سفر إبداعي.. وجنوح نحو قصيدة النثر
مقال رأي: الشاعرة والإعلامية مليكة بنضهر
قد نحلق أكثر في قصيدة النثر متـأثرين بما جادت به أشعار جبران خليل جبران وطه حسين والعقاد، أو حتى بما أتحفنا به محمود درويش وغسان الكنفاني ومحمد الفيتوري ومعين بسيسو ونزار قباني وأحمد مطر وأمل دنقل رصيد هائل من القصائد قد نلتهمها التهاما، فهل من الممكن الإجابة على سؤال الإبداع في القصيدة النثرية؟
قصيد النثر هو مخاض وترجمة ربما تبدو للوهلة الأولى انها مكسورة شيئا ما ولكنها متجلية ومشحونة بحرص المبدع على تأمين الإحساس الصادق في التعبير بلغة سلسة وفي ظل مساوقة للبيئة المعاشة
إن ما يثير في قصيدة النثر ككتابة تحررية كما يقال من ضغط القوالب المعهودة ربما تجعل الناقد يدخل في عملية مرهقة لأن الأمر يتطلب الولوج لعوالم خفية ومفعمة بحمولات تاريخية اجتماعيه سيكولوجية وسوسيولوجية وأدبية متنوعة وبالتالي تجعل من الدواعي أن تجسد رؤية متطورة وحديثة تمنح النص تجليا وتحليا أكبر فأكبر
والنقاش الدائر حول قصيدة النثر وأحقيتها في التواجد تطرح خصوصية أن ما يقال أنه يعاب عليها أنها خالية من الإيقاع والوزن كما القصيدة الكلاسيكية وأي تجربة تتطلب ملمحا إبداعيا وجماليا حتى تعانق التواجد الفعال والمجسد على مستوى الساحة الإبداعية عموما
إن قصيدة النثر عبر جل مدافعيها هي تماوج في رؤياها بين الواقع ولمسة الجرأة، هذا ما يطرح علينا سؤالا مهما وهو سؤال الإبداع فيها، وببساطة هل في عناقها لذلك الدفق الجمالي في نقل شعور المبدع هو مقرون بالإبداع وهل مستويات التركيب الفني في المنجز النثري يشجع على سلاسة التذوق بالنسبة للمتلقي
إن مع توافر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والمختلفة ذات التأثير الكبير قد يجعل الانفتاح أقوى وأعمق من حيث ممارسة كتابة النصوص النثرية كمتنفس مقاوم للكلاسيكيات المتعهد به في كتابة الشعر حيث أن المعالم تبدو واضحةً وتنبني على كثرة الحس المتأرجح ما بين الخيال والرمزية كأسلوب للتعبير وبالتالي فهناك تمرد عن المألوف وحرص على خلخلة المتلقي وإدهاشه
وهي شكل أدبي من محصلات الحداثة والتي تسعى إلى خلق صور جديدة من التجديد والتغيير الذي لابد منه، ويظهر ذلك من خلال القوالب الشعرية والقيمية المعبر عنها وكثرة الوجد القائم مابين الشاعر وقصائد النثر، إنها لون معاصر يقف في مواجهة التقليدي الذي لا يمكنه أن يتجاوز كل الثوابت المعهودة والأنماط التي اعتاد القارئ الاستماع إليها والنزوح إليها
ذة . مليكة بنضهر
