مقاربة انطباعية لديوان الشاعر “مراد وريد ” شوق الفراشة
! شوق الفراشة”: كتابة شعر بنمط رومانسي “
مقاربة انطباعية لديوان الشاعر مراد وريد ” شوق الفراشة ” الصادر عن ” الاتحاد المغربي للثقافات المحلية “، مذيل بكلمة ظهر الغلاف لأستاذنا المبدع صاحب الأيادي البيضاء الشاعر نور الدين ضرار ، تزينه لوحة للشاعرة الفنانة أمينة لفقيري
غالبا ما نتبادل الإصدارات ونضعها جانبا في انتظار أن يسعفنا الوقت بقراءتها، ولا نقرأها لأن هذا الوقت يتمنع عن المجيء، هذا ما وقفت عليه وأنا أتصفح مجموعة من الإصدارات الأخيرة التي توصلت بها من صديقاتي وأصدقائي، فارتأيت أن لا أتركها مركونة للغبار
“كان أول ما وضعت عليه يدي ديوان الصديق الشاعر مراد وريد الذي يحمل عنوان ” شوق الفراشة
وهو أضمومة من 22 قصيدة تغلب عليها تيمة الحب التي يحيلنا عليها العنوان باعتباره ” عين النص ” من خلال كلمة ” شوق ” التي لا تتكرر كلفظ، إنما تأتي كمعاني مضمرة في النصوص، وتأتي كلمة ” الفراشة ” كمضاف إلى الشوق ليكتمل المشهد، بكل ما للفراشة من جاذبية وخفة وانجذاب في التحليق نحو الضوء وإن كان يجني عليها أحيانا
:يتقمص الشاعر أحيانا دور الحبيبة فينطق بلسانها عما تجيش به النفس من لواعج
!!لم تعد أنت…أنت
ولم تعد الكلمات…كلمات
أين عبيرك يفوح من حروف العشق
تتوسده اللحظات؟
أين ربيعك
استكانت مكانه الطعنات؟
أين حنينك
أم أنه ذاب مع السنوات؟
تتكرر هذه الأين فتحيل على الأسئلة المحيرة بنوع من الاستنكار الموغل في العتاب
وفي خطوات الوله، وتلك الإشارات الماكرة، يفتح الشاعر أبواب السؤال ويقتحم دهاليز المعنى، فيتكلم بلسان القارئ في كثير من المحطات التي تلامس الشعور والإحساس الدقيق، فتطرق باب الشغف العاصف
طوحت بمخيالي ليستكشف ما يذهب إليه مخياله، فكشف لي عن شاعر رقيق مرهف الإحساس، له لونه الشعري الخاص به الذي يميل إلى النمط الرومانسي، يمتح من معجم يغلب عليه طابع الحب
يكفيه أن يقول” أحبك ” ليستحضر كل ما يمت إلى النماء والنمو والتكاثر.. وكل أسباب الحياة
عندما أقول أحبك
تحبل كل نساء الأرض
وتكثر الأسماك في البحار
وتنمو الأشجار على صدري
…وتصب في فمي كل الأنهار
:يتلعثم الشوق في حضرة الغياب إذ يقول
،أحترق وحدي
وحدي أحترق بنارك
أتوق شوقا لجوارك
أعد الأيام والأعوام
..دوما بانتظارك
:وفي ” رسالة حب ” يتكرر النداء، فالمنادى غير حاضر
تعالي إذن
لنحتسي فنجان بن
،نتجاذب حينها أطراف الحديث
،أمسك يدك سهو
..أنظر إلى عينيك دون قصد
..كل النصوص كتبت بأسلوب سلس يكتسب جماليته من بساطته
..وتبقى ذائقة القارئ هي الفيصل في الحكم على النصوص من خلال عمليات التأويل والتشريح، لأن النص يظل منفتحا على تعدد القراءات
..وتبقى قراءتي هاته عبارة عن قراءة انطباعية بسيطة تخصني، يمكن إغناؤها من لدن ذوي الاختصاص
فاطمة عدلي