ومنعرجاته الصاعدة النازلة لا تعرف السكون أو الركود تصقل الأحجار وتسقي الواردين والمتطهرين من درن الشك أو الزندقة، وتزيد في يقين العارفين اورادا ….وبين الحاج ماركس والحاج نتشه وغوته والحلاج وابن الرومي والتوحيدي والبرشيدية احتفالية زفة الفكر والسؤال……!؟) اما المسرحي المرحوم احمد جواد، رفيقنا في الطريق الاحتفالي فقد قال تعقيبا على كتاباتي الاحتفالية : (وكنا شهودا على صدق ما تقول، ونقلنا هذا في مسرحنا بالجديدة وقدمنا ” فاوست والأميرة الصلعاء ” في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بالرباط بمسرح محمد الخامس، وما زلنا مخلصين لهذا المسرح ولهذه الاحتفالية التي علمتنا كيف ننطق ونستنطق الحرف العربي، وقد شخصناه وجسدناه رقصا وتعبيرا بأجسادنا وحناجرنا وإنسانيتنا التي ما تخلينا عليها يوما …) وفي الجواب يقول واحد من رفاق الطريق الاحتفالي ما يلي
(وشهد شاهد على الاحتفالية من أهلها ومن مؤسسيها ومن الفاعلين المجدين والمجتهدين فيها، مما يدل على ان هذه الاحتفالية ليست مسرح جيل من الأجيال، وليست مسرح مرحلة تاريخية عابرة، ولكنها مسرح الحياة ومسرح الأحياء، في كل زمان ومكان
تحياتي اخي العزيز السي احمد جواد، الفنان والمناضل والمثقف والإنسان الجميل والنبيل ، ومعا نواصل مسيرتنا الصادقة والعاشقة في دروب الحياة وفي دروب المسرح) اما د، محمد الوادي والذي هو أحد العارفين الصادقين بجوهر وروح الاحتفالية، فقد وصف رفيقه في الطريق الاحتفالي بأنه (مقاوم شرس وقلم عز نظيره، وإيمان راسخ بالاحتفالية وفلسفتها وفكرها، في هذا الإيمان والإصرار والتحدي قوة الاحتفالية وحياتها التي تتجدد باستمرار. أن يحللوا الاحتفالية أو يحرمونها لا فرق، فهي لا تحتاج الى مفتين وبائعي صكوك الغفران. لقد احتاروا في أمر الاحتفالية وفي عنادها وكلما ازداد عدد أعدائها ازدادت قوة وانتشارا) اما ذ عبد المجيد ادهابي، والذي هو أحد الرفاق المشاة في هذا المسار الاحتفالي الطويل، وفي هذه المسيرة الاحتفالية التي لا لون لها، والتي يمكن أن تكون بكل الألوان هذا المسرحي السينمائي قال ما يلي
الاحتفالية هي نحن، هي حزننا وفرحنا، الاحتفالية هي تاريخنا وامتدادنا نحو القادم بعيون فرحة، الاحتفالية هي حياة داخل الحياة، و علاقات تولد من علاقات، الاحتفالية هي ان تعيش في الواقع بألبسة من حرير، و تنظر إلى الواقع باعين من ماء