السعودية و إيران: إنهاء سنوات القطيعة

السعودية و إيران: إنهاء سنوات القطيعة
الاتفاق السعودي الإيراني بوساطة الصين -الصورة للجزيرة نت
أحمد البكري

                 كونفوشيوس يرعى المصالحة بين إيران والسعودية                                                                      

زلزلة في غرب آسيا تضع نهاية للابتزاز الصهيو-امريكي وتضع المنطقة داخل منطق مختلف تماما، قوامه التصالح ما بين السعودية وإيران، أي بين السنة والشيعة. وبذلك تحط نقطة النهاية على نزاع مذهبي يظهر ويختفي منذ “معركة الجمل الشهيرة “! ونقطة بداية لاحتواء نسبي ” لعقيدة الصدمة ” وغسيل المخ الذي مورس بنجاح في الخليج وأطرافه لعقود

لا ذريعة اليوم 

لطالما استعملت القوى الاستعمارية الغربية الخلافات المذهبية والعرقية … التي تحركها المخابرات وأدواتها الإعلامية الشرسة وتنفخ جمرها كي تتحول إلى كوارث هائلة واحتواء مزدوج ومكسب شرير يوفر على الغرب الجهد والمال والكلف السياسية الثقيلة ويجنبه في جولات ناجحة ويلات التدخل المباشر المسلح مادام الاخوة الاعداء يبيدون بعضهم بعضا فيما تنتهز العواصم الغربية الفرصة لتحقيق اهداف الهيمنة على المنطقة سياسيا واقتصاديا وامنيا

هستيريا في اسرائيل

ثمن الساسة في تل ابيب الاتفاق بين إيران والسعودية بأنه ” ضربة للصراع الاسرائيلي ضد النووي الإيراني لا يمكن الحد من آثارها.” في اعتراف صريح بفشل المحاولات الدؤوبة خلال عقد كامل من اختلاق الاكاذيب المتعلقة بالتهديد النووي الايراني وتجييش واشنطن وعواصم الغرب وراء خطر مختلق، استخدم دون هوادة لخنق ايران وابتزاز دول الخليج وخلق مناخ مسموم من الترقب وسوء الظن في المنطقة تمدد بآثاره من المحيط الى الخليج

الوفاق في إبانه

حققت إيران درجة من الاقتدار باتت معها رقما صعبا في معادلات الإقليم الجوار. إذ استوعب الحصار الضاري وكسرت مناورات خصومها وهم كثر وشرسون ، وأفلحت في تطوير أدواتها الدبلوماسية وقدرتها الاستثنائية على التفاوض بأناة ونفس طويل، ولاعبت خصومها بحنكة ودراية في اروقة الامم المتحدة وهيئاتها المختصة

ناهيك عن تحقيق اكتفائها الذاتي في أكثر من مجال. بدورها تمكنت السعودية مع القيادة الجديدة الشابة من اكتشاف مكامن قوتها وباتت صيغة ” النفط مقابل الأمن ” أضيق من أن تتسع للتطور الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات سيما
مع الاعلان عن ” رؤية 2030 ” الطموحة التي ترمي من ورائها إلى ” قيادة تحول وطني وصولا الى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. ” ما يتطلب القيام بجهد استثنائي يمهد للمستقبل على مستوى الاستثمار الحكيم لمقدرات البلاد ومكانتها الروحية وموقعها الحيوي في غرب آسيا وإمكانياتها المادية والبشرية وبنياتها التحتية المتطورة…

العراب الحكيم

قادت الصين مفاوضات هادية ومتوارية على الطريقة الطاوية , انتهت إلى ما انتهت إليه لتؤكد أن الصين ليست فقط بضائع وخدمات وتسويق ، أو إعادة شق طريق الحرير , بل ان بإمكانها ومكانتها اليوم أن تحقق اختراقا سياسيا ودبلوماسيا واستراتيجيا من العيار الثقيل , وتأكيد الدور الذي ستلعبه على الساحة الدولية خلال عقد التحول القادم كعامل رئيس في عالم متعدد الأقطاب. لاغرابة إذن أن تعبر واشنطن عن الخيبة والتشكيك في صلابة الاتفاق بين الجارين . لأنه يخدم الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب في ذات الآن يضعف الهيمنة الأمريكية بقدر ما يحسن من موقع الصين على الخريطة الدولية ويكسبها أوراقا قوية تلاعب بها في نقط توتر أخرى …وما أكثرها في العالم

أحمد البكري

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com