قصيدة للشاعر المغربي حسن حامي
شِقَاق
عندَما التقيتُكِ
لم تكوني سوى ريشةٍ
تتقاذفُها الرياح
و كنتُ تائهًا
مكسورَ الجناح
و تعلقتُ بِك
و ركبنا الأعالِي
و اخترقنا الغيوم
كسَّرنَا الضَّباب
و لم نبالِ
ورأينا الناس
أَسرابًا من ريش
تتسابقُ في كل اتجاه
و كأنها رِماح
و كأنها تُلحُّ على شيءٍ ما
تطعنُ في بعضها البعض
سالت دِمَاء
و أُتلفَت أعشاش
و فرِحنَا
لأننا نجونَا
من موتٍٍ مُحقَّق
وانخفضَ التَّرقُّب
و استقامَ الرِّعاش
كنتِ السفينةَ الشَّبح
عَلقتُ بِك
يُحيطُ بي أَلفُ زورَق
و طيورِ نورسٍ عاشقَة
و دلافينُ تحرِسُنَا
كي لا نغرَق
عندما التقينَا
كنَّا نبحثُ عن مطيَّة
أظهرنَا شغَفًا نادرًا
باللِّقاء
يا لها من كذبةٍ ذكيّة
هل أَتى وقتُ الفِراق
أَم أنَّ أَحلى ما في القضيَّة
رُقعَةُ النِّفاق
لا عليك
لم ينتهِ بعدُ السِّباق
بين ريشةٍ
و جناحٍ
يَترصَّدانِ السَّراب
بين لَمَّةٍ
و شِقَاق
حسن حامي: 16 أكتوبر 2023