قطب جيو- سياسي في شمال افريقيا يكاد يفقع العين.. أو مع ذلك فإن نشوؤه او حتى مجرد التفكير فيه احتمالا اوظنا، لا محالة يقلب الاوضاع على مساحة تناهز سبع ملايين كلم٢ ويعيش فوق اديمها ما يفوق المئة مليون من النسمات…ما يعني ان كيانا ذكيا وجسورا وبهذا الحجم من شأنه أن يخلخل الكثير من التوابث والمسلمات ويضمن لها توازن قوى مؤثر وعامل استقرار لا يزعزع. ومن المؤكد أن يثير حفيظة عواصم مؤثرة غرب وشرقا، بعيدة جدا عن حدود دول المغرب الكبير… والحال ان الإطار المرجعي لهذا الكيان محنط في اضابير وزارات التعاون في الدول الخمس منذ ما ينيف عن عقود ثلاث
منظومة ملائمة. نسبيا
المدافعون عن مبدأ الاتحاد ونبله لا ينظرون الى نصف الكأس الفارغة، لذا فان التطمينات المتفائلة التي تقدم لتأكيد سلامة جسد الاتحاد لا تدعمها المؤشرات التي أخرت او اعاقت الياته.. اما من ينظرون بريبة وشك الى مآلاته فيجدون ما يكفي لتأكيد وجهة النظر تلك
بدء بالاسم.. ما ان انفض سامر الزعماء بمراكش في ابريل 1989 /اليوم.. كل المؤسسين في جوار ربهم ورحمته / ما ان غادروا حتى ارتفع أكثر من صوت متسائلا، عما إذا صح اعتبار الاتحاد عربيا…؟ وطبعا لا يمكن ان يفلت المستعمر السابق هذه الذريعة القابلة للاستثمار المربح. أعلنت “حركة الماك” عن حضورها في اعقاب الربيع الأمازيغي، وبعد عقدين أعلنت عن تشكيل حكومة مؤقتة بباريس سنة2020.. سرعان ما تشابكت المبادرة وغيرها مع ’’ مبدأ الاجماع ’’ الألية التي نصت عليها معاهدة الاتحاد ودشن الخلاف حول اقاليم الصحراء في اعقاب المسيرة الخضراء. ولا زال يراوح المكان ليجر خلفه كامل معضلة الحدود الموروثة عن الاستعمار… وتواترت العقد والتعقيدات الى يوم الناس هذا
انتهت الخلافات بما قطع شعرة معاوية وخط الرجعة وان الوضع برمته غير قابل للحل
فهل هو كذلك؟؟
قد يبدو عويصا إذا نظرنا للأوضاع منقطعة عن سياقاتها الاقليمية والدولية الصاخبة. اما لو عمدنا الى العكس، فان بصيصا من الضوء سيبدو لامعا في نهاية النفق.. وقرأنا الاوضاع من خلال ما يحدث في غرب أسيا، وكيف تحولت التوترات المركبة الى رقعة مفتوحة على حلول لم تكن متوقعة، ومعها كل المأزق مخارج آمنة… لم تدر بخلد كبار خبراء المراكز الدولية للتفكير الاستراتيجي وتحليل السياسات وتركيب سيناريوهات المستقبل المنظور والبعيد.. اي ما لم يكن في الحسبان
كن جسورا وقاتل
تتغير الخرائط باضطراد، ترفع واحدة وتوضع اخرى في سباق مع زمن متسارع يقطع الانفاس. من تم فان اي تلكؤ ان نكوص سيكون وبالا على المنطقة وشعوبها كما ان ما يحدث في مناطق ساخنة في مركز الكوكب ومحيطه يلقي بشواظه في كل الاتجاهات ويمس بكل المجالات السياسة والاقتصادية. مثقلا بمخاطر جمة ومثلها من الفرص الثمينة القابلة للاقتناص. لكل حظوظه والمخاطرة نصف النجاة
شرقا. نحو الخليج
كما وجدت اقاليم غرب اسيا فرصتها للإفلات النسبي من تغول نفوذ الامبراطورية الامريكية ومقاومة التأثير الهدام الذي اناخ على الشرق الاوسط لعقود فان ذات السياق ينسحب على غرب افريقيا التي لم تكن بمعزل عن يد وكلاء واشنطن الذين هيمنوا علي مقدرات القارة والاستحواذ عليها دون شعور بالذنب , واغرقوها شرقا وغربا في حروب ونزاعات ومؤامرات وانقلابات… مدعمة عسكريا وسياسيا من وكلاء الاستعمار الاوروبي وبدعم سياسي وامني من واشنطن… فاذا افلح الاشقاء في الخليج وحواليه في اختراق نفوذ الغرب وفي هذا السياق المتغير بصورة تراجيدية فان على رجال الدولة هنا في غرب افريقيا ان يتمسكوا بحقهم في الاستقلال عن النفوذ الامبراطوري الزائل لا محالة ويقدموا لشعوب المنطقة ’’ دفعة الجدية ’’ حتى يكسبوا الثقة اللازمة بان خلفهم اجيال شابة بالملايين لا يهابون اي شيء , اكتسبوا من الجسارة ما مكنهم من ركوب الاهوال حتى دون ضمانات موثوقة . كما أن أجيالا متعاقبة لم تستكن او تفقد عناصر المقاومة، حتى في أحلك الظروف، سواء جراء تخاذل الانظمة المترددة واستتباعها الاستعمار الجديد عقودا…او نتيجة للهجوم المادي السافر على المغرب الكبير وشعوبه، ان بأدوات حلف الناتو او بمرتزقة الارهاب وتواطؤ المجتمع الدولي المنافق الكذاب
يستحن إذن أن يؤمن زعماء وقادة المنطقة المغاربية بإرادة الشعوب والسير امامها دون تلكؤ او سوء ظن، والا فان التحول الحتمي آت ليجرف امامه كل الخطط والبرامج والسياسات التي تنتمي للامس القريب وتشوهاته.. آت في التوقيت المناسب وليس المتوقع. التحولات الحاسمة الكبيرة لا تستشير احدا، فقط تندلع إذا أزفت الازفة
البكري احمد
Related
Zahra
زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية
المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام
Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian
Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French)
هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة
كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر
رابط الموقع: Alwanne.com