دردشة سريعة مع مبدع
!القراءة انبهار. دهشة الطفل الأولى أمام العالم… عمق لا يمتلئ أبدا
هكذا تحدثت زوليخا موساوي الأخضري
كتبها: محمد عبد الاله المهمة
،سألتها عن الكتابة و القراءة و ما بعد القراءة، مستويات متواشجة رغم ما يبدو عليها من تباعد
بأي مفهوم أو معنى، تمارسين بصفتك كاتبة روائية، علاقتك بهذه المستويات ؟
:أجابت
كنت في العاشرة من عمري حين أصبحت أمتلك كتابا خارج المقرر المدرسي. انفتحت فجأة مغارة علي بابا أمامي ووجدتني أحدق فيما كنت أحكيه لنفسي لتأثيث وحدتي وطرد مخاوفي الصبيانية الصغيرة. لم أكن أتحرك من مكاني لكني كنت في كل مكان كأن العالم كله قد حلّ بين يديّ
أصبح الكتاب ملاذي وصديقي الوفي والهواء الذي من خلاله أتنفس بعضا من الحرية. ما أجمل أن تجوب العالم وأنت في مكانك، تغمض عينيك وتتجول في الأماكن التي قرأت عنها وتلتقي بالشخصيات، تحبها أو تكرهها، تصاحبها، تسعد لسعادتها وتشقى لشقائها. عرفت حينها أني أنا أيضا سأكتب عن أماكن سكنت فيها أو مررت منها وشخصيات عرفتها وأحببتها كما قد أكون كرهت بعضها
لم يقل لي أبدا أحد ذلك لكني عرفت أن القراءة وقود الكتابة هي التي تجعل الذات الكاتبة تمتلئ عن آخرها وحين تفيض تصبح الكتابة. القراءة هي التي حين تقول للكتابة كوني، تكون
القراءة انبهار، دهشة الطفل الأولى أمام العالم. هي العمق الذي لا يمتلئ أبدا. هي ذلك الفراغ العميق الذي يحتاج إلى القراءة لكنه أبدا لا يمتلئ. هي ذلك المدّ والجزر اللامنتهي
القراءة هي الزاد وهي الطريق الطويل المنعرج المتدفق، الصاعد نحو الكتابة
الذات الكاتبة لها حياتان: ما قبل اكتشاف القراءة وما بعدها
الكتابة هي ذلك الحنين المبهم الموجع للمقروء. هذا وأكثر هو ما تمثله القراءة بخيميائها المعقدة بالنسبة لي. القراءة بيتي، طمأنينتي، وسلامي النفسي والكتابة هي تصالحي مع العالم. القراءة هي العين الثالثة التي أرى بها العالم وما يحيط بي
.الكتابة هي العين الثالثة التي تراني من خلال العالم وما يحيط بي