مجموعة قصص قصيرة جدا: ذ.علال بنور
المُدَرِسة والحرية
نظرت المدرسة إلى ساعتها فقالت : انتهى زمن الدرس ، ولم ينته زمن الحصة ، فلنتحدث عن مفهوم الحرية بكل حرية وبدون خجل
فقالت تلميذة : الحرية هي التي تمارسها الحيوانات في الغابة
قال تلميذ : الحرية هي ان أفعل ما أريد
فقالت تلميذة : الحرية هي ان اخرج إلى الشارع عارية المفاتن
قال تلميذ : الحرية هي الهجرة الى الخارج
فقالت تلميذة : الحرية هي ان أطيل القبلات واللمسات مع صديقي على شط البحر
قالت أخرى : الحرية هي ان أزيل جميع الأقنعة ، رافضة قيم المجتمع المتخلف
دق الجرس وهم التلاميذ بالخروج ، وابتسامة جميلة تعلو محيا المٌدرسة ، تعبيرا عن الرضى . منذ ذاك اليوم اختفت المدرسة ، فسمعت المدينة بذلك
امرأة الحلم
سمحت له بالحديث معها … طار فرحا . مزق كل الأقنعة …. كان طفلا يتلعثم بين شفتيها …. سال لعابه ، نسي الوجود والكلام والاتجاهات الاربع ، حين انتهى في حضنها …. استيقظ يسأل عنها
امرأة للبيع
في ليلة مقمرة وطقس بارد .. حملت حقائبها ، ناسية ملابسها الداخلية …. وصلت صباحا إلى مدينة طنجة …. والنعاس يغالبها. دقت بابا للنوم ….رحبت بها صاحبة الدار مبتسمة ، قائلة “ضيافة النبي ثلاثة أيام ” في الليلة الأولى تعاقب عليها غرباء …. وفي الليلة الأخيرة كان الغريب طليقها
عشق الزمان الماضي
في صباح جميل ، كانت جالسة في شرفة شقتها … تنظر إلى المارة ، أغلبهم شباب. تذكرت أيام زمانها …. حبيبها يشد يدها …. جالسين على صخرة الشاطيء ، يده تتحسس أنوثتها . رن الهاتف قال لها زوجها : أنا في إنتظارك أمام المطعم الصيني
إمرأة مقنعة
دخلت توا شقتها … توجهت نحو الحمام. غسلت وجهها لتزيل المساحيق. رن الهاتف … قال لها : حبيبتي ، لنلتقي بمقهى كاميليا … لم يتعرف عليها
جسد امرأة
كان الرجل السادي يتلذذ بمتعة تعنيفها . في ليلة شتوية ، حملت حقائبها …. وصلت محطة القطار ” كازا بور ” ، جمعتها الصدفة بزميل زوجها …. أخذها إلى مقهى المحطة ، لمَّح لها إلى إعجابه بالموسيقى التركية . أخذها في غيبوبة الكلام الشاعري ، في طريق العودة إلى منزله . مارس عليها ساديته
هامش ختامي : هذه القصص القصيرة جدا مأخوذة من: المجموعة المنشورة تحت عنوان “الابداع الممنوع” . كان قد نشرها الاستاذ بنور علال وقدم لها الاستاذ لحسن أحمامة