المعرض الدولي للورد العطري
تثمين الورد مرتبط بتثمين الإنسان والمجال
*بوادر التراجع وأمارات الابتذال ظهرت “مفروشة” في النسخة 58 من المعرض الدولي للورد العطري*
في كلمة لوزير الفلاحة بالمعرض الدولي للورد العطري في نسخته 58 تبين للجميع أنه غير راضٍ على هذا التنظيم الهش حيث قال: ” المعرض تنقصه المهنية أكثر.. هذا معرض منظم برعاية ملكية ويجب أن يكون في المستوى، بحيث هو آلية للتنمية الذي يعطي للمنطقة إشعاع ” مع المطالبة بوضع تقييم، لأن السنوات الماضية لم يوضع أي تقييم يذكر، وكما لاحظ الجميع أن، ” بوادر التراجع وأمارات الابتذال ظهرت “مفروشة” في النسخة الأخيرة ما قبل وباء فيروس كورونا، ولربما القادمة التي بدأت اليوم من مهرجان الورود بقلعة مكونة على أرصفة بلا عطر.. واقع المهرجان يطرح أسئلة محيرة هل الورد العطري الدادسي، دادس بالمفهوم الجغرافي- بحمولته الفنية والجمالية والثقافية يتماشى مع الرداءة والبيروقراطية؟ لم تعد هذه المناسبة السنوية تمثل الورد، أضحى الورد يتيما بلا أب ينافح عنه ، أضحى مهانا ، نحتاج إلى ملتقى حقيقي بدادس يرافع لأجل تثبيت حقوق الورد العطري لأجل الساكنة ، لأجل أمي التي تستيقظ كل صباح يلفحها البرد و يوخزها الشوك تجني تمار الورد كي يغتني بأمواله لصوص التنمية المؤجلة ، وتتطيب به نساء باريس في حدائق الشانزليزيه ، من يدافع عن ورد أمي ؟ من يثمن عرق أمي؟ ”
مجتمع يثقل كاهل جيوبهم ، تنهال عليهم لكمات السوق وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ، وفي المقابل تتم سرقة منتوجاتهم المجالية بأثمان بخسة في سوء تقدير لعرقهم ، وجهدهم المضني لسقي شتائل الورد وتتبعها بالتقليم والتشذيب حتى تنضج و تثمر ، ويأتي في الأخير من يأخذ ثمارا أينعت ويقطف أرباحها ليترك صغار المزارعين يذبلون ويتساقطون صرعى في مهرجان لا يحترمهم ، لا يثمنهم ، لا يعترف بهم ٠
إنشاء تعاونيات ومنابر إعلامية كثيرة هو جزء من بديل يراهن على خلق جسم مدني يقوى على المرافعة من أجل إنقاذ النشاط الوردي من براثن الانتهازية ، التعاونيات القليلة الآن التي تتحدث باسم الورد تتحرك داخل بنية التحكم السياسي المحلي ، وهي بحكم تشكيلة مكاتبها ، ونوعية مسيريها وظروف نشأتها والتباس و انغلاق أنشطتها ، ليست آليات جمعوية حقيقية للدفاع عن حقوق الورد العطري ، بل أصبحت أدوات طيعة في يد أصحاب الريع المنتفعين بالورد العطري بدل جعله في خدمة الساكنة ٠
تثمين الورد مرتبط بتثمين الإنسان والمجال ، فلا يمكن لشمس الورد أن تنير ولا لعطره أن يفوح إلا داخل مجال مثمن بالبنى التحية وبأنشطة ورودية مذرة للدخل والحياة الطيبة ، مزيدا من الضيعات وسط صحراء قاحلة ينذر بمزيد من استنزاف للفرشة المائية ومزيدا من التصحر والجفاف البيئي –
*عبدالله سدراتي – قلعة مگونة*