فن التبوريدة المغربية
تربية الخيول في المغرب : الابتكار والتحدي
ذ. المختار عنقا الإدريسي
. لقد كانت التبوريدة أو الفروسية عنصرا من العناصر الأساسية في العديد من الحضارات المتعاقبة على المغرب ، مثل الحضارة الفينيقية والرومانية والإسلامية ، ومع مرور الزمن تطورت هذه الممارسة وتحولت من الارتباط – في بدايتها – بالمهارات الحربية إلى الفن الاستعراضي ، وارتبطت بالبعدين الروحي والديني ، حيث كانت تقام وتنظم في المناسبات الدينية والأعياد ، واعتبرت – كذلك – وسيلة للتعبير عن الولاء والانتماء . وباختصار فإن التبوريدة هي نتاج تطور تاريخي طويل ، يجمع مابين التراث الامازيغية والإسلامي والاندلسي ، مشكلة فنا فريدا يعبر عن هوية المغرب وتراثه الغني بالازياء التقليدية والخيول العربية الأصيلة . وتشير بعض المصادر إلى أن بداية التبوريدة بشكلها الحالي يعود الى القرن السابع عشر حيث تم استبدال القوس والنشاب بالبندقية ، وستصبح في القرن العشرين أكثر تنظيما وإحترافية ، وتم تنظيم مهرجانات كثيرة لها في كل أنحاء المملكة المغربية وفي ديسمبر سنة 2021 ادرجت منظمة اليونسكو ، خلال الدورة السادسة عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو ، تم اقرار التبوريدة المغربية ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي ، وهو الأمر الذي يعكس أهميتها واصالتها ، وذلك طبعا بعد أن قدم المغرب طلبا رسميا لليونسكو في عام 2019 لادراج التبوريدة على قائمتها للتراث الثقافي . ومهرجان التبوريدة ، هو أحد أهم علامات التراث الثقافي المغربي ، وهو كذلك احتفال بالفروسية التقليدية ، ومن خلالها تتم الإشادة بالروح القتالية التي ميزت المغاربة الأشاوش عبر التاريخ ، وهي الممارسة التي تجمع مابين الفن والرياضة والتراث وتتميز بحركاتها الانسيابية وإطلاق النار بشكل جماعي وموحد للفرسان ، الذين يتجملون بالزي المغربي التقليدي ، ويستعرضون مهاراتهم وهم يركضون على ظهور خيولهم العربية الاصيلة وقد ألقى كلمة افتتاح النسخة الخامسة عشرة لهذا المهرجان الممتد من 30 شتنبر ، إلى 6 أكتوبر 2024 والمنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة ، بمدينة الجديدة ، تحت شعار:【 تربية الخيول في المغرب : الابتكار والتحدي 】السيد رئيس الجامعة الملكية للفروسة ، الشريف مولاي عبد الله العلوي ، ومما جاء فيها نورد 【منذ نشأت الجامعة الملكية للفروسية ، في 24 أبريل 1958 وهي لا تزال طموحة وقوية وتضم 48 ناديا وأكثر مت 11000 فارسا ، وهو الأمر الذي يساهم في تطوير واشعاع هذه الرياضة بمختلف أصنافها . وقدأضحت الجامعة الملكية المغربية للفروسية ، جامعة عصرية وفعالة ومصدر فخر للذين يرافقونها من أجل تحقيق أهدافها النبيلة ، مما أهلها للحصول على جائزة التضامن الدولي سنة 2016 ، ومما لا شك فيه أن المكتسبات التي حققتها الجامعة الملكية المغربية للفروسية خلال الستين سنة الماضية ، سيدفعها لا محالة للتطلع إلى الافق والمستقبل بكل أمل والتزام ومثابرة قصد الحفاظ على مركزها في الريادة 】
;كانت النتائج النهائية لترتيب السربات كالتالي
الجائزة الأولى من نصيب سربة البحراوي شرف ، عن جهة مراكش أسفي ، جماعة مول البركًي بقيادة المقدم البحراوي شرف
الجائزة الثانية وعادت إلى سربة بنخدة عبد الغني من جهة بني ملال خنيفرة ، جماعة سيدي جابر بقيادة المقدم عبد الغني بنخدة
الجائزة الثالثة وفازت بها سربة محمد حميمصة من جهة مراكش أسفي جماعة الخوالفة بقيادة المقدم سرفاق حميد