قصيدة الشاعر حسن حامي
سمفونية
مع كلِّ نقرةٍ على البيانُو
تنزلُ قطرةُ ماء
تسحبُ غيمات ندَى
عالقة في أهدابِ حوريةٍ
كادَ الوجدُ يسلبُها
عُيونَهَا
ينطقُ
مِفتاحٌ كَسير
تَتحرَّرُ أصابعُ اليد
و يطلُّ صوتُها
مُحتَشمًا ثم جَريئا
يُكسِّرُ
جبروتَ المقامات
يَتحايَلُ
على عِتَابِ الجزرِ و المد
ويَنسِفُ
فضولَ مُستمعٍ
أرهقهُ الصمتُ
ونشازُ وشوَشَةٍ
أُقيمَ عليها حد
لَحظَاتٌ …لحظَة
تقهرُ الزمَن
ها أنذا أَحضنُهَا
سمفونيةَ الأمَل
سافرتُ
قبلَ عزفِ
آخرِ نوتة
ما زلتُ أجوبُ الكون
يترَصَّدُنِي
طَيفُها
كي أستوعِبَ المقام
و الشَّكلَ و اللَّون
لعلَّني أَختصرُ
المَسافَةَ
بينَ الجُلوسِ
و القِيام
لعلَّني أدركُ
أن نقرة على البيانو
كفيلةٌ بخنقِ بندقيَّة
و عَقدِ فصلِ مُصالحة
معَ روحٍ
كادت أَن تَرهنَ سرَّهَا
للعدميَّة
حسن حامي: 6 غشت 2023