الشاعرة سميرة فؤاد المهنديز/المغرب
رودانة
مدينة في رباها تزخر الصورُ
كأن منها يفوح الشعر والنظرُ
تزهو على زمن في الف معجزة
ففي يديها رؤى يهفو لها الكبر
مدينة كل مافيها مقدسة
افاقه اذ روت اسرارها العبر
في وجهها وجه تلك الشمس ناظرة
وفي يديها زمان مسه الزهر
حضارة الدهر فيها شكل أغنية
قد رتلتها شفاه حاطها القمر
صحراؤها صوت اوتار لها عزفت
ونبضها حاطه الاشعار والأطر
الفن فيها اساطير مكحلة
قد لونت في ربا الأستار والجُدر
تاريخها همزة مابين مفردة
يهفو لها الضوء او يشجي بها الوتر
تحيط فيها نوافير معطرة
فالماء يشدو ويشدو النبض والقدر
( تارو) جمال اسمها( دانت) لها امم
في دهشة السحر قد طافت بها الصور
هي جوهر وسط الجنوب تعلقت
في حسنها كل العيون وتسهر
البحر يحضنها والغيم يعشقها
والضوء راقصها والمبسم العطر
والساحل الغض يشدو في مرابعها
كأنه في هواها صار يستتر
تلك التضاريس فيها شكل اغنية
صارت بها كل الحناجر تحضر
واحاتها لوحة للحسن قد رسمت
حتى تبحّر في اسرارها الشجر
هذي المدينة اشعار وخارطة
من الجمال تماهى عندها النظرُ
كانت تشرع قانونا به التزمت
كل القلوب فلم يدنو بها خطر
عاشت على زهوها الأيام واحتفلت
في عينها كل عين شاقها البصر
سميرة فؤاد المهنديز
المملكة المغربية