قصيدة نثرية للشاعر اللبناني محمود نجيب مراد
أحلام طفل
د. محمود نجيب مراد
رأيت طفلاً يحبو فرحاً
يحلمُ بأن يخطو على الطريق
!وبجانبه حلمه رفيق
سرَّني النظر إليه
كأنَّما البحرُ
أتاه السِّحرُ
زرقةً من عينيه
…قلتُ في نفسي
!يا ترى بماذا يحلم هذا الفتى
أيعي عشق الورد للندى
!أيعرف ما الهُدى وما الردى
!أيعرف ما اليُسرُ وما الضَّيق
!والزمن أيعدُّ عليه أسنان الحليب
ويتركه فريسةً لكل أمر غريب
!وحيداً في عالم يهوى الحريق
…أيها الطفلُ
!كلَّمته على مهل
لو تعيرني قبساً من براءتك
فنحن البشر نسينا نبع حلاوتك
..أيها الطفلُ
قل لي : ما ما عدا مما بدا؟
…حتى أصبحنا شياطين
…نتمظهرُ بالعارفين
!ونلتذُّ بالقتل بالغريق
..أيها الطفلُ
..خذني لك صديق
أحكي لك قصص اﻹغريق
..أيها الطفلُ
دعني أنتشُ لُقمةً من خبزك
لعلَّني أعود قليلا إلى طهرك
…وندخل ملكوت الله
!حيث لا دم ، لا قتل، ولا نعيق
**************************
الرَّدَى : الهَلاكَ ، الْمَوْتَ
ما عدا مما بدا؟» أي: ما صَرَفَكَ عما بدأت به؟