أقصوصة لعبد الحق السلموتي
خزانة الكتب
دخلتْ بيته أول مرة، لتستعير كتاباً تستعين به، أثناء بحثٍ كانت بصدد إنجازه. في المرة الثانية دخلته، لتعيد الكتاب وتشكر صاحبه. أما المرة الثالثة، التي تجاوزت بقدميها عتبة بابه إلى الداخل، فلم تعد تبرحه إلا لماماً، إذ أصبحت سيدته الأولى
عندما استقر بها المقام، جالت بعينيها في رفوف الخزانة، التي تخبرها جيدا، باحثة عن الكتاب ذاته، الذي كان سببا في التلاقي الأول الرسمي، بعد لقاءات عابرة، بفضاءات أخرى، خلقتها الصدفة في أغلب الأحيان. عثرت عليه دونما عناء في البحث، ثم دسته بين حوائجها الخاصة، التي لا يطلع عليها أحد، وشرعت تتخلص من بقية الكتب واحداً واحداً، إلى أن أفرغت الخزانة بما فيها، لتحل محلها “فيترينا” زجاجية كبيرة الحجم ورفيعة الطراز. ملأتها عن آخرها بكؤوس وفناجين شاي وقهوة، ثم أواني أخرى، كلها بديعة الشكل وزاهية اللون
عبد الحق السلموتي