الإصدار الجديد للشاعر عبد العزيز أمزيان في النقد
“الشاعر المغربي عبد العزيز أمزيان “يحضن الأفلاك بيديه
بعد دواوينه الأربعة “مواقد الروح” و “جمرات الريح” ثم “نافذة على الغيم” و “شبيهي في التيه” وكتابه حول الترسل “رسائل حب“، دخل الشاعر عبد العزيز أمزيان، غمار المتابعة النقدية بكتاب رأى النور حديثا عن منشورات مكتبة السلام الجديدة، وسمه ب : “أياد تحضن الأفلاك” – الإبداع العربي الحديث في مرآة القراءة العاشقة. صدر في حلة جميلة، ضاما بين دفتيه 176 صفحة من القطع المتوسط. وقد صمم غلافه الشيق من قبل الفنان عمر كولالي
يسافر عبد العزيز أمزيان بالقارئ، عبر ثمان وعشرين مقالة، خطتها أنامله في هذا المنجز الأدبي، الذي يحلل من خلاله، من منظوره القرائي / النقدي الذي يؤمن به، ويتوخاه منهجا خاصا به، مجموعة من الإصدارات الإبداعية لشعراء وقصاصين مغاربة، ولبعض المشارقة كذلك، وهم من أجيال وحساسيات مختلفة. جاءت هذه المتابعات النقدية العاشقة، ك “رسائل حب”، من مبدع مولع حد الهوس بالأدب، بشتى ألوانه وأصنافه، ومحب بكثير من الود والتقدير، لجل رفقاء درب الكلمة
هو حب متبادل بكل تأكيد، بدليل هذه اللقاءات الكثيرة التي احتفت بتجربة صاحب “شبيهي في التيه” ليس في الدار البيضاء لوحدها، بل في مدن أخرى كذلك، وبدليل آخر نستشفه هذه المرة من أجواء كتابنا “أياد تحضن الأفلاك”، الذي حظي بثلاث كلمات رصينة في حقه، من ثلاثة أقلام مغربية وازنة ومرموقة، كل في مجال تخصصه، فالناقد محمد يوب كتب وبذلك تتفاوت درجات التنسيق النصي داخل المنجز النقدي، حيث يتقدم نص أدبي عن غيره، دون أفضلية هذا النص الأدبي عن الآخر، ويسبق كاتب عن آخر دون قصد مزية هذا الكاتب عن آخر
أما الشاعر محمد عنيبة الحمري، فخص هو أيضا هذا الإصدار، بكلمة تقديمية مما جاء فيها : هي نقلة نوعية في مسار الشاعر عبد العزيز أمزيان، وهو يسبر غور تجربة، هي أميل للعشق الأدبي، أكثر من ميلها للنقد الأكاديمي بتياراته ومدارسه وإشكالاته حيث التناول للنصوص الإبداعية، شعرا وسردا، ظل رهين اختيار واحد وموحد، تمثل في إبراز النص ودور صاحبه وقيمة ما قدمه للقارئ
القاص المغربي أنيس الرافعي زين الغلاف الرابع لمنجز “أياد تحضن الأفلاك” بشهادة نقتبس منها المقطع التالي : في مصاحباته العاشقة لنماذجه الأثيرة المنتقاة بمصفاة القلب، ييمم عبد العزيز أمزيان، شعرا أو سردا، شطر المحبة فحسب. المحبة القصوى للشخص والنص وقد صارا قطعة واحدة لا انفصام ولا انفصال بها مثل العين والحاجب. لا يدعي جبروتا نقديا، أو حصافة منهجية، أو حتى تأويلا نرجسيا قادرا على هتك الحجب وإشعال فتيل التكهنات
جدير بالتذكير أن عبد العزيز أمزيان، هو شاعر مغربي مزداد بمدينة القصر الكبير. يعيش في الدار البيضاء، حيث يوازي بين عمله كأستاذ لمادة اللغة العربية بسلك الثانوي التأهيلي، وبين هوسه الأدبي إبداعا وقراءة ومتابعة. وهو في الوقت ذاته مؤطر ومنشط لورشات في القراءة والإبداع، لفائدة يافعين وشباب، ما يزال خير أنيس يحظى بمكانة خيرة في قلوبهم، رغم كل هذا الانتشار والغزو التكنولوجي