خواطر امراة
النقش في الذاكرة
:خواطر امراة اولا
أعمدة من ضياء هناك دائما لحظات هي أعمدة من ضياء ، غير اننا نبقى في عحز تام عن رؤيتها ، أشياء كثيرة من حياتنا تحذف اوتضاف ، ومابين الحذف والاضافة تبقى العديد من الأشياء الجميلة مستوطنة وراسخة في ذاكرتنا ، منقوشة بمداد المحبة في ذاكرتنا ، غير أنا نبقى عاجزين في الكثير من الاحيان على الالتفات إليها ، ومع ذلك فان تأملات عابرة تبقى كفيلة بايقاض ذكريات عمر كامل ، وتعيدنا لمحطات ومواقف أسرية وعائلية ورفاقية ، تمتد من الاخوة والاخوات ، الى الأم والأب والزوج أو الزوجة والأبناء والبنات ، ثم الى باقي الأفراد من الرفقة والأحباب ، في وقت كنا قد عاهدنا أنفسنا – ولأمر ما – يوما أن ننساها وإلى الابد . ومع توالي الأيام والسنون ، تستمر مسيرةالبحث في زوايا العمر عن لحظات لاتنسى ، لحظات يُصْمَتٌ فيها كل عتاب مرير ، ويخمد كل صراع معشش في دواخلنا ، وينتهي كل جدال عقيم حولها ، فنعمد الى البحث عن كل ماهو تاوي بذاكراتنا ، بعد أن ترك صورا ومشاهد تأبى أن تُغَيَّبَ أو تغيب لأن كرم ذاكراتنا لايبخل على أن يستحضر مترجما تلك الصور التاوية في اذهاننا والموشومة في ذواتنا . وقد يحدث ان ندخل في دوامة الإنتظار ، املين حدوث مايمكن أن يحدث أوتجود به الظروف ، وفي إنتظار دائم لما يمكن أن يغير حياتنا ، ويساهم في اسعادنا ولو للحظات عابرة ، تخفف عنا ويجعلنا منتظرين – على احر من الجمر – شعاع الفجر النقي ، الذي يلوح بريقه من بعيد وراء غيمات الخيبة ، فندرك متأخرين أننا عشنا الإنتظار أكثر مما عشنا الحياة نفسها ، ومازلنا قابعين في دوامة الإنتظار وفي محطات اللاعودة ، وتنفلتت منا اللحظات ونحن في حضرة إنتظار دائم وقريب ، انه فرج الرب الكريم المستعان على الدوام
ثريا الطاهري الورطاسي