قصيدة نثرية للشاعرة فاطمة عدلي
شيزوفرينيا سوداء
،في الليل
أطل من شرفة
،لا تطل على أحد
،أعاند نشاز الوقت
..وأمنح كل الوقت للسهر
،يتدلى الليل متراخيا
،لا يكشف عن وجهته
،على أطراف الهواجس أمشي
،أبحث عن وضوح الوقت
..وأنصت لهسيس الشجر
،طويل أيها الليل
فقط في الظلمة
،تستبد
،تقترف عتمتك الآثمة
.وتسدل الستار
لا رغبة لي أيها الليل
،في معانقتك
كلما التحمت بك
،انتابني الفصام
..وها كلام الليل يمحوه النهار
صديقي الليل
،ماذا لو تصالحنا
،ووقفنا جنبا إلى جنب
على الشرفة
..نعد النجوم
،تبا لك أيها الليل
،وأنت،أنت تسافر
عبر الطرقات
تترك الكوابيس
..تستبد بي في المنام
،أصاب بالدوار
،أقع من عليائي
،تمتد أجنحة الخفافيش
،تشتد الجلبة
..وأستفيق على ضوء النهار
سلاما
،أيها النهار
تُمَدد ضوءَك الهارب
،من جحافل الفجر
..وتنتشي بالانتصار
سلاما أيها الغيم
تتسكع بعيدا
تمطر في دمي
وتمطر
..في شتى الطرقات
كيف أَمْنَحني
،احتمالات أخرى
من أجل البقاء
،على قارعة الحلم
..يا إكسير الحياة
هذي يدي موشومة
،بعدد أيامٍ لم تُحْتَسب
وهذا جبيني
يتفصد عرقا
..من ثِقَل الزمن
كثيرة
هي الأشياء
،التي تغير اسمها
لكن أبدا
..يجمعنا الهواء
فاطمة عدلي