قصيدة للشاعرة هناء الرملي
طُفولة في زمنِ الحُرُوب
هناء الرملي
————–
!سطْرٌ تِلو السَّطر
..اتفقتُ وصديقي عَمرو
هو يكتبُ سطرًا
..وأنا أكتبُ سطْر
وتعلو السُّطور
وتدور
“في حواراتِ “التشات
..على الشاشات
اتفقنا أن نكتب نحنُ الاثنان
عن حالِنا الآن
في نفسِ اللحظةِ والأوان
!لكن
ويا للأسف.. شتّان
ما بين مدينةِ الحرب
..ومدينةِ السلمِ والأمان
:قلت
..أنامُ وأنا في سريري أقْرأ
:قال
..أنامُ هذه الليلةِ في الملجأ
:قلت
نمتُ بعمقٍ كالعادة
..وإن وقعت مني الوسادة
:قال
قضيتُ الليل أتقلب
..فالنوم على الأرضِ دون فراشٍ مُتعِب
:قلت
صحوت على صوتِ تغريد الطيور
..وذهبت إلى المدرسةِ مُسرعًا دون فُطور
:قال
صحوتُ على صوتِ القصف
..وصُراخ الأطفالِ من شدةِ الخوف
:قلت
أقضي وقتي في كتابةِ القصَّة
اكتب في كل مكان
..كُلَّما أتيحت لي الفُرصة
:قال
لم أعُد أهتمّ بوقتي
..وفقدتُ قصصي تحت أنقاض بيتي
:قلت
أحلمُ أن أكون
كاتب قصصٍ وروايات
أكتبُ الشِّعر
..وأحكي الحكايات
:قال
أمَّا أنا فأحْلُم
أحلمُ
أن أكون
!!..أكون
وسادَ الصمت بيننا ساعات
توقَّف عمرو عن الكِتابة
..ولم أجِد أي تفسيرٍ لغيابه
حتى عاد بهذهِ الكلمات
يكتبها ببطءٍ شديدٍ
رأيتُ دموعه
..وإنْ كان عن عَيني بعيد
:قال
أحلم.. أحلم
حُلمي يا صديقي
في هذه الحياة
..أن أبْقَى
..على قَيْدِ الحياة
!!وعاد الصَّمْت وساد
سطرٌ تِلو السَّطر
كم حزنْتُ لحالِ عمرو
ياليتنا كُنا نكتب حواراتنا اليوميَّة
كما نكتب في دفاترنا المدرسيَّة
نكتبُ سطرًا
..ونترك سطر
لأمحو سطور صديقي الحزينة
..وأوقفُ الحرب في هذهِ المدينة
..وأُبقي سُطوري
..سطور السَّعادة
ليحيا آمنًا سعيدًا
في بلاده
……..
“قصة “طفولة في زمن الحروب” من نصوص كتاب : “حكايات وأغنيات الإنترنت” هناء الرملي