قصائد تكريمية في حق الشاعر نور الدين ضرار
“كل ما يفعله صديقي ضرار ”
الكتابة والفن عنصران لا ينفصلان عن بعضهما البعض، لا من جهة الشكل ولا من جهة المبنى، الفن جسد الكتابة، والكتابة روح الفن، فلا يمكن أن يعيش أحدهما دون الآخر، ونرى هذا التماهي يتجلى في مجالات كثيرة من بينها السينما والمسرح، والاغنية و.. إلخ
وكل هذه المجالات هي وليدة ائتلاف بين فرد وجماعة أو جماعة وجماعة
لكن في حالتنا هذه يوجد استثناء، فمبدعنا هنا فرد بمثابة جماعة، وهذا الفرد قد نراه تارة يضع قبعة شاعر وأخرى قبعة مترجم ومرة قبعة ملحن ومرات عديدة كمغن يشدو بملء حنجرته ليبعث فينا الأمل والانشراح
فمن هذا المبدع الذي جمع بين هذا وذاك وبين تلك وتلك، انه المتجدد على الدوام الشاعر والمترجم والفنان الإنسان الأستاذ نور الدين ضرار
فهو بمثابة المغناطيس الذي يجتذب إليه المعادن النفيسة، وهو أيضا اجتماعي الطبع قليل الابتسام كثير العمل، لا يوجد عنده ما يسمى بأوقات الفراغ .. يشتغل في صمت ليبني مجده الأدبي بعيدا عن غوغاء المثبطين والمحبطين
ويقول في ذلك من ديوان : تداعيات
“وَحدهُ الشاعرُ لا يموت”
لكنَّه دوماً
تحت أعطافه النبيّة
يُخَبِّئُ المَوتَ الذي
“يفجع القصيدة
وعن هذا الإنسان الفنان الذي أسر القلوب، كتب عنه الأديب الألمعي عبدالله المتقي قصيدة أسماها ” كل ما يفعله صديقي ضرار” ومنها تناسلت قصائد أخرى تحمل نفس العنوان
:من الشعراء والشواعر الآتية أسماؤهم
باعتباري(مراد وريد) أحد المتتبعين والمعجبين بهذا المبدع، ارتأيت أن أجمع قصائد لشعراء يعرفون المبدع لنخلص إلى هذه الورقة الإبداعية التي نريد تقديمها للقراء بكل ممنونية تقديرا منا لكتاباته المتنوعة
*****
“كل ما يفعله صديقي ضرار “
بقلم: الشاعر عبد الله المتقي
كلُّ ما يفعله صديقي ضِرَار
في مساء شارع بورقيبة
هو أن يُعَلقَ حقيبته على كتفه
يركل الموتَ بكَعبِ حذائه البني
ولا شيء يشبهه
سوى نبيذٍ مُعَتّقٍ
في زجاجةٍ شفّافة
كل ما يفعله صديقي ضِرَار
في صباح منزل تميم
هو أن يحتسيَ على مهلٍ
بمقهى الموجة
فنجانَ قهوته السوداء
ويُحَدِّثَني عن تخومه البعيدة
بصحبة روني شار
كل ما يفعله صديقي ضِرَار
هو أن يلتقط له صورةً
مع عَرُوس البحر
على شفتيها يَطبَعُ قبلةً حانيَة
وفي أذنيها يُدَندِنُ للموج
“هل تَسمَعُ صوتيَ القادمَ من اعماق البحر؟”
كل ما يفعله صديقي ضِرَار
في مطعم الأنكورا
هو أن يحتضنَ دبّا مَحشُوّاً بالقطن
وعلى مائدة العشاء
تراوده ذكرى امراة
من فمها تَصدَحُ المواويلُ
ومن أناملها تتناسل اللوحات
كل ما يفعله صديقي ضِرَار
في رواق ريدار
أن يعانق عوده الشجيّ
كي يشعل شموع الفرح
بتقاسيم الليل
ويُرَوِّضَ الحبَّ بشدى الأغنيات
*****
“كل ما يفعله صديقي ضرار “
بقلم: الشاعرة نعيمة الحمامي
كل ما يفعله صديقي ضرار
في شارع الحياة هذا المساء
هو ان يمتطي أوتار بوحه
ويرسم بين زمنين
لوحة على قارعة الشتول
تدندن أغنية جميلة للعشق
كل ما يفعله صديقي ضرار
في هذه الرحلة المضمخة بالحب
هو أن يركض ويركض ويجري
كطفل يحمل بين يده
قبلة لأمه
ويضحك عاليا
من القلب
يلوك سيرة يومه
في لوحة جميلة
*****
“كل ما يفعله صديقي ضرار “
بقلم : الشاعرة فاطمة عدلي
كل ما يفعله صديقي ضِرار
أن يتسكع في دروب المدينة
بشغبه الجميل
يلتقط صورا لمراتع الطفولة
وينبش برؤاه في خفاياها الدفينة
ثم يجالس كتابه في حديقة الحي
غير آبه بالأشجار المشرئبة إليه
وفضول العابرين
كل ما أفعله أنا
مرورا بمقهاه المعتاد
في دربنا القديم
أن أغافله بالتقاط صورة خفية
وهو ساهم في كتاب الحياة
عن ضجة الرصيف
ثم أبعتها على التو إليه
ليغوص في دهشة عارمة
كل ما يفعله صديقي ضرار
أن يشد إليه الأسماع
وهو يمسك الميكروفون
يحكم خططه الحكيمة
كي يطوح بنا على مرمى الحرف
أو يحلق على جناح القصيدة
وقد يحدث أن يجري
وراء الفرح
ينعطف بنا صوب الغناء
يرفع يديه نحو السماء
ويصعد بنا لمملكة النور
كي نعانق بصحبته الحياة
*****
“كل ما يفعله صديقي ضرار “
بقلم: الشاعر مراد وريد
كل ما يفعله صديقنا ضرار
في الصباحات الملطخة بالنور
هو أن يروض أصابع الوقت
على عزف نوتات الحياة
وأنشودة الحب
كل ما يفعله صديقنا ضرار
في المساءات الغارقة في الصمت
هو أن يمسك ذراع عوده
ويعبرا معا شط الأغنيات
كل ما يفعله صديقنا ضرار
حين يحتسي فنجان شعره
بركن قصيدته
هو أن يفاجئ الجالسين
على كراسي الدهشة
بلحن شجي
أو بوح جديد
كل ما يفعله صديقنا ضرار
حين يتبختر مثل طاووس
في حدائق باشو
هو أن يعلم الحمامات
كيف تكتب بالنور
كل ما يفعله صديقنا ضرار
في (تلك الليلة)
هو أن يزرع بذور محبته
في قلوب مريديه
لعلها تزهر على غير عادتها
بحب متبادل
*****
“كل ما يفعله صديقي ضرار “
بقلم: الشاعرة أمينة لفقيري
كل ما يفعله صديقي ضرار
هذا الكائن المهادن فداحة الوقت
في تجلياته بمرايا الماء
ان يرتدي وجهه دون قناع
من شرفته يستطلع الأجواء
وهو يرشف أنداء المدى على مهل
يزيح عن عين الشمس
بعضا من أضغاث الضباب
ويبدأ في تشذيب الحياة
وهو يغني درءا للسأم
“هباء هو الوقت
حتى الألم
زلال هو الموت
حد العدم”
وبعدها…بسخريته المعهودة
يركل ماعلق بأخمصه
من شوائب الطريق
ثم ينام على سرير الحلم
ليولد من جديد
كل مايفعله صديقي ضرار
هذا الشاعر المجنون
بفتنة القصيدة
أنه في كل تهويمة سفر
يتشبث بأهداب الغيم
ليتسلق مدارج السماء
بمزماره المقدس
يعزف نشيد الغوايات
ليوقظ أسرار البدايات
فيستكين على شفتيه الكلام
وفي عينيه يشع الأمل
بقلب من ألم
ثم يُشيع في دروب الليل
ألف صدى من فوضاه العنيدة
قبل أن يغفو على صدر عود
أويلتحف خصر قصيدة