قصيدة جديدة للشاعر المغربي نور الدين ضِرَار
نَزوةٌ في حَضرَةِ الملائكة
هكذا كانَ لنا معاً
في حَضرَةِ الملائكة
،أن نلتقي في أوّلِ خطيئة
عَشيقاً مُشتَهَى
،يَتلبّسُ بِشَهوةِ عشيقة
كما في سدرَةِ المنتَهَى
أو أوّلِ مَشهَدٍ مُقتَطفٍ
..من إيروتيكا الخليقة
،ها هِيَ ذي تُفّاحتُنا الآثِمة
لا تزال ناضِجَة
..بأيدينا الرجيمة
وهي ذي صَبوَتُنا المستهامة
،حَدَّ الألم
لا تزالُ فاكهَتَنا المشتهاةَ
..من بَدءِ الكونِ لنهاياتِ العَدَم
أتذكرينَ ذكرياتِنا القديمة؟
كنا حينها في حَضرَةِ اللهِ معاً
قَبَسَينِ من نور
..في مَلَكوتِ السماء
بَعدَ أن علّمَنيَ الأسماء
عَنَّ لي في أوّلِ لَغوي
،أن سَمّيتُكِ حوّاء
وعلى أديم الغبراء
في أول أناشيدِ الفناء
..كان لكِ أن سمّيتِني آدم
لَعَلّنا ما انتبهنا
في غربةِ الأرضِ
إلا أن صِرنا من سلالة الترابِ
،ظلالاً مُغبَرّة
وانغمرنا بعدها
..في أزل المنافي حتى الأبد
هكذا كان لنا معاً
في سِيرةِ العَدَم
هذا السّقوطٌ الآثم
مِن أعالي جِنانِ عَدَن
لأقاصي مُستَنقَعِ الأرضِ
..أسفَلَ العالَم
الشاعر نور الدين ضِرَار-المغرب