اليوم العالمي للغة العربية
نواصل نشر المقالات التي تخلد للاحتفاء العالمي الخاص باللغة العربية. هذه مقالة/خاطرة للأستاذة ثريا الطاهري الورطاسي، ننشرها ضمن الأوراق الثقافية تخليدا للحدث. نشكرها مسبقا على هذه المشاركة القيمة – ألوان
:والعالم يحتفي باليوم العالمي للغة العربية ، ارتأيت أن أساهم معكم بكتابة عنوانها
عن واو اللغة العربية أحكي
:هامش للبدء
لقد راق لي بيت من الشعر، للأسف لا يعرف اسم قائله، وأحببت مشاركته قراء “جريدة ألوان” ، مع احترامي وتقديري لأساتذة اللغة العربية ذكورا وإناثا، راجية أن لا أكون قد تطفلت على ذاك التخصص اللغوي
!نبني البيوت على واو ونهدمها وأكثر الناس لا يدرون ما الواو
وحرف الواو في اللغة العربية أنواع ، منها نستحضر : [واو الإشباع – واو الحال – واو العطف – واو المعية – واو الجماعة – واو الإستئناف – واو القسم – واو الأسماء الخمسة – واو الجزاء وغيرها من الواوات ]
أما واو هذا البيت من الشعر ، فهو بمثابة عمود الخيمة ،أو مايعرف في التراث المغربي ب (القيطون) وعادة ما يكون ثابتا وسط الخباء ، ويسمى أيضا ” رسي” في لغتنا الغنية بمصطلحاتها ، وهو عمود قوي مميز عن باقي الأعمدة ، يتوسط الخيمة ويثبت في القنطاس (في ثقبه) ، ويغرز طرفه السفلي في الأرض من أجل التثبيت ، وعادة مايكون من خشب أو حديد ، وعندنا في ثقافتنا الشعبية يبقى “الرسي” هو الثابت في الخير وحتى في الشر
وهذا ( الواو ) هو ذاك العمود الذي ترفع عليه الخيمة لحمايتها ، وقديما قيل مايبنى على الواو غالبا مايبقى مستقرا ، والمقصود هنا أن الأساس الذي يبنى عليه البيت ينبغي أن ينهل من أحواض الود والترابط والمحبة والاخوة والاحترام وكل ما يدور في هذا الفلك من قيم انسانية . وفقدان هذه اللبنة يؤدي حثما الى الانكسار، فتكون الخيمة عرضة للضياع والتشتت
وعطفا على ماتقدم ، فإن وقع ومكانة العمود – وهو “الواو “- هنا تبقى ضرورة ولبنة اساسية في عمليات البناء ، وان حدث واهتز ستضطرب الخيمة كلها لا محالة ، لأن العمود هو عاتق الميزان في توكيد للنظرية الوسطية والاعتدال
وما الخيمة – هنا – الا تجسيد للعلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية الناهلة من قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وكل ما يدور في هذا الفلك. وختاما أقول : أن واو الخيمة في كل معانيها ومجالاتها – حاليا – تعني التشبت بالوطنية وهويتنا اللغوية التي بها نتميز عن الكثير من الأمم، وكل ذلك حتى لا تهوى خيمتنا في مهاوي الردى. وعموما سيبقى لكل منا تبعا لفهمه واستضماره ، قيمة ل” واوه” تلك يستنبتها أَنًَا يشاء