رسائل “الحب والعشق”

رسائل “الحب والعشق”

رسالة من امرأة مجهولة”

     المختار عنقا الإدريسي

استهلال أولي:

     نعتزم في جريدة  “ألوان” الإلكترونية أن نفتتح نافذة جديدة نطل منها لقرائنا على ماله علاقة برسائل “الحب والعشق” ، وقد اخترنا في البدء أن نتوقف مع الاديب النمساوي ” ستيفان تسفايغ ” في إحدى رواياته الشهيرة ، رسالة من امرأة مجهولة”
التي تعد من ضمن أدب الرسائل ، كان قد توصل بها من امراة باعتبره حب حياتها الوحيد والأوحد ، معبرة فيها عن ألم الفقد والمعاناة .
    أولا  ستيفان تسفايغ 
             صورة الكاتب من ويكيبيديا

 هو من أبرز أدباء القرن العشرين ، ولد بعاصمة الامبراطورة النمساوية فيينا في 28 .11 . 1881التي كانت تعرف بالمدينة الذهبية بسبب ازدهارها الفني والثقافي ، وبها درس الفلسفة وحصل على الدكتوراه في 1904، كان قد تزوج مرتين ، الأولى من ” فريدا ريجز ” وهي مثقفة ومستقلة. غير أنه وبعد صعود هتلر إلى السلطة وقيام نظام النمسا الاتحادية، ذاك  النظام المعروف تاريخيا بإسم الفاشية النمساوية ، سيغادر”تسفايغ” إلى انجلترا ، ويعيش في لندن ، ومنها سينتقل الى مدينة  باث، بعد أن ورد اسمه في القائمة المعدة من طرف النازيين . وفي سنة 1940 سيعبر صحبة زوجته الثانية  – وهي سكرتيرته الصحفية النمساوية “لوتي ألتمان” التي كان قد تزوجها أواخر صيف 1939 – إلى الولايات المتحدة الأمريكية فيسكنا في نيويورك أولا ، وفي 22 غشت من نفس العالم سينتقل مرة أخرى إلى بيتروبوليس بالبرازيل، حيث شعر في تلك الفترة بالاكتئاب المتزايد بشأن الوضع في أوربا ومستقبل البشرية ، وقد كتب رسالته إلى صديقه الكاتب الفرنسي”جول رومان” نقتبس منها【… تكمن أزمتي الداخلية في أنني غير قادر على التعرف على نفسي في ” انا ” جواز السفر و ” نفس المنفى “】وسيعتريه اليأس من مستقبل أوربا وثقافتها ، فينتحر مع زوجته في 21 فبراير 1942 بمنزلهما بعد تناول جرعات كبيرة من الاقراص المنومة ، تاركا رسالة يشرح فيها أسباب انتحاره ، وهي خيبة الأمل واليأس من أوربا في ظل انهيار السلام العالمي وويلات الحرب الكونية الثانية ، ويشكر فيها حكومة البرازيل على حسن الضيافة ، علما أنه كتب في نفس اليوم 192 رسالة وداع بما في ذلك رسالة إلى زوجته الأولى ، ومما جاء فيها : [ … أعتقد أنه من الأفضل أن اختتم في الوقت المناسب وواقفا حياة كان فيها العمل الفكري يعني أنقى فرح ، والحرية الشخصية أعلى قيمة على وجه الأرض】. وفي 23 فبراير 1942 عثر على جثتي “تسفايغ ” وزوجته متشابكي الأيدي في منزلهما ببتروبوليس، ذاك المنزل الذي سيحول في اللاحق إلى متحف ثقافي يحمل اسم Casa Stefane Zweig .

