قصيدة: إدريس الواغيش

خطيئة تلاحقني

للريح هناك في غزة طعم ورائحة
ولي جسد هنا بوجه طفل يقذف الحجارة
تأشيرة صمت أبعثها شظية إلى الطوفان
وخيال يحلق بي في السماوات العارية.
خطيئتي شاردة تلاحقني في المنام
أسراري تبددت بين الحاضر والماضي
وجسدي نحيل أتعبته دروب الحياة.
والآن، امنحيني أيتها السماء شكلا
ابعثيني على هيأة طائر خرافي
أهاجر بجناحيه لأواصل التسكع في الحياة،
قبل أن يتلوث ظلي بألوان جديدة
أرتحل غمامة ظامئة في مروج الروح،
قمرا شاحبا في ظلمات الشتات
أرش قصائدي بقبلات وبعض دمي
ومعاني أكثر طراوة من عمودي الفقري
دمي الفاقع تنين نائم يحلم بأزهار الربيع
يستيقظ من غفوته إن نفذت دموعي
تلاشى دمي سرابا في رمال الصحراء
أو خانني حلمي لحظة الإعياء
من يعقم جرحي الفلسطني اليوم في غزة؟
يمدني بنفس خافت لامتصاص العاصفة،
إن أنا مت غدرا في مساء كئيب
آه، كم كنت قويا يا بن أمي
أما وقد تواطؤ عليك الأغراب والأحباب
انكسرت صرخة العذراء في حنجرتي.