مُنحدَر التاريخ الأسود
ورقة للتاريخ
،أنصِت أيها التاريخُ الأصَم !استيقِظ أيها الضمير! أمازلتَ هاجِعًا مُتَلَحِّفًا بالجُبن؟ ،ها هم أبطالُنا يصنعونَ تاريخًا جديدًا يُطلِقونَ شمسَ الصباحِ من بَيادِقِهم الحُبلى بالأمل. دقَّت أخيرًا أجراسُ الثورة، و انتعَشَت قَضيَّتُنا الكُبرى من جديد. فلسطين… الابنةُ البِكرِ للعُروبة، وردةُ الشرق الحمراء. ها هم أبنائها يثورونَ على العالمِ أجمع، و في عُيونِهم تَراكمَت شَراراتُ العِتاب. ها هم يَغتَصِبونَ النصرَ من رَحمِ التاريخِ التَعَسُّفي، يجلِسونَ على عتَبةِ الشهادة، و يَرسمونَ بدِمائهِمِ الطازجةِ حُدودًا لدولةٍ لا تُقهَر. إنهم اليوم يضَعونَ للشجاعةِ و البَسالةِ مَعاييرَ جديدة، يكتبونَ كلماتٍ ابتَلَعَها الشرقُ لزمنٍ طويل، و يضَعونَ للتَضحيةِ عُنوانًا آخر، عنوانًا أكثرَ صِدقًا، و أقربَ إلى وهَجِ الحقيقة احتَرِقي أيتها الخَرائط، افرَح و تَهَلَّل يا تشرين، فقد وضَعنا على صَدرِكَ وسامَ الثورةِ الأبَدية، و كتَبنا على جَبينِكَ عنوانَ الصَحوة. استَيقِظ يا درويش، استَيقٍظ يا مُريد البرغوثي، استَيقِظ يا كنفاني. ها هم لُيوثُنا يسيرونَ بين الأسرى بهاماتِهم المَرفوعة، و يَنثُرونَ فوق رؤوسِهم الزعتَر اصبِري يا عَروسَنا، انتَظِري أيتها الحُرّية، ها نحن نَدنو من الحلمِ المُستحيل