التشكيلي المغربي أحمد بن يسف في حوار خاص لألوان

التشكيلي المغربي أحمد بن يسف في حوار خاص لألوان
لوحة فنية للفنان المغربي أحمد بنيسف

لا أومن بما يسمى بالجمعيات التشكلية

الفن التشكيلي المغربي يرتكز على اتجاهين: الواقعي من تطوان والتجريدي من الدار البيضاء

:أحمد بن يسف الفنان التشكيلي العالمي  في حوارحصري لألوان
،سعداء في موقع جريدة ألوان الإلكترونية باستضافة هرم التشكيل المغربي العالمي ، المبدع والفنان التطواني النشأة

للاقتراب أكثر من قامة متفردة في عالم الخلق والإبداع خاصة التشكيلي منه ارتأينا  أن نحط الرحال بالقراء والمتتبعين الأعزاء لألوان في عالم الفنان التشكيلي العالمي “ أحمد بن يسف ” وهو الحريص على التأمل ، المسافر والمحلق بخياله الإبداعي في دوامة البحث عن لغة بصرية مميزة ومؤرخة له ، تتجاوز كل ترجمة مكتوبة عنه

 مسقط رأسه كان بمدينة تطوان منذ ثمانية وسبعين سنة خلت ، وهو المولود بموهبة قوية في الميدان الفني عامة ، وخصوصا مجال الرسم والتصوير الفني

يقيم منذ زمن طويل بمدينة إشبيلية الإسبانية، فبعد الدراسة الابتدائية والثانوية ،التحق بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان ، ومنها إلى المدرسة العليا للفنون الجميلة بإشبيلية ، التي أصبحت تسمى الآن بكلية الفنون الجميلة

بعد حصولي – يقول بن يسف – على منحة مغربية خلال الموسم الدراسي 1966/1967، رافقتني الكثير من المتاعب الاجتماعية ، لا داعي إلى ذكرها أو تَذَكٌرِها ، فبقوة الأمل وحب المجال الفني استطعت التغلب على كل الصعاب وتخطيت كل الحواجز

 اخترت الاستقرار بإشبيلية ، عاصمة الأندلس لأسباب ألخصها في : إمكانية التأقلم مع المجتمع الإسباني ، والاستفادة من مختلف فضاءاته الإنسانية والانسجام مع المناخ الفني الذي تتيحه الديار الإسبانية عامة ولأشبيلية خاصة ، فانصب اهتمامي على البحث والدراسة في الفنون الطباعية والخلق والإبداع في الرسم والتشكيل ، الأمر الذي سهل علي التخرج من المدرسة العليا وأنا المتوج بالجائزة الأولى – يضيف بن يسف – في المجالات التالية

الصباغة الزيتية –
الرسم الكلاسيكي القديم –
المناظر الطبيعية –
يبقى هذا التشريف مؤرخا بالكلية لأنه يحدث لأول مرة في تاريخ كلية الفنون الجميلة العريقة بإشبيلية الإسبانية
بعد تخرجي ، انصب اهتمامي على الاشتغال  في اتجاه المدرسة الواقعية الاجتماعية ، التي تعكس حرمان بعض الرجال والنساء من الحاجات الضرورية للحياة ثم بدأت أنهل من المناظر الطبيعية والعمرانية العتيقة والعريقة بشوارعها وأزقتها وأحيائها ، والتعايش مع مختلف مكوناتها . الأمر الذي جعل أعمالي تأتي مشتقة من البيئة التي نشأت فيها ، وبذلك حققت جزءا من أحلامي لأبقى متطلعا للغد الأفضل

فضلت الا ألتحق بميدان التعليم لتدريس الفنون التشكيلية وتاريخها وكل ما يتعلق به ، الشيء الذي كانت تخوله لي شهادة التخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة ، ولما لم يكن هدفي أمر التوظيف في المجال التعليمي ، ولم يكن ليقنع طموحي فقد واظبت على البحث الفني والتشكيلي في فضاء ورشتي لأغذي رغبتي الروحية والمادية، وكلي طموح لكي اكون مختلفا عن الآخرين واكون نموذجا يقتدى به ويُسَارُ على دربه
وفي حديث له عن القراءة التي تستجوبها اللوحة الفنية ، يرى الفنان بأن الأمر يستوجب مدخلين أولهما تقني فني ، ينصب على الرسم والشكل والتركيبة والالوان والنوعيات، بما في ذلك الفضاء المرسومة عليه ، أما ثانيهما فأدبي ينطلق من الخلفيات الثقافية والفنية للمشاهد أو المتلقي

أما  بشأن مشواره الفني وعلاقته بالإنتاج فيرى بأنها تبقى نتيجة طبيعية للمواظبة الجادة على العمل وبكل حرية وتلقائية ، ومعها تأتي التقنية المتنوعة سواء في التصوير الزيتي أو المائي أو فنون الطباعة والنحت والخزف ، وهذا مفتاح الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع المتنوعة في عشقها للفن ، إنه التنوع المنسجم مع الطموح والأحلام الذاتية التي تستوجب  الكثير من البحث  والتنقيب والدراسة  ساعيا إلى أفق فني يميزني وأنفرد به – يضيف قائلا- . قد أكون صائبا كما قد لا أكون ، وذلك تبعا لرؤية المتلقي .ومن جهة أخرى يمكن للمشاهد أن يلاحظ بأن أعمالي  دوما مستمدة من الواقع اليومي الذي تكون المرأة حاضرة  باعتبارها نصف المجتمع وعموده الفقري، ولاتفوتني فرصة توظيف الحمامة للوحات من أجل التخفيف من حدة وقع اللوحة على المشاهد ، ولمنحها نوعا من الرومانسية والجمالية، فالحمامة في لوحاتي تأتي مختلفة اللون والشكل ، تبعا لموضوع اللوحة ، كأنه صراع فني بين اليأس والأمل ، ولعله الأمر الذي دفع بالمرحوم خالد مشبال إلى القول بأن هذا الطائر الوديع الرامز الى المحبة والسلام ، هو دواء بن يسف الناجع لكل الحالات المستعصية في لوحاته
وخلاصة القول فإن عالم الخلق والإبداع هو أفق لامتناهي في دنيا التشكيل ببلادنا، وقد قطع  خطوات عملاقة على المستوى الفردي إذ يظل له حضور فني محترم على الصعيدين الوطني والدولي ، والدليل القاطع على ذلك هو
أولا: وجود عدة متاحف فنية خاصة بالفنون التشكيلية بكل من الرباط وطنجة وتطوان –

ثانيا : الجائزة الكبرى للفنون التي تمنحها وزارة الثقافة ، وقد كانت من نصيبي سنة 2023 –
ورغم كل ذلك أعترف بأن  بلادنا لازالت لا تتوفر على أروقة وقاعات خاصة للعروض بالمدن الكبرى، حتى يتمكن كل الفنانين والمبدعين شبابا وكبارا  من عرض أعمالهم وإنتاجاتهم والتواصل من خلالها مع المبدعين المحليين والأجانب على حد سواء ، زد على ذلك عدم وجود إعلام ومواكبة صحفية متخصصة في النقد التشكيلي ، وغياب الامكانات المادية التي تسمح بتطوير هذا المجال ، لأن المبدع يبقى في أمس الحاجة إلى الكثير من المتطلبات والركائز التي تساعده على
مواصلة الخلق والابداع وفق ما يحلم به كيفما كان الاتجاه التشكيلي الذي يرومه أو يغترف منه

الحمامة دواء بن يسف على حد قول الراحل مشبال

وفي حديثه عن جمعيات الفنانين التشكيليين يقول بأنه لا يؤمن بها لأنها بعيدة عن عالم التشكيل ، فالفنان يقضي الساعات الطوال لإنتاج لوحة واحدة يتحاور من خلالها مع الفضاء الذي يتواجد به في استقلالية تامة عن أي جمعية كيفما كان نوعها

يضيف بن يسف قائلا بأنه سبق وأن اقترح على مسؤولي وزارة التربية الوطنية، إدماج مادة الفنون التشكيلية في كل مراحل التعليم بهدف إعطاء المستهدفين مبادئ الإبداع وتربية الذوق
وتهذيبه، وتمكين التلاميذ من إبراز مواهبهم إلى جانب الدراسة، لكن المقترح ظل في خبر كان للأسف

:بالإضافة إلى الحمامة والمرأة التي تميزالأعمال والإنجازات الفنية للفنان بن يسف ، نجد أن هناك محطات أخرى مُمَيزة للفنان بن يسف  نشيرمنها إلى

 لوحة المسيرة الخضراء التي زينت الورقة المالية المغربية من فئة مائة درهم، وعن قصتها يقول بأن المرحوم الحسن الثاني كان قد استدعى والي بنك المغرب -آنذاك – مولاي الحسن بن المهدي- وطلب منه أن يبحث عن من سينجز لوحة فنية تخلد المسيرة الخضراء فوقع الاختيار عليه ، وقد استغرق زمن إنجازها حوالي سنتين ونصف ، امتدت من 1983 حتى 1985 ، رسمت على القماش من حجم 4 امتار على 3 أمتار، وتلك تجربة مميزة في مسيرتي الفنية أفتخر بها يضيف الفنان بن يسف بثقة وفخر

 الجدارية الخزفية المخلدة للذكرى المئوية لتأسيس فريق نادي اشبيلية لكرة القدم ، أنجزت لتحقيق رغبة رئيس هذا الفريق ، بعد أن أعتذر عن القيام بها الكثير من الفنانين الإسبان ، هكذا صار الإنجاز من نصيبي، فكنت من خلد هذا الحدث بعملي الخزفي، الذي امتد على مساحة 40 مترا على 30 مترا وقد تطلب  حوالي سنتين كاملتين ، وكان له كبير الأثر في نفوس أنصار ومحبي الفريق الأندلسي قاطبة

 التصميم الخاص بجائزة ” نودو” بين الشرق والغرب   : رئيس المجلس البلدي لمدينة إشبيلية كلفني بإعداد منحوتة ترمز إلى السلام والتواصل ، وكانت تسلم  إلى أكبر الشخصيات في العالم ، جاءت على شكل حمامة وهلال بقاعدة مشكلة من ثلاثة أعمدة تشير إلى : الإسلام والمسيحية واليهودية و معتبرا أن السلام لا ولن يتم إلا باحترام الديانات الثلاث ، وهي مصنوعة من النحاس

و تسلم كل سنة للشخص الذي يستحقها ، وكان كوفي عنان اول من تسلمها

:أنهى الفنان بن يسف حواره معنا مشكورا مشيرا إلى وجود اتجاهين تشكيليين أساسيين ببلادنا ، وهما 
مدرسة تطوان التي تلتزم بالاتجاه الواقعي أو التشخيصي –
مدرسة البيضاء وبها خليط ما بين التجريدي والانطباعي –
وبذلك نكون قد حلقنا مع الفنان التشكيلي  في العديد من محطات عمره ، متمنين له الصحة والعافية وطول العمر المصحوب بالقدرة الدائمة على الخلق والابداع 

Zahra

زهرة منون ناصر: صحفية مغربية كندية المديرة المشرفة على موقع صحيفة ألوان، باعتباره منبرا إعلاميا شاملا يهتم بهموم مغاربة العالم في الميادين الابداعية والثقافية، الاجتماعية والاقتصادية و التواصل والإعلام Zahra Mennoune: Journalist Morocco-Canadian Responsible of publishing the Website : (Alwane "Colors" ) in Arabic language. (French) هام جدا: يرجى إرسال المقالات في حدود ألف ومائتين كلمة كل المقالات و المواد التي تصل ألوان تراجع من قبل لجنة االقراءة قبل النشر، ولا تعاد إلى أصحابها سواء نشرت أم لم تنشر رابط الموقع: Alwanne.com

لا تعليقات بعد على “التشكيلي المغربي أحمد بن يسف في حوار خاص لألوان

  1. بنيسف فنان من العيار الثقيل. صديق و عزيز المغاربة باشبيلية. اعرفه منذ سنين. الحديث معه لا تريده أن ينتهي.

التعليقات مغلقة.