قصيدة للشاعر المغربي حسن حامي
انتَحِ
انتَحِ
و اتركني أَمرُّ
كم احترمتُ
إشارةَ المُرور
و لم تزِدْ إلا غلوًا
في التَّملُّقِ والغُرور
لم تستسِغ نُبلَ
بادِرَتِي
فاقدُ البَصيرَةِ
أنتَ أحولُ المَصير
انتَحِ
و اتركني أمرُّ
كم استمعتُ إليك
و انتهيتُ لا أميِّزُ
بينَ غَريرٍ مِنكَ
و غَرير
!ما عاد الله احتقرُك
و إنما أدركتُ
أن العرقَ
لا يُفرزُ العَبير
و أنَّ مقصوصَ الجناحِ
لا يطير
انتَحِ
و اتركني أمرُّ
كم راهنتُ على فِراسَتِك
و عندَ أولِ اختِبار
وزَّعتَها
بين بائعِ وهمٍ
و جبانٍ أَجير
انتحِ
و اتركني أمرُّ
من يمسكُ العصا بظفرِهِ
لا يحُكُّها
بَينَهُ و بَينَها
غُصنٌ كَسير
انتَحِ
و اتركني أمرُّ
قد لا استأذنكَ مستقبلَا
الذليلُ ذليلٌ
مهما تدلَّلَا
والمُدجَّجُ بالخُبثِ
أبدًا لن يِعقِلَا
ينعتُ غيرهُ
بالنَّذالَةِ
و ليسَ في الكونِ مثلَهُ
أنذَلَا
حسن حامي: 15 اكتوبر 2023