دونالد ترامب : الثراء بأي ثمن…
مائة قرار.. واستعراض القوة
اليوم الأول له في البيت الأبيض، تمادى في إعادة نفس سيناريوهات ولايته الأولى، إذ يعتبر هذا خطأ تكتيكيا فادحا سيجلب له المتاعب في النهاية، لأنه لا يتماشى و الحقبة الزمية الآنية.
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزمة من القرارات التنفيذية التي طالت عدة مجالات حيوية، منها الاقتصاد، النفط والهجرة. ومن أهمها:
– إلغاء مذكرات اعتقال كان قد أصدرها الرئيس السابق جو بايدن.
و على الصعيد الدولي، تضمنت التعليمات رفع العقوبات عن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
بالإضافة إلى جملة من القرارات الأخرى من ضمنها:
– انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ
– الانسحاب من منظمة الصحة العالمية
– إلغاء حق الجنسية بالولادة
– إلغاء حقوق الشواذ
– إلغاء قوانين تحمي العرقيات
– إنهاء الرقابة الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي
– استهداف الدول العميقة
– الحماية من غزو المهاجرين
– إعادة إدراج كوبا في قائمة الإرهاب
– وقف الدعم التنموي
– تغيير تسمية خليج المكسيك
– تخفيض قوة العمل الحكومي
– تجميد التوظيف الحكومي
هذه القرارات المجحفة ستترتب عنها ثغرات متشعبة في مجالات مخبغرضتلفة و على عدة جبهات، هذا ما سيؤدي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى مشاكل داخلية عميقة، قد يترتب عنها استقلال عدة ولايات أمريكية، بغرض التخلص من الحماقات التي يدبرها رجال الأعمال في هذه الفترة الصعبة التي تعاني فيها شعوب العالم من أزمات غير مسبوقة.
كما تعيش أمريكا بدورها فراغا سياسيا صادما، هذا لا يعني أنها في حاجة إلى حكومة، بل هي بحاجة ماسة إلى من يوقف هذه المهزلة من المشاريع المخجلة التي يتبناها رجال الأعمال، والتي ستضر بالإنسانية و الإقتصاد العالمي.
إذ تعتبر المائة قرار نوع من استعراض العضلات، تجمع بين الجرأة في اتخاذ القرارات الأحادية واستفزاز دول الجوار بغلق الحدود و طرد المهاجرين و تهديد و تخويف الدول العربية بدفع الأموال أو الإطاحة بحكامهم.
حيث يطمح ترامب وأزلامه إلى تراكم المزيد من الثروات وذلك:
– بالضغط على المملكة السعودية من أجل التسريع بتفعيل إتفاقية التطبيع مع إسرائيل، و كذا ضخ الملايير في مجال الاستثمار بالولايات المتحدة الأمريكية، مع تركيع جميع دول الخليج من أجل نهب ثرواتهم.
– الاستحواذ على الحصة الكبرى من رأسمال التيكتوك.
كما قام بعدة اجراءات منها:
– عدم الإعتراف بظاهرة التحول الجنسي: كانت رسالة واضحة لأوروبا والدول العربية التي تشجع التحول الجنسي و المثلية، حيث تعتبرهما تطورا حضاريا في مجال حرية الجنس و الجسد.
كما سينتج عن قراراته تعميق الهوة بين الدول المغاربية بسبب طرد 1000 من المهاجرين كدفعة أولى، مما سيفتح الباب أمام الحكومات المتطرفة بالدول الأوربية لتحذو حذوها في التعامل مع المهاجرين.
كما يعمل الآن دونالد ترامب بالضغط على المملكة الأردنية ومصر من أجل استقبال الفلسطينيين من أهل غزة بعد التهجير القسري من وطنهم ، الغاية منه توسع الكيان الصهيوني في مجال الإستيطان والاستعمار المباشر.
إذ يعرف القانون الدولي التهجير القسري بأنه إخلاء غير قانوني لمجموعة من الأفراد والسكان من الأرض التي يقيمون عليها، وهو يندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
د.محمد جستي