ومن كتاب”حياة واعمال عملاق الأدب ” للاسباني لويس فيرنا ندر مورينو”، عن الاديب العالمي تسفايغ ، نجده يقول : لقد نفذ صبره من الحياة ، لكن نفذ صبره من الموت أيضا ولهذا انتهت حياته بهذا الشكل المرير في مدينة بتروبوليس البرازيلية ، حيث لجأ بعد أن تخلى بالفعل عن جغرافية أوربا. وعموما فإن “ستيفان تسفايغ” يعتبر من أهم كتاب القرن الماضي، وذلك لما تميزت به كتاباته من القدرة على الغوص في أعماق النفس البشرية وتسليط الضوء على مختلف المشاعر المعقدة بأسلوبه السلس، مما يجعل أعماله سهلة القراءة وممتعة ، رغم ماتركته الحرب العالمية الأولى والثانية من أثار عميقة على نفسيته تجلت في كتاباته عن العنف والخوف والوحدة واليأس ، فارتبط إسمه بالرواية النفسية العميقة بعد أن عاش حياة حافلة بالأحداث ، وتعددت أعماله الأدبية وتحول الكثير منها إلى أعمال سينمائية ، وحضيت بعضها بأكثر من إخراج سينمائي، ومن هذه الأعمال نذكر : [ رسالة من امراة مجهولة – أموك – الخوف – ارتباك المشاعر – لاعب الشطرنج – أربعة وعشرون ساعة في حياة امراة ….] وله أيضا سيرة ذاتية بعنوان : “عالم الأمس يصفى فيها الحياة” في آخر أعوام الامبراطورية النمساوية المجرية، كان قد أنجزها يوما واحدا قبل انتحاره ، وقد نشرت فيما بعد .
     ثانيا : رسالة من امرأة مجهولة 
      تعتبر هذه الرواية تحفة أدبية تناولت موضوع الحب بعمق وحساسية، وتتميز بأسلوبها وأحداثها المشوقة، ينقل الينا من خلالها الكاتب حياة عاشقة رهنت حياتها لمعشوقها وعاشت في دائرته المغلقة ، وينقل الينا التفاصيل النفسية لعشقها المدمر . فمنذ أن عاد تسفايغ إلى “فيينا ” اشترى إحدى الصحف في المحطة ، وعندما نظر إلى تاريخها [ …تذكر أن اليوم عيد ميلاده الحادي والأربعين…وكان في انتظاره كومة من الرسائل ، جال فيها طرفه بغير عناية وخص من بينها واحدة أو  اثنتين ] وبعد أن شرب شاي الصباح عاد للخطاب الذي شده لأنه كان يحتوي على عشرات الأوراق مكتوبة بخط نسائي وراح يقلب الظرف عدة مرات ، وقال في نفسه وهو يقرأ المخطوط بدءا من […إليك أنت الذي لم تعرفني قط ]  وحيره ذلك في أمره وتحركت فيه غريزة حب الاستطلاع ، وراح يقرأ […بالأمس مات ولدي ، وقد كنت لثلاث أيام وثلاث ليالي خلت أصارع الموت من أجل تلك الحياة الضئيلة الضعيفة وبقيت أربعين ساعة متتالية جالسة بجانب سريره … كنت أضع الكمامات الباردة على جبينه ليلا ونهارا وأمسك يديه … ولكن قواي خارت في الليلة الثالثة وغمضت عيناي دون أن أدري ، ولا بد أني نمت ثلاث ساعات أو أربعة دون أن أدري … لست أطيق أن أنظر ولست أطيق أن أترك … إنني واثقة أن ولدي مات بالأمس ولم يعد لي إلا أنت ، أنت فقط أنت الذي لا تعرفني أنت الذي تستمتع بحياتك دون أن تبالي بشيء ، أنت فقط أنت الذي لم تعرفني قط والذي ماكففت عنه لحظة] . لقد فقدت المرأة العاشقة طفلها الوحيد وشعرت بدنو أجلها فارادت أن تعترف بكل شيء وتروي قصة حبها الحارق ، علما أن الرسالة لم تصل الى صاحبها الا والسيدة المعنية قد فارقت الحياة ، وظلت رسالتها بين يدي حبيب يجهل حتى من تكون ؟ خاصة وأنه زير النساء ، وبالتالي فلن يستطيع أن يحدد أو يتذكر من  منهن هي ؟
– [ … وها أنا أجلس وحيدة أكتب إليك… وإليك أنت وحدك ، أتحدث لأقص عليك كل شيء للمرة الأولى، أنت لا تعرف حياتي التي كانت كلها لك،  … ولكن لن تعلم سري حتى أكون قد مت، ولن يكون هناك من تجيبه … أما إذا قدر لي أن أبقى حية،  فسأمزق هذا الخطاب،   وأعود للصمت الذي حافظت عليه ، أما إذا وقع هذا الخطاب في يديك فلك أن تعرف أنه من امرأة ميتة تقص عليك قصة حياتها، حياة كانت لك منذ بدايتها إلى آخرها ، وليس لك أن تخشى كلماتي ، فلن تحتاج امرأة ميتة لا الحب،  لا العطف  …] .
ثم يستمر الكاتب في الحكي عن الكيفية التي دخل بها إلى عالم عاشقته ، قائلا على لسانها : 
… حينما دخلت في حياتي كنت في الثالثة عشر، وكنت في المنزل الذي تعيش فيه أنت اليوم… ولابد أنك نسيت أرملة وهي تنوح وبنتها النحيلة التي لم يكن قد اكتمل نموها بعد … لقد كان هذا منذ زمن بعيد، خمسة عشر أو ستة عشر سنة، من المستحيل أن تتذكر كل ذلك اليوم … وحين عدت ذات أصيل من المدرسة ، وجدت عربة لنقل الأثاث أمام المنزل … وأخيرا كانت الكتب… كتب قد وصلت من العدد ما لم أكن أتصوره… رحت أفكر فيك ذلك المساء مع أني لم أراك حتى تلك اللحظة …ولست أدري لماذا كنت أتخيلك … وفي تلك الليلة ذاتها رأيتك في أحلامي أول مرة … وأخيرا رأيتك ثالث يوم وكم كانت دهشتي عظيمة حين  وجدت أنك تختلف اختلافا بينا عن ذلك الأب العجوز الذي صوره لي خيال الطفولة] 
ثم ينتقل الكاتب إلى الحديث عن بعض من حياته الخاصة على لسان عاشقته التي كانت ترقب بعض الفتيات الصغيرات وهن يدخلن بيته مضطربات ، وهي تتتبعهن حبا منها له . وذات يوم وهي مع زميلة لها  [ …اقتربت منا سيارة وقفزت منها … فصرت في طريقك حتى كدنا نصطدم، وإذ ذاك نظرت الي وابتسمت لي برفق ، وقلت بلطف أشكرك شكرا عظيما ، كان هذا كل ماحدث ، ومن تلك اللحظة أصبحت لك … واستيقظت المرأة في الفتاة التي لم يكتمل نضجها بعد ، المرأة التي قدر لها أن تكون لك في المستقبل … لقد أحببتك منذ تلك اللحظة ، وأنا على يقين أنه لا توجد واحدة أحبتك إلى حد العبودية وأخلصت لك ، واختصتك وحدك كما فعلت أنا ولا زلت … 
لقد أصبحت لي حياتي كلها وليس في عالمي شيء إلا أنت … وقد أنفقت أيامي أرقبك كنت دائما بالقرب منك ، وعرفت كل شيء عنك وعاداتك المختلفة … أي الحماقات لم ارتكب ؟ لقد قبلت مقبض الباب الذي كنت تلمسه بيدك وحفظت عقب اللفافة الذي ألقيته وأحسست له بالقداسة لأنه كان بين شفتيك … وكنت آخذ حذري لكي لا تفضحني عيناي المحمرتان من الدمع فيكتشفان لأمي اليأس الذي تملك مشاعري،  وانا أعلم أن هذا الذي أكتبه ليس إلا سجلا لسلسلة من السخافات المضحكة والأوهام التي جالت برأس فتاة مصرفة في الخيال ]
ثم يستمر الكاتب في الحكي عن ظروف عيش تلك المرأة العاشقة واجبارية انتقالها مرغمة مع والدتها التي تزوجت وتم الرحيل
 إلى مدينة ” أنسبورك “، رغم انها لا ولن تستطيع العيش إلا قريبة منه ، ويقول أنها قررت العزم [ … على رؤيتك والتحدث إليك قبل أن ينقلوني معهم بعيدا ، وأستطيع أن أؤكد لك أن الأشواق الحسية واللهفات الجسدية لم تكن تحبس بنفسي إذ ذاك كنت جاهلة لا لشيء إلا لأني لم أفكر في شيء إلا فيك أنت ، كل رغبتي أن أراك مرة أخرى … لقد ظللت أنتظرك تلك الليلة المفزعة ، وما أن نامت أمي حتى زحفت إلى الردهة أنتظر عودتك … وأخيرا ولابد أنها كانت الساعة الثانية أو الثالثة صباحا سمعت باب المنزل يفتح وسمعت وقع أقدام على السلم واختفى احساس البرد مني  فاندفعت  موجة حارة في أعضائي جميعا وفتحت الباب بحذر وفي نيتي أن أجري إليك وأن ألقي بنفسي على قدميك لست أدري أي شيء كان يمكن أن أفعله في ساعة جنوني … سمعت ضحكة لطيفة وحفيف ثوب حريري وصوتك تتكلم همسا كانت معك امرأة ، لا أستطيع أن أقول لك كيف عشت بقية تلك الليلة.
وفي الثامنة من صباح الغذ أخدوني معهم إلى أنسبورك ] .
وترتفع وتيرة الظروف الدرامية للحكي عن موت وليد العشيقة الوحيد ، فيقول الكاتب [ …في الليلة الفائتة مات ولدي،  وسأعود وحيدة إذا قدر لي أن أعيش… كل ما أعرفه هو أني سأعود وحيدة مرة أخرى ، لا شيء أشد شقاء وقسوة من أن تعيش وحيدا بين الناس ، تعلمت ذلك خلال العامين اللذين قضيتهما من السادسة عشر إلى الثامنة عشر ، عامان لم يكن يبدو أنهما سينقضيان أبدا … لم أكن أرغب في أن أكون سعيدة أو راضية وأنت عني بعيد، فدفنت نفسي في دنيا ظلام العذاب والوحدة … وبقيت حياتي مركزة فيك … الآن وقد مضت ثلاثة عشر سنة ، كل كلمة من كلماتك كانت لي كتابا مقدسا… لماذا أقص تلك المأساة البائسة لطفلة محرومة . ولماذا أقصها عليك أنت الذي لم تشعر قط بحبي وأحزاني… وقد ظل حبي لك قويا عنيفا كما كان من قبل . ولكن طبيعة هذا الحب تغيرت حين أخذ جسمي ينمو وأخذت حواسي تتيقض ، فأصبح أكثر فورانا وأقرب صلة لأحاسيس الجسد ، أصبح حب امرأة ناضجة لا ريب فيه ،  أصبح  الآن شوقي الأوحد الذي لا أحس دونه . كنت أريد أن أمنحك نفسي ….كان كياني كله متجها إلى غاية واحدة  أن أرجع إلى فيينا ، أن أرجع اليك … لقد ظللت عامين كاملين أحلم بتلك اللحظة …وهاهي ذي جاءت بعد طول انتظار… كان كل ما أرغب فيه هو أن أراك مرة أخرى ] . وقد كتب تسفايغ عبر لسان الراوية محاولا تسليط الضوء على طبيعة المرأة  [ …أعرف أن من عادة النساء حتى وإن شعرن برغبة جامحة في الاستسلام أن يتمنعن ويتظاهرن بالهلع والاستنكار ويطلبن أن تقع تهدئتهن في بداية الأمر، بتوسلات ملحة وأكاذيب ووعود وإيمان . أعرف أن بنات الهوى المحترفات فقط، والمومسات يمكن أن يستجبن لهذه الدعوات ، ويوافقن تمام الموافقة بكل فرح أو كذلك من كن صغيرات، مراهقات، ساذجات جدا ] .
تحدث الكاتب عن المرأة المجهولة عندما التقت بمعشوقها، ووافقت على مرافقته إلى منزله وبدون أي تردد ، معبرة عن رغبتها الجامحة، فوهبته نفسها وهي عذراء ، وترك في أحشائها جنينا كان ثمرة حب حارق ، الشيء الذي سيخفف عنها ولو نسبيا وطاة ذاك الحب الحارق ، رغم أنها تعي جيدا أنه لا يريد أن يصبح أبا ، لأنه لا يستطيع أن يتفس الا وهو حر ، وسيشعر لو علم بهذا الحمل بأنه مرتبط بها ، ففضلت أن تتحمل لوحدها تبعات كل ذلك ، على ألا تكون عبئا عليه ، وهكذا ستضحي من أجل ثمرة حبها بكل شيء . فباعت نفسها معترفة بذلك في رسالتها بكل ما يستوجبه الموقف من جرأة واعتذار ، خاصة وأنها لمست فظاعة الفقر في المستشفى الذي ولدت فيه ،
وهنا سلط الكاتب الضوء على الفقر قائلا [ الفقير في هذا العالم هو الضحية دائما ، هو الذي نحط منه وندوسه بالارجل ]
لقد ادمت بطلة الرواية بيع نفسها حتى يكبر وليدها بالشكل الذي يليق به، ويليق بالحب الذي تكنه لوالده، ولم يعد يعني لها لا الشرف أو العار شيئا، خصوصا بعدما كان أول من تحسسها هو حبيبها الذي ملكته جسدها ونذرت كل حياتها لحبه الجارف، وكانت حريصة ومستعدة على أن تستجيب لندائه في أي وقت ، وهي تنتقل خلال مراحل حبها من طفلة صغيرة، إلى شابة حالمة بجمال الحياة ،فامراة فاتنة تثير الرجال.[ … أنت لا تعرف كم عانيت، كم أحببتك..  لكني لا أندم على شيء، فالحب الذي أعطيته لك كان أجمل شيء في حياتي] .
تمثال لشتيفان تسفايغ في مكان سكنه السابق في كابوتسينبيرغ في مدينة سالزبورغ في النمسا – ويكيبيديا

وخلاصة القول ، فإن جميع مقاطع الرواية تترك الأثر العميق في نفس القاريء وتجعله يشعر بالتعاطف مع شخصية المرأة وتدفع إلى التفكير في قضايا الحب والتضحية والمعاناة . 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية مديرة وإعلامية موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بمغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام. Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com للتواصل و المراسلات:jaridatealwane@alwanne.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *