قصيدة للشاعر المغربي محمد زين
رغيفُ المقابرِ
في عاصفة القيظ المالح
وفي جُنحِ الليل
البارد
…سِيقتْ جثّة
على عَدَسَةِ النعشِ
…كانت مرْوِيّة
تحكي
،شهوةَ الهيجانِ إلى الدّمِ
…فيما ولّى ولا زال مُستمرًّا
سلَّ السّكّينُ المُسنّنُ الحلقومَ
..والمريء
مُنْشَقًّا، ضاجعَ الحياةَ
صوّبَ نظرَهُ إلى صحْنِ النّشوة
،تصبّب دمًا
.فأنجبَ جُرحًا من شقوق الصخر
..تذْخرُ ذاكرتهُ المُكبّلَة
..فراغًا
،بالشّوكة والشّاقور
،رجمَ الدّهر قلْبهُ
،كتم أنْفاسهُ
..القلق
..يقْتاتُ من كهف ذاتِه
،ساديًّا
..يوقدُ القلبُ شموع مغارة الجسد المنخور
صرخاتٌ أفواهٍ جائعة
حُبلى بِحبّات ” لَحْدَجْ”*
أوْجَفَ ريقُها
،نَفِدَ وقودُها
صيْحاتٌ مُنَغَّصَةٌ
يَأْبَى عليها فَلَقُ
.جدارِ السّماء
،الوقتُ مُضْغةٌ في الألسن
الوقت لُعاب كلْبٍ
..يسيل
ساعتي الحائطية القديمة
..لا تتحرّك
تنتفضُ على عقاربها
..تترك الزمن بعيدا
.إلى الوراء.. وتستدير إلى الأمام
العيش هنا.. فاحمٌ
على طبقٍ من فضةٍ ونَحْسٍ
على شفا ” رَفِيسَه”*
..عشاءً للأسافل الفقاقيع
مصيرٌ يتأوَّهُ ويَلْتوي قدرًا
ظنّتْهُ قاربَ نجاةٍ
لكنّه كانَ دَوِيَّ كومة أمواج
..جليدية
،أيها المارّون في صمت
،أيّها المقهورون علنًا
..بؤساء الزمن الحاضر
وآخرون من دونكم
..لا نعلمهم
،الله يعلمهم
إليكم حِملي ينتصرُ
!من يُقْنعْهُ ألاّ يحتضرَ
منْ يُقْنعهُ
،ألاّ يتحسّسَ طريقه
وَهو يُحيّي أطياف النجوم
وخيال أشخاصٍ
..في الشمس
تِلْكمْ حشود أليفة
تجمّعتْ لإزالة الدّم الفاسد
ولِتشتعلَ رقْصًا
حول
ا
ل
ه
ش
ي
م
لَحْدَجْ: هي الحنظل
رَفيسَه: أكلةٌ تُقدّم للنساء أثناء فترة النّفاس