السينما المغربية ضيف شرف المهرجان الخامس للفلم العربي
المهرجان هو اللحظة الفنية للتعارف و تبادل الخبرات ومناقشة مشاكل العالم العربي
حتى الثلاثين من شهر يونيو الجاري يتواصل بمدينة تورونتو الكندية مهرجان عرض الفيلم العربي في دورته الخامسة ، وقد عرفت هذه الدورة مشاركة واسعة من دول عربية كفلسطين ومصر ولبنان والمغرب والسودان وليبيا ، إلى جانب مشاركات من كندا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية . وقد شكلت الأفلام الروائية المطولة مايقارب 37 % من مجموع الأفلام المعروضة ، المقدر عددها ب41 فيلما طويلا تمثل 14 دولة ، وتجذر الإشارة إلى ان الأفلام العربية المعروضة بهذه الدورة كلها حديثة أنتجت خلال العامين الاخيرين . الى جانب هذه الأفلام الطويلة ، هناك افلام قصيرة واخرى وثائقية ، وكل تلك الأفلام تتناول قضايا تهم الوطن العربي بصفة عامة . وفي هذا الصدد يرى بعض مسؤولي المهرجان أنهم سعيدون جدا بتسليط الضوء خلال المحطة الخامسة منه ، على السينما المغربية . معتبرين أن مدينة تورونتو هي الأكثر تنوعا في العالم ، فكل شخص لديه الفرصة للتألق ، ويكفي الدخول إلى المنصة المعدة لهذا الغرض حتى يًمكن التعرف على جزء من مهمتنا المحددة في جلب صانعي الأفلام العرب للعمل بها ، حيث يجسد المهرجان المعنى الحقيقي لما يعنيه أن تكون عربيا في الشتات ، وان تحكي القصة للأشخاص الذين لاتتاح لهم الفرصة لرؤيتها هنا . وبذلك نقدر أن نحكي عن شغلنا الفني وثقافتنا وموروثنا الشعبي
:افتتحت عروض هذا المهرجان بالشريط المطول للمخرج المغربي كمال أوراهو تحت عنوان: بيتر-أحسن أو أفضل- مع أفلام مغربية أخرى
شريط “إن لم يكن الآن فمتى؟” فلم وثائقي بلجيكي/مغربي للمخرج كاي دو ترويير
فلم “قناني“: لياسين الإدريسي
فلم “تحت أقدام أم” لإلياس سهيل
شريط:” ماذا ينبت في كف يدك زيادة؟” ضياء بيا
وعموما فإن هذا المهرجان يمنح الجمهور الكندي مشاهدة ثلثي الأفلام المعروضة
:فيما يتعلق بالجوائز الرئيسية المخصصة لهذا المهرجان فهي
جائزة جذور وتمنح لأفضل مخرج شاب .
جائزة القيقب وتمنح لأفضل فيلم قصير .
جائزة النخيل وتمنح لأفضل فيلم طويل .
جائزة اليمامة وتؤول للفيلم الذي يختاره الجمهور عن طريق التصويت .
وعن اعتبار المغرب ضيف شرف للدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي ، فان المدير المؤسس ” مصون حتاحت ” يقول بأن المغرب دوما يثيرنا بالتغيير الكبير الذي تعرفه أفلامه
في هذا المهرجان، هناك 5 أفلام مغربية لكل واحد منها طبيعة خاصة به ومختلفة عن الأخرين. فالفيلم الطويل المعنون ب بيتر/أفضل مختلف اختلافا كبيرا عن باقي الأفلام لا على مستوى اسلوب العرض ولا فيما يخص استعمال الكاميرا، وهو مثير للاهتمام وبعيد عن النمطية
“المهرجان هو اللحظة الفنية حيث يحصل التعارف و تبادل الخبرات ومناقشة مشاكل العالم العربي”
في سؤال للمدير المؤسس السيد مصون حتاحت، عن الشروط الأساسية للمشاركة في هذا المهرجان ؟ وعما يميز هذه الدورة عن سابقاتها ؟
يقول : نشترط ان يكون موضوع الفيلم عربيا سواء أكان التصوير داخل العالم العربي أو خارجه وأن يكون الفيلم حديثا ( خلال سنتين ) بهدف أن نفتح المجال امام المخرجين الناشئين لإبراز أعمالهم واجتهاداتهم
اما فيما يخص التقييم فيكون عن الموضوع وعن الحبكة والقصة وإدراج الشخصيات والسيناريو والتصوير … إلى غير ذلك .ونعطي الأولوية دائما للمخرجين الناشئين حتى يتمكنوا من عرض أعمالهم بشكل أوسع لجمهور أوسع كذلك
وفي حديث له عن طبيعة الجمهور المستهدف من هذا المهرجان : يرى أن من أولى الأولويات هو بناء هذا الجسر وفتح هذه النافذة للجمهور العربي وغير العربي في مدينة تورونتو وحتى في خارجها للإطلاع على الثقافة العربية والمجتمع العربي وللحديث مع هذه الفسيفساء العربية ، وبالتالي فالمهرجان هو الفانوس الذي يمنح النور الفكري للجمهور المتنوع من الجالية العربية و الأجنبية
بعد مرور 5 سنوات من عمر هذا المهرجان ، فإننا نتساءل عن ما الذي قدمه للسينما العربية ؟ وما المميز والمختلف فيه ؟
يرى السيد المدير مصون حتاحت أن هذا المهرجان هو اللحظة الفنية التي من خلالها وفيها يحصل التعارف ويتم تبادل الخبرات وتطوير المهارات وتعرف مختلف أنماط مشاكل العالم العربي ، ومختلف إبداعات شبابه واجتهاداتهم فعلى سبيل المثال نجد أن فيلم: ” لم أعدك بجنة الفردوس ” يقوم على فكرة بسيطة جدا تدور حول مكالمة هاتفية ، أعطت فيلما جميلا
علمنا أن اللجنة المنظمة للمهرجان توصلت بالعديد من الأشرطة هذه السنة ، تم اختيار 41 فيلما منها ، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن المعايير التي تم اعتمادها في اختيار الأفلام المعروضة؟
في هذا الإطار يقول السيد مصون أن الأعمال التي قدمت تتميز بقفزات جريئة ، ليست من ناحية إختيار المواضيع فحسب، بل حتى فيما يخص مسألة إعتماد التكنولوجيا في التصوير، وفي التحرير ، وحتى في الكتابة السينمائية، ومع ذلك أقول بأن المجال لازال واسعا للتطوير وللابداع أكثر أمام المخرجين العرب ، فظروف الوطن العربي دائما ، وكما هو معلوم حبلى بالكثير من التحديات والمعيقات التي لا تساعد المخرج ولا المنتج على صياغة وإنتاج الفيلم بالطريقة التي يًطٰمح إليها أو يرغب فيها ، لدرجة ان أن السينمائي يمكنه أن يمضي وقتا طويلا في إنجاز عمله الفني لغياب تسهيلات وتتمة أمور جد بسيطة
فالوضع في الوطن العربي شائك ومليء بالتحديات ولكي نجاري افلام هوليود مثلا ، أعتقد أنه لا زال أمامنا الكثير من فرص العمل والتطوير والاجتهاد ، رغم كل القفزات الجريئة التي لم نكن نراها في السابق
وعن تقييمه للأعمال التي أختيرت للمهرجان في دورته الخامسة يضيف السيد مصون: يقول بأنه من الصعب إختيار أفلام محددة بعينها لتفضيلها عن غيرها ، لأن كل الأفلام المعروض بهذه الدورة مميزة، ومع ذلك اعتبر أن فيلم وداعا جوليا وفيلم ستين جنيه ، وكذلك شريط “الملكة الأخيرة” وفيلم ” مندوب” من السعودية ، وفلم “بيتر المغربي/أحسن أو أفضل” أجدها جميعا رائعة جدا، ومن الصعب اختيار واحد منها… لننتظر نهاية المهرجان لنرى اختيار الجمهور لأفضلها
وأخيرا نريد من السيد مصون كلمة للجمهور: يسعدني أن اخص الجمهور العربي المتواجد بمدينة تورونتو وخارجها ، بالشكروالتقدير والامتنان لدعمهم ومشاركتهم سواء بالحضور أو المشاهدة والتتبع، أو بالتبرعات ، والمشتريات العينية ، فبدون الجمهور فإن المهرجان لم ولن تكون له أي قيمة ولا اي نجاح
سنواصل نشر المزيد من المتابعات حول المهرجان