“الذاكرة الشخصية والجماعية في شريط : “بقايا
استكشاف الذاكرة الشخصية والأثر الدائم على الذاكرة الجماعية
جائزة الأندية السينمائية من حظ الشريط القصير(بقايا)
نال المخرج الشاب (ايمن بن سليمان ) ، جائزة الأندية السينمائية عن فيلمه القصير “ بقايا” ، خلال الدورة 23 المنظمة بمدينة طنجة مابين 28 أكتوبر و 4 نوفمبر 2023 والمخرج حاصل على شهادة الماستر في السينما الوثائقية من جامعة عبد المالك السعدي بمرتيل
وفي إطار حديثه عن فيلمه يقول بأنه استمد الفكرة من رغبته الملحة في استكشاف الذاكرة الشخصية وكيف يمكن للأماكن والتجارب الشخصية أن تترك أثرا دائما على الذاكرة الجماعية ،وقد شجعه على هذا العمل ، الدعم الذي حصل عليه من طرف المنتج ( الحسين حنين) ،ناهيك على أن المدينة ، المٌصَور بها تمتلك تاريخا غنيا وثقافة متنوعة ، – ويضيف قائلا – وهذه المدينة تمثل لي مكانا يسمح بتسليط الضوء عليه بشكل فني جديد ، من خلال إعادة ترتيب وتجديد الأماكن والذكريات ، وبطريقة تعكس رؤيتي الفنية من جهة ، وتنسجم مع الرسالة الفنية التي يسعى إليها الفيلم
لقد نشات فكرة الذاكرة الشخصية والجماعية ، كموضوع مركزي لهذا العمل، انطلاقا من تفكيري في كيفية تاثير الذاكرة الفردية على الذاكرة الجماعية ؟ وكيف يتم تخليدها في تاريخ المجتمع ؟ فبدأت بالتساؤل حول كيف يمكن للاماكن والتجارب الشخصية أن تكون عاملا مؤثرا في بناء تاريخنا المشترك . وهنا ينبغي أن نشير إلى اننا عندما نتحدث عن الذاكرة الشخصية ، فانا نعني بها تلك الذكريات والتجارب التي عشناها ونعيشها كافراد ، وكيف يمكن لها أن تؤثر على تصورنا للعالم انطلاقا من تاريخنا الشخصي أما الذاكرة الاجتماعية فهي الكل المشترك بيننا كمجتمعات وثقافات متنوعة ومتبادلة . وتأسيسا على ماتقدم ، فإن الفيلم ينقل مجموعة من الرسائل التي نلخصها في
أهمية تخليد الذاكرة الشخصية والاجتماعية للحفاظ على تاريخنا العريق وثقافتنا الغنية بتنوعها –
تشجيع المشاهدين على التفكير العميق والمتأني في القيمة الثقافية للذكريات الشخصية –
الكيفية التي يمكن للأماكن والتجارب الفردية أن تكون جزءا لا يتجزأ من التاريخ الجماعي –
ولتحقيق كل ذلك يقول المخرج : كنت شديد الحرص على اختيار الفريق التقني والفني لفيلم “بقايا” وفقا لمعايير معينة ، حتى نصل الى تحقيق الرؤية الفنية المتوخاة والجودة المنسجمة مع رؤانا
وفي هذا الاطار ينبغي أن أشير إلى اننا واجهنا الكثير من التحديات التقنية والانتاجية ومنها -على سبيل المثال لا الحصر – : تأثير جدول التصوير بالظروف والتحديات المناخية
والتصوير في أماكن مزدحمة بالناس والمركبات ، الأمر الذي كان يفرض علينا ، برمجة دقيقة وتعاملا مرنا وخاصا مع كل التحديات ، ومن جهة أخرى كنا نحتاج إلى تراخيص أصحاب الممتلكات والمجتمع المحلي ، وبناء علاقات خاصة معهم للحصول على موافقاتهم للسماح لنا بالتصوير.وخلال عملنا عمدنا إلى الاستعانة بتقنيات مبتكرة ، مثل الزوايا والإضاءة والاطارات وما إلى ذلك لنقل الشعور بالذاكرة والزمان والمكان بشكل فني ملموس ، يستفز تفكير المشاهدين حول الذاكرة ، ويرتبط بشكل عميق بالجوانب الشخصية والاجتماعية لها.ولتقديم تجربة سينمائية عاطفية تدفع المشاهد إلى التفكير في علاقته بالذاكرة والتاريخ ، عمدنا ايضا الى استخدام العناصر البصرية والصوتية بشكل حسي اكثر مما هو تقني
ويبقى املنا كبيرا في ان يستخلص الجمهور من هذا الفيلم فهما أعمق للذاكرة الشخصية والاجتماعية ، وكيف تتداخل مع بنية الحياة في مجتمع معين ، وكيف للأماكن والأحداث أن تؤثر على ذاكرة كل منا وتشكل هويته ، وكيف يمكن للفيلم أن يلهم النقاش والتفكير حول العديد من القضايا المرتبطة بالذاكرة والهوية والمجتمع، ويشجع المشاهدين على التفكير بعمق حول تأثير التاريخ الشخصي والجماعي على حياتهم بصفة عامة