“قراءة نقدية في ديوان “شوق الفراشة
شوق الفراشة “: سلاسة لغة شعرية و صور تأويلية”
“قراءة نقدية في ديوان “شوق الفراشة
إن التكريرية الإيقاعية التي تضمنها ديوان الشاعر مراد وريد “شوق الفراشة” جعلت الصور الشعرية تنبض بحيوية النّبر الشّعري وتساوق الجرس الايقاعي، مما أحدث في الايقاعية الموسيقية سمفونيةً تناغميةً، ورّطت القارئَ ليتصالح مع المتن الشّعري، وبأن يكون في مهب ريحها كريشة يعلو إذا علت، ويركن اذا ركنت، وتنْوجدَ من سياقاته المضمرة بعضُ الإشراقات الانزياحية، التي تحيل الى معنى غير المعنى وصورة غير الصورة
كل هاته التكريرية الإيقاعية التي اشتغل عليها الشاعر بقصديةٍ ودافعيةٍ مدروسةٍ، أبانتْ من خلال مجموعة من الأبيات أن تفرز لنا وضعاً شعريًا، أضاف نوعًا من الشعرية الباذخة ذات الطعم الانزياحيٍّ، كما تواشجت الصور الشعرية في سبيكة موسيقية انكتبتْ عبر لغةٍ سلسةٍ، فيمكن تحديد هذه التكريرية، فيما يلي
(مرّ يوم
مرّ شهرٌ
مرّ عمرٌ
مرّ زمانٌ) ص 33
: تكرير ما يلي
(عندا أقول أحبك) 5 مرات ص: 49/50/51
(آه لو أنّك) 3 مرات -ص57
(كوني في…) 5 مرات ص58
(من أنا) 3 مرات ص59/60
(وبِحقّ حبّك من أكون) 3 مرات
(آه لو كان بإمكاني) 4 مرات ص62/63
(عامان): 4 مرات ص13/14
(سئمتُ) ص4 مرات ص18
* (يا) 3مرات
(باردة) 2 مرّتان ص19
(عشرون عاماً)2 مرّتان – ص21
(لم تعدْ أنتَ أنت
ولم تعد الكلمات) ص22
(نامي) 4 مرات ص37/38
(أسأل…وأتساءل
أسأل وسادتك
أسأل الثياب
أسأل الباب
أسأل الأزهار
أسأل الأشجار) ص48
وعند إلقاء نظرة على عنوان الديوان، نلمح أن الشاعر هنا عرّف هذه الحشرة، المسمّاة تجاوزاً “فراشة”، والبسها تيمة العشق، لماذا عرّفها؟ إذن، ولماذا اسند لها صفة العشق، فشاعرنا له اعتياد وألف وأنسة بهذه الفراشة، لذا ورّطنا نحن كذلك لِنكونَ متعرّفين عليها، كما وسمها بالعاشقة، عندما اسند اليها فعل الشوق، بمعنى أنها تعشق وتحب وتشتاق، كيف أضفى على هذه الحشرة الناعمة سمةَ العشق والشوق؟ ومن تعشق والى من تشتاق؟ هل تعشق نفس جنسها، أم أنها تشتاق الى ذلك الكائن البشري الذي يحملها في نفسه وفي كتاباته، ماذا؟ وهل يرمز للفراشة بشيءٍ ما، أم أن حالة العاشق الإنسان تحلّ في الفراشة؟ علماً أنّ حياة الفراشة لا تتعدى بضعة أيام فقط. فقد وردت “فراشة” أربع مرّات، منها اثنتان جاءت مفردة، والأخريتان بصيغة جمعٍ. أما تيمة العشق في القصائد، وردت في خمسِ حالاتٍ متنوعة، بين الاهتزاز والحرقة والاحتراق والانتشاء والغرق
(إذا ما هزّها الشوق تنهار) ص16
(أتوق شوقاً لجوارك) ص20
(أنتشي بخمرة الشوق) ص65
(احترقت بالشوق يداي لأجلك) ص 69
(فوق بحر الشوق) ص 73
يمكن الإشادة بشكل عميق إلى سلاسة لغة الديوان الشعري، مع رهان على تمرير صور شعرية تأويلية
ذ. عبد العزيز بحفيض