قصيدة للشاعرة القطرية: سميرة عبيد
قصيدة للشاعرة القطرية: سميرة عبيد
«سلّم على بيتنا يا غريب
فناجين قهوتنا لا تزال على حالها
هل تشمّ أصابعنا فوقها؟»
محمود درويش
جنون الأخضر
رائحة الموج
عبق الصباح
صمت الوجود
أي لون تعشقه أيها المتموج فيَّ؟
أي عطر يرويك؟
انتظرني
أنا سؤال يظمأ في وجه الماء
من شرنقة صحراء البحر
يخرج
انتظرني
” في صباح القهوة “السادة
تبتسم لي
تمحو صوتي بصوتك
جناح واحد
لابتسامة الريح
يدعوني إلى سهرة برج الحرية
كي أفقد حواس
جذوري
هل شَحَّ الماء أم توقفت عقارب الساعة؟
انتظرني
لبقية العمر
أنا عبق جنون
:يحاكي سطوة طفلة تصرخ
لست حلما مؤجلا
أو حطبا لروح متفحمة
أنا ذاكرة تشتعل بالمجاز
ترجلت طريق المستحيل
عجلات الاستعارة
جنون بنفسجة
يفتك بها البحر
:دقيقة وأدخل باب البحر
وجوه قزحية تحدق في طقطقة حذاء أسود يرتبك لجلبة العين بين طاولات الأمس.. نظارات تستنشق عبق عدسات عطري من بعيد، عيناي تمسح دخان كأس العشق. هل يفكر الهوى كيف يرسم أناي؟
أنا شلال بوح يطوق فنجان الحلم
استدارة وجه تتأمل في تؤدة تمثال الحرية
بعين واحدة أجلس على كرسي معدني
دفعة واحدة
دون أن ألقي تحية الصباح
كم أنت رائع أيها الكرسي المعدني
دقت أجراس الكون
في شفتيّ
هذا الجنون المارق
يهدهد أجنحة الغياب
الصمتُ سرير الكلام
قلتُ: أحيانا أبلغ من الكلام
شريدة تزهر غيمة فراشة
نصف العبارة
والكأس فارغ هذا المساء
الكلماتُ
الأنفاس
الدقائق
مطر السياب
شمس الفيتوري
طائر الفينيق
..تطل من مراياك يا بورخيس
زجاج القصيدة يتبخر من لظى حرفك
وأنت في قمة الرؤيا
أحرس أزهارك يا بودلير في الحلم
لا أعرف متى تداهمني فصول القبح
كي تزهر الحياة؟
لا أعرف كيف أقلم أظافر قلبي وأنا في مرآتك
عطر النافذة للبحر
للغرق
للتيه
للولع
للقبلة الأخيرة
تحت الأنقاض