قراءات متقاطعة….

لمؤلف الدبلوماسية البرلمانية وقضية الصحراء المغربية
نظم ماستر الدبلوماسية الروحية والتحولات السياسية في إفريقيا مؤخرا، في رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أيت ملول-جامعة ابن زهر، قراءة في كتاب الأستاذ محمد لكريني (أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بكلية الحقوق أيت ملول) والمعنون ب:” الدبلوماسية البرلمانية وقضية الصحراء المغربية” الصادر عن مكتبة دار العرفان للطباعة والنشر في أكادير.
سيّر هذه أشغال هذه الجلسة العلمية الأستاذ محمد الشيخ بانن (منسق ماستر الدبلوماسية الروحية والتحولات السياسية في إفريقيا وأستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق أيت ملول) حيث ركز على الحق في التنمية كأساس مرجعي للوحدة الوطنية مشيرا إلى العديد من التجارب الدولية التي فشلت في نزوعها الاستقلالي مذكرا بالمشاكل التي يعاني منها جنوب السودان.. إلى جانب تأكيده أيضا على أهمية وجود نخب سياسية مؤهلة بإمكانها المساهمة في صناعة القرار الخارجي والترافع حول القضايا الحيوية للمغرب بنجاعة.
ليمنح الكلمة فيما بعد إلى السيد نائب العميد المكلف بالبحث العلمي بكلية الحقوق أيت ملول الأستاذ إبراهيم كومغار (أستاذ التعليم العالي) الذي أكد على أن الموضوع يبقى مهما خصوصا وأنه يرتبط بقضية مصيرية يترافع حولها ممثلي الأمة بمجلسي البرلمان في ضوء الإصلاحات الدستورية لعام 2011 وكذا الأنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان التي عرفت تعديلات مهمة لأكثر من مرة.
تناول بعد ذلك الكلمة الأستاذ رضا الفلاح (أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق أكادير) ليتساءل بشأن التحولات التي عرفتها قضية الوحدة الترابية المغربية والاعترافات المتتالية في الآونة الأخيرة، إذ اعتبر أن المؤسسة التشريعية مطالبة بإصدار تقارير من أجل تقييم عملها الدبلوماسي وهي من الأمور التي لا نجدها في تواصلها أو على مستوى حضورها الإعلامي، خصوصا وأننا لا نعرف هل ساهم البرلمان المغربي في كسب مواقف مؤيدة لقضية الوحدة الترابية وإن كانت ما هو عددها؟ وهل ارتبط تغير المواقف المعادية للمغرب بسبب الدبلوماسية البرلمانية أم أن الأمر يعود لعمل الدبلوماسية الرسمية؟. وفي مقابل ذلك أكد الأستاذ رضا على أن البرلمان تمكن من بناء شبكة قوية من خلال مجموعة الصداقة والأخوة، إلى جانب انتخاب المغرب على رأس منتديات مهمة كمنتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية.
بعد ذلك تساءل الأستاذ محمود العلاوي (أستاذ محاضر مؤهل بكلية الحقوق أيت ملول) عن ماهية الديبلوماسية البرلمانية هل هي ديبلوماسية تفسيرية؟ أم مكملة؟ وهل العمل الديبلوماسي البرلماني هو عمل بروتوكولي صرف أم أنه عمل ديبلوماسي فعال؟، كما تحدث عن كيف استطاع المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني توحيد الرؤى حول ملف الصحراء حتى أصبح محل إجماع وطني، إلى جانب استحضار المراجع المهمة التي تم اعتمادها بالنظر إلى حداثتها وقيمة المعطيات التي تحويها، إضافة إلى استحضار أهمية التسويق لمبادرة الحكم الذاتي من تنزيلها في الأقاليم الجنوبية المغربية.
من ناحية أخرى سلط الأستاذ زهير لعميم (أستاذ باحث في كلية الحقوق مراكش) الضوء في قراءة أخرى مغايرة من الناحية السيميائية حيث قدم ملاحظاته حول صورة الغلاف من زاوية نقدية مدافعا عن مفهوم آخر للصحراء يرتبط بالبنيان والتنمية، وقد انفتح الأستاذ زهير على المضمون مثيرا أهمية انخراط الفاعلين السياسيين في الدينامية الموجودة حاليا حول قضية الوحدة الترابية وكذا ضرورة انفتاح البرلمان على الجامعة.
أما الأستاذ البشير أبولاه (أستاذ القانون العام والعلوم السياسية في كلية الحقوق أكادير) قام بقراءة تفكيكية للمؤلَّف من زاوية نظر متجددة لرفع درجة الوعي العام حول القضايا الوطنية، كما ركز أيضا على أهمية مساعدة الفاعل في مجال الترافع حول القضية الأولى للمملكة من خلال استثمار إحداث المعهد المغربي للتكوين والأبحاث والدراسات الدبلوماسية، بهدف تشكيل سياج ترافعي قادر على صد مناورات الخصوم عبر تمكين البرلمان من آليات الترافع. وقد وظف الكاتب منهج نقديا تحليليا يستعرض الصعوبات التي تعيق عمل الديبلوماسية البرلمانية كضعف التنسيق مع الدبلوماسية الرسمية في إطار بلوغ رهان إقناع حكومات مختلف الدول بأهمية الحكم الذاتي.
وقد تناول الكلمة الأستاذ عبّد الواحد ولاد مولود (أستاذ القانون العام بكلية الحقوق أيت ملول) مركزا على النزاع المفتعل حوّل قضية الصحراء كقضية أولى للمغاربة حيث عرج على المسألة من الزاوية الجيوسياسية كقضية شائكة بعد دخول دول الجوار على الخط كما ذكر معطيات دقيقة حول المنعطفات التي عرفتها القضية منذ عام 1974. وقد تساءل عن جدية العمل البرلماني وهل فعلا يفي بالغرض، فالأمر يستدعي تركيزا مضاعفا أمام تنسيق جبهة البوليساريو مع مجموعة من البرلمانات كالبرلمان السويدي. كما استحضر أيضا الفراغ الذي تركه المغرب حينما غادر منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، وبيّن أهمية عودته إلى الاتحاد الإفريقي ودور الديبلوماسية المغربية في محاصرة الخصوم وسحب مجموعة من الدول لاعترافاتها بجبهة البوليساريو